"استراحة" على شرف رايس

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
"استراحة" على شرف رايس

بقلم : د/ حسن مدن

وصف مسؤول “إسرائيلي” سحب قوات العدو من قطاع غزة بأنه “استراحة لمدة يومين” أثناء زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس للقدس ورام الله اليوم الثلاثاء وغدا الأربعاء.

إيهود أولمرت رئيس وزراء العدو أعطى توضيحاً أوفى للمقصود بالعبارة أعلاه، حين قال إن انسحاب قواته من قطاع غزة لا يعني انتهاء العمليات العسكرية هناك، والتي أدت، خلال أيام معدودة، إلى مقتل نحو مائة وعشرين فلسطينياً.

اولمرت كان قاطعاً أيضاً في تبديد أية أوهام يمكن أن يصدقها أحد، حين قال إن “ما حدث في الأيام القليلة الماضية لم يكن حدثاً منفصلاً، وإن أعمالاً عسكرية أخرى ستليه”، لأن حكومته تعتبر نفسها “في خضم عملية قتالية”.

وفي مزيد من الغطرسة قال أيضاً: “كل شيء ممكن: الغارات الجوية، الضربات الأرضية، والعمليات الخاصة”.

الفلسطينيون لم يفرغوا بعد من تشييع شهدائهم في العدوان الهمجي الأخير، ومواراتهم الثرى، لكن أولمرت يتوعدهم بالمزيد، ولسان حاله يقول: “إكراماً لعين رايس سنوقف عملياتنا فترة وجودها، ولكننا سنعاود ما بدأناه وربما بشدة أكبر حين تعود أدراجها”.

الاستراحة الممنوحة للدم الفلسطيني المسفوك، ليست أكثر من التقاط أنفاس لقادة الكيان، الذين ما كانوا سيبدأون عدوانهم لولا التفاهم المسبق مع الإدارة الأمريكية على ما يفعلون.

ورايس لم تأت لتثنيهم عن مواصلة عدوانهم، وإنما لتمنحهم دعماً إضافياً ليواصلوه، طالما كان المطلوب هو اجتثاث ما تبقى من مظاهر مقاومة، حتى يصبح الحديث عن تسوية مشينة ممكناً.

أقصى ما استطاعت واشنطن قوله، رغم هول وفظاعة ما جرى في غزة، هو ذاك التصريح المنسوب إلى متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية الذي جاء فيه: “نحن نشجع “إسرائيل” على توخي الحيطة لتجنب قتل أبرياء”.

من حيث المبدأ فإن العدوان يحظى بالتغطية السياسية الأمريكية الكاملة، التي تجعل قادة الكيان يتصرفون بأياد طليقة تماماً في عدوانهم، أما الدعوة الكاذبة لتجنب قتل أبرياء، فإنها لا تستقيم مع فظاعة ما جرى ويجري في غزة.

يتحدث قادة الكيان عن”هولوكوست” ضد فلسطينيي غزة، فعن أي حيطة يدور الحديث، إذاً، طالما كان الهدف هو إبادة جماعية للفلسطينيين، بسبب كونهم فلسطينيين؟

وتبدو الدعوة للتفريق بين أهداف عسكرية وأخرى مدنية أشبه بالمهزلة حين يدك الحجر دكاً على رؤوس كل القاطنين تحته.