نواب الإخوان: مشاركتنا في ملتقى القدس دعم للقضية وللشعب الفلسطيني

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
نواب الإخوان: مشاركتنا في ملتقى القدس دعم للقضية وللشعب الفلسطيني

كتب-إيهاب الخولي

24-11-2007

مقدمة

د. محمد البلتاجي يلقي كلمة أثناء المؤتمر

- عسكر: ناقشنا كل صور التضييق على إخواننا في فلسطين والحلول المقترحة

- البلتاجي: التعتيم الإعلامي ومنع مشاركين مصريين سياسة مقصودة من النظام

- الحسيني: نجهز لمؤتمر عالمي لمناصرة نواب المجلس التشريعي الفلسطيني المختطفين

انتهى منذ أيام ملتقى القدس الدولي الذي عُقد في مدينة إستانبول التركية على مدى ثلاثة أيامٍ بحضورِ أكثر من خمسةِ آلافِ شخصيةٍ يُمثلونَ العلماءَ ورجالَ الدينِ الإسلامي والمسيحي، والقيادات السياسية والفكرية والثقافية، ومؤسسات المجتمع الأهلي، والأدباء والفنانين والإعلاميين وبمشاركة وفدٍ من الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين بمصر مكون من 27 نائبًا، في مقدمتهم الدكتور محمد سعد الكتاتني رئيس الكتلة وحسين محمد إبراهيم نائب رئيس الكتلة والمتحدث الرسمي لها والدكتور محمد البلتاجي الأمين العام الكتلة.

بعد عودتهم من تركيا التقينا ببعضهم لنعرف آراءهم في الملتقى والهدف من المشاركة فيه، وما تمت مناقشته والتوصيات العملية التي خرج بها الملتقى لدعم القضية الفلسطينية.

بدايةً يؤكد الشيخ سيد عسكر- عضو الكتلة وأحد المشاركين في الملتقى- أن الملتقى قد نجح نجاحًا مبهرًا، وما يدل على ذلك هو توافد الوفود من أكثر من 65 دولةً، وهو ما يدل على تفاعل الشعوب مع القضية الفلسطينية واهتمامها بها.

موضحًا أنه تمَّت مناقشة كل القضايا المتعلقة بالقدس وفلسطين من المحاولات اليهودية لتهويد القدس ومعاناة أهل فلسطين في التعليم والصحة والبناء، فقد تمَّ مناقشة كل صور التضييق على إخواننا في القدس؛ وذلك من خلال مشاركتنا في كل الفعاليات وورش العمل، ومشيرًا إلى أن من أفضل ما طُرِحَ في الملتقى بيان الأستاذ المرشد العام الذي تلاه الدكتور البلتاجي نيابةً عن الكتلة، والذي أكد فيه أهمية وحدة الصف الفلسطيني ونبذ الفرقة، والتمسك بخيار المقاومة وثوابت الشعب الفلسطيني، والبعد عن الاقتتال الداخلي حتى تزداد وحدتهم وقوتهم.

مؤكدًا أن المؤتمر كان بمثابة كسرٍ للحاجز الذي أراد أعداء الأمة أن يُقيموه بين إستانبول والقدس، بين الأتراك والعرب وكل شعوب المنطقة.

تعتيم مقصود

من جهته أكد الدكتور البلتاجي- الأمين العام للكتلة البرلمانية للإخوان وأحد المشاركين في المؤتمر- أن عدم السماح لمشاركين مصريين لحضور الملتقى سياسة مقصودة من النظام، فالنظام المصري لم يشارك حتى بوفدٍ رسمي له يُمثِّل مصر رسميًّا، إنما المشاركات كانت أهليةً وعلى نفقةِ الحضور الخاصة.

مشيرًا إلى أن هناك مقارنةً لا بد أن نضعها أمام أعيننا؛ حيث إنه في الوقت الذي لم تُرسل السلطات المصرية وفدًا مصريًّا رسميًّا، وفي الوقت الذي منعت فيه السلطات المصرية المشاركين من السفر الذي يسافرون على نفقتهم الخاصة، نجد سماح السلطات الصهيونية بسفر المقدسيين إلى الملتقى، وهم من مختلف التيارات سواء إسلاميين أو أقباطًا، كما حضر نوابٌ في الكنيست الإسرائيلي نفسه، فالسلطات الصهيونية سمحت لمختلف التيارات الفلسطينية بالحضور كما حدث مع القس عطا الله حنا والشيخ رائد صلاح والشيخ تيسير التميمي والشيخ كمال الخطيب وغيرهم، وفي نفس الوقت منعت السلطات المصرية حضور الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح والدكتور جمال حشمت وغيرهما، مؤكدًا أنه كان يستوجب على الحكومة أن تشارك في هذا الملتقى أو على الأقل تسمح للقوى السياسية بالمشاركة، فالملتقى قد يُمثِّل ورقةَ ضغطٍ على السلطات الصهيونية قبل انعقاد مؤتمر الخريف في أمريكا.

ووصف البلتاجي تجاهُل الإعلام المصري للحدث بالرغم من أهميته في هذا التوقيت أنه يبرز عدم اهتمام النظام الجاد بالقضية، وكان الأولى أن يبرز الحدث إعلاميًّا من أجل دعم القضية.

مؤكدًا أن نجاح الملتقى فاق كل التوقعات سواء من حيث الكم والنوع أو من حيث المناقشات الجادة والكثيفة التي أدارها قادة الرأي في الأمة الإسلامية من مختلف البلدان.

مناسبة إنسانية

ويقول عادل حامد- عضو الكتلة وأحد المشاركين في الملتقى-: إن المؤتمر مناسبة إنسانية بالدرجة الأولى شارك فيه جميع التيارات الإسلامية وغير الإسلامية لمناصرة القدس لرفع الحصار ومناصرة المسجد الأقصى، مشيرًا إلى أن الإخوان المسلمين باعتبارهم من أكبر الجماعات العاملة للإسلام، ولأننا نوابٌ عن الشعب المصري كان لا بد من المشاركة في هذا الملتقى، ونحن أردنا بذلك أن نوصل رسالةً إلى أهل القدس وفلسطين أننا خلفهم ومعهم ولن نتخلى عن قضيتهم، موضحًا أنه من أفضل التوصيات التي طُرِحت في الملتقى هي توصية الدكتور عزيز صدقي- رئيس وزراء مصر الأسبق- والتي طالب فيها بإنشاء جامعةٍ للشعوب العربية باعتبار أن الشعوب هي التي تُدافع عن القضية، وهي التي تحمل القضايا الإنسانية أكثر من الحكام والملوك والرؤساء.

وأكد حامد أن الملتقى جدد تأكيده أن المقاومة بكلِّ مستوياتها المستندة إلى وحدة وطنية وإلى مشاركة شعبية هي الطريق لتحرير فلسطين، وكل البقاع الإسلامية المحتلة، والتي تعاني ظلم العدوان والاحتلال.

مؤتمر عالمي

بينما أكد المهندس سعد الحسيني أن مشاركات الكتلة في الملتقى كان الهدف الأساسي منها دعم القضية الفلسطينية وتأكيد محوريتها في فكر الإخوان المسلمين وبيان موقف الإخوان والكتلة البرلمانية منها، وهو مؤازرتها ودعمها بكل السبل والتعرف عن كثبٍ على المشاكل والتحديات التي تواجه القضية الفلسطينية، فضلاً عن الالتقاء والتعارف مع وفود عددٍ كبيرٍ من الدول العربية والأجنبية.

وأضاف الحسيني أن هذا الملتقى قد مثَّل تدريبًا فعليًّا لنواب كتلة الإخوان المسلمين على الالتقاء والمشاركة في منتدياتٍ عالميةٍ خارج القطر المصري مع برلمانيين وسياسيين من مختلف دول العالم، وتكوين علاقاتٍ دوليةٍ على مستوى العالم.

وأكد الحسيني أن أحد أهم المقترحات الفعلية التي اتخذت محلاً للتنفيذ من جانب الكتلة في الملتقى كان الإعداد لمؤتمرٍ دولي لمناصرة النواب المختطفين من المجلس التشريعي من قِبل الاحتلال الصهيوني سواء كانوا حمساويين أو فتحاويين، والذي تحدد انعقاده في النصف الأول من يناير القادم.

وأشار الحسيني إلى أن الملتقى قد تحوَّل إلى ورشة عملٍ ضخمةٍ لمناصرة القدس، فتوزع أعضاؤه على حضور المؤتمرات والمشاركة في الندوات وورش العمل المختلفة حول القدس، مشيرًا إلى أن مئات الوفود كانوا قد أعد كلٌّ منهم برنامجًا خاصًّا بهم أثناء الملتقى فأقاموا فيما بينهم حلقات نقاش وتعارف فبدا كل مكان من مقر الملتقى ملتقًى مصغرًا للنقاش والحوار والتفاهم وإيجاد الحلول لمناصرة القضية الفلسطينية.

توصيات مهمة

ويُضيف النائب هشام القاضي أن الملتقى عبَّر عن وحدة الأمة العربية والإسلامية في مناصرة القضية الفلسطينية والقدس، فاجتماع علماء مسلمين مع أحبار مسيحيين ورموز قومية ويسارية وليبرالية مع رموز إسلامية خير دليل على وحدة الأمة في مناصرة القضية، بالإضافة إلى وفود رسمية من الحكومات ووفود من الجمعيات الأهلية.

وفيما يتعلق بالتوصيات التي خرج بها الملتقى قال القاضي: قد خرج إعلان إستانبول بجملةٍ من التوصيات من أهمها التأكيد أن الاحتلالَ الصهيوني للقدسِ هو احتلالٌ عنصريٌّ استيطانيٌّ إحلاليٌّ إرهابيٌّ، وأن الصهيونية حركة عنصرية إرهابية، وأن اعتداءات الصهيونية على القدس تُشكِّل تهديدًا للسلم والاستقرارِ في المنطقةِ والعالم.

والتأكيد على حقِّ العودة للاجئين والنازحين والمهجرين إلى القدس، كما لكلِّ الأرض الفلسطينية ومطالبة الدول العربيةِ والإسلاميةِ وجميعِ الدولِ المحبةِ للسلامِ، والمؤسسات الدولية بتكريس كلِّ الجهود لإنهاء الاحتلال الصهيوني للقدس، والحفاظِ على هويتِها العربيةِ والتأكيد على أن الأممِ المتحدة- وقد كانت معظم قراراتها من أسباب النكبةِ التي حلَّت بالشعب الفلسطيني- مُطالَبةٌ بالالتزامِ الكاملِ برفع العدوانِ والحصارِ عن هذا الشعب.

المصدر