يا لها من ديمقراطية!!

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
يا لها من ديمقراطية!!


بقلم: أ. جمعة أمين عبد العزيز*


الأستاذ جمعة أمين


أتمنَّى من كل قلبي أن يستمع الناس في مشارق الأرض ومغاربها إلى تقرير (الجزيرة) عن انتخابات المرحلة الثانية في مصرنا الحبيبة، والذي تلاه مدير مكتبها بالقاهرة الأستاذ حسين عبد الغني.

ويا لها من مقدمة حين قال: "هذا التقرير لم يكتبه أحد من المستقلِّين ولا الإخوان المسلمين، ولكن كتبته لجنة حقوق الإنسان في مصر، وهي لجنة رسمية اعتمدتها حكومة الحزب الوطني!! ويا لهول ما سمعنا عن ألوان البلطجة والتزوير الفاضح!! والتي قام بها الحزب الوطني مدعَّمًا بالأمن المركزي، أشرف عليها ضباط الأمن واستُخدمت فيها السيوف والسنج وكل أنواع الأسلحة؛ لمنع الناخبين المعارضين من الوصول إلى صناديق الانتخابات.

ومن تملكه الشجاعة ويغامر بنفسه ليخترق هذا الحصار من البلطجية وخريجي السجون من المجرمين- رجالاً ونساءً- فيصيبه إما شقُّ بطنه، أو كسرُ رجله، أو تقطيعُ جسده، أو حتى إزهاق روحه وموته، كما حدث في لجنة الرمل ودائرة الجمرك بالإسكندرية وغيرهما من الدوائر، والذي تولى كِبر هذا كله حكومتنا الديمقراطية وحزبها الذي ينال الأغلبية المطلقة والحريص على حرية الناس في الاختيار وهو يقول للناس: ﴿مَا أُرِيْكُمْ إِلاَّ مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيْكُمْ إِلاَّ سَبِيْلَ الرَّشَادِ﴾ (غافر: 29)، والحريص أيضًا على تبادل السلطة وهو يقول: ﴿ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ﴾ (غافر: من الآية 26).. يا لها من ملحمة حدثت في جميع المحافظات!!

وإن تعجب فعجبٌ قولهم إن الإخوان هم الذين يستخدمون هذه البلطجة!! وهذا كلام خرج من رجل مسئول في الحزب، بينما العالم كله يشاهد الحقيقة المُرَّة في جميع القنوات.. ألا يدعو ذلك كله إلى العجب؟! ولكن نقول: ﴿فَصَبْرٌ جَمِيْلٌ وَاللهُ الْمُسْتَعَانُ﴾ (يوسف: 18).

البلطجية يعتدون على الناخبين في حراسة رجال الأمن

والذي يهمُّ الإخوان في هذا الذي يحدث هو الحرص على سلامة الوطن والمواطنين، ولن يتأثر الإخوان من مثل هذه التصرفات الشاذة والمتوقَّعة فيبتعدوا بسبب ذلك عن الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، ولن يكونوا إلا كما قال لهم مرشدهم: "كونوا كالشجر يُلقَى بالحجر فيُلقِي بالثمر؛ لأنها الخيرية التي دعانا إليها رسول الله- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- حين قال: "المسلم الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خيرٌ من المسلم الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم"؛ لأننا أصحاب رسالة ذات قِيم عالية تتجلى بها، وتترك الناس بعدها يميزون بين الخبيث والطيب، وبيننا وبين القوم صندوق الانتخابات يفصل بيننا وبينهم حين تكون حرية الاختيار.

أما أنتن أيتها الأخوات الفُضليات.. يا من عرفتنَّ طبيعة دعوتكنَّ ومعالمَ طريقكنَّ فتحملتنَّ الإيذاء وأصررْتنَّ على الإدلاء بأصواتكنَّ، بالرغم من تعرضكنَّ للمجرمات والمسجونات وصبرتنَّ صبرًا جميلاً.. فجزاكنَّ الله خيرًا، وأنتنَّ تضربْنَ أروعَ الصور من الإصرار والثبات، ومكَّنتنَّ الدعوة كي تحلِّق بجناحَيها الرجال والنساء معًا، ودفعتنَّ الرجال وأنتن تقُلْن للرجال مقولة خديجة رضي الله عنها: "والله لا يخزيك الله أبدًا".. فلكنَّ كل التقدير، واللهَ نسأل لكنَّ التثبيت.

أما أنتم يا رجال الدعوة وشبابها.. فإني أذكِّركم بما قلتُه لكم: هذه دعوتكم، وما يمارَس معكم هو من معالم طريقكم وبرهانٌ لصحة خطواتكم، وإنها والله لبشائر النصر التي تلوح في الأفق، وما بينكم وما بين النصر إلا صبر ساعة، فاصبروا، وصابروا، ورابطوا، واتقوا الله لعلكم تفلحون، وواصلوا مسيرتَكم مهما كلَّفكم مِن تضحيات، والله معكم ولن يتركم أعمالكم.. والله أكبر ولله الحمد.