25 يناير.. ثورة شعب حصد ثمارها العسكر!
سيد توكل
مقدمة
سبع سنوات مرت على حلم المصريين في العيش و الحرية والعدالة الاجتماعية؛ فالثورة التي انطلقت في 25 يناير 2011، وحملت بين جنباتها حلما للمصريين بحياة أفضل، تلاشت لاحقا في خضم انقلاب عسكري تعمد أن يغرق الشعب في أزمات سياسية واقتصادية.
وتأتي الذكرى السابعة لثورة المصريين المُلهمة في ظل أوضاع، يرى محللون وسياسيون أنها الأشد سوءا بتاريخ مصر على الإطلاق، بدءا من السفيه عبد الفتاح السيسي الذي استولي علي الحكم، إلى ما يرى فيه مصريون آلة قمع وقبضة أمنية محكمة جاءت بعد الانقلاب العسكري على محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب بعد الثورة.
العام السابع
وتمر الثورة في ذكراها السابعة بانتكاسة وانحسار شديدين، ففي الوقت الذي تكتظ فيه السجون بآلاف المعتقلين والشباب المشاركين في الثورة والداعين لها، ينعم رموز المخلوع محمد حسني مبارك، ومن ثار الشعب على ظلمهم، بالحرية، فضلاً عما يتجرعه الشعب من ظروف اقتصادية واجتماعية وسياسية سيئة.
ويرى ممدوح المنير، مدير الأكاديمية الدولية للدراسات والتنمية، أن الثورة كانت علامة فارقة بتاريخ مصر والعالم العربي، فهي قصة نجاح للشعب في تحقيق إرادته، وأشار إلى أن كل الثورات الناجحة التي تمت مواجهتها بثورات مضادة تضعف حينا ثم لا تلبث أن تستعيد عافيتها من جديد، قائلاً: "فلا يجب أن نتوقف عند اللحظة الراهنة بسلبياتها الموجعة".
وتابع المنير:
- "الثورة المصرية حاليا في حالة انحسار وضعف؛ بفعل الثورة المضادة، لكن الثورة المضادة تنحسر أيضا، ففي عمر الثورات خمس سنوات غير كافية على الإطلاق في إعلان نهاية المعركة مع الثورة المضادة"، وبدأت ثورة 25 يناير بمظاهرات حاشدة في عام 2011، وانتهت بالإعلان عن تنحي مبارك عن منصب الرئاسة في 11 فبراير من نفس العام، وعند انسحاب المحتجين من الميادين، سيطر المجلس العسكري على الحكم 17 شهرا، قبل أن يترك كرسي الحكم مضطرا لأول رئيس منتخب.
وخلال فترة حكمه، قوبل الرئيس محمد مرسي بما أطلق عليه "الثورة المضادة"، التي انتهت بانقلاب عسكري قاده وزير آنذاك الدفاع السفيه السيسي في الثالث من يوليو 2013، منهيا بذلك أول تجربة انتخابية رئاسية في تاريخ مصر
وأُطلق بعدها سراح مبارك ونجليه، وأركان نظام الحكم السابق، وفي مقدمتهم وزير الداخلية حبيب العادلي، وفُتحت أبواب السجون والمعتقلات في وجه كل من عارض الانقلاب، سواء من جماعة الإخوان المسلمين وغيرها من التنظيمات والأفراد، وتشير تقديرات منظمات حقوقية دولية إلى أن عددهم يتجاوز المائة ألف سجين ومعتقل.
تخصص إعدام
بتزامن مع ذلك، صدرت مئات أحكام الإعدام في حق معارضي الانقلاب، من طرف قضاة وصفوا بأنهم صاروا متخصصين في أحكام الإعدام، وتناقلت التقارير الحقوقية المحلية والدولية صورا وتفاصيل عن معاناة المعتقلين نساء ورجالا من انتهاكات خطيرة، وخاصة في سجن العقرب، وتنوعت بين الاعتداءات الجنسية وانتهاء بالحرمان من العلاج والقتل البطيء.
تلك حكاية ثورة 25 يناير التي يخلد المصريون ذكراها كل سنة على أمل تحقيق أهدافها الأصيلة عيش حرية عدالة اجتماعية، لقد وعى العسكر درس 25 يناير والـ18 يوما التالية جيدا، فهم بالتأكيد ليسوا على قلب رجل واحد ولكنهم متفقون على هدف واحد وهو بقاء السلطة في أيديهم ومقدرات الوطن تحت سيطرتهم، لا يسمحون لخلافاتهم بالظهور للعلن وإن ظهرت فهي تظهر في صورة خلافات بين أشخاص ورتب عسكرية وليس بين مؤسسات وأجهزة سيادية ومخابراتية.
وغالبا ما يتم إنهاء تلك الخلافات بصفقات غير معلنة وفي الخفاء تختلف طبيعتها بين المَنْح والمَنْع، والتهديد والترغيب، المهم هو بقاء وحدة الصف العسكري من أجل الحفاظ على إمبراطورية المنافع والمصالح العسكرية في كافة المجالات واستمرار الحكم في البيت العسكري حتى وإن تم تغيير الممثل الخاص بهم داخل قصر الاتحادية.
المصدر
- تقرير: 25 يناير.. ثورة شعب حصد ثمارها العسكر! بوابة الحرية والعدالة