حرب الفرقان – أوراق اللعبة من أمريكا إلى المقاومة .. محمد أبو راشد

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
حرب الفرقان – أوراق اللعبة من أمريكا إلى المقاومة
حرب الفرقان

محمد أبو راشد

لقد دأب النظام العربي الرسمي على القول دائما أن 99% من أوراق اللعب في المنطقة بيد أمريكا ولكن ما أفرزته حرب الفرقان من واقع جديد يقول أنه على الأقل كل أوراق اللعب في القضية الفلسطينية أصبحت في يد المقاومة و بالنظر إلى الوضع الحالي فقد فشلت كل المحاولات قبل أو أثناء حرب الفرقان من انتزاع أي من ملفات التهدئة و فك الحصار والمصالحة الفلسطينية والجندي شاليط و يضاف إليها الملف الجديد إعادة الإعمار من يد المقاومة . من أراد أن يناقش أيا من هذه الملفات لا شك أنه يعرف العنوان ألا وهى قيادة المقاومة وعلى رأسها حماس . وهذا أكبر دليل على نصر المقاومة التاريخي في حرب الإرادات حرب الفرقان. لم يستطع لا العدو الإسرائيلي المتغطرس ولا الرئيس السابق عباس ولا النظام العربي الرسمي المتآمر أو المتساهل انتزاع أي من هذه الملفات من يد المقاومة قبل أو أثناء حرب الفرقان. من المهم جدا على قيادة المقاومة التصرف من هذا المنطلق. ولا يمكن لأحد أن ينكر أن الوضع السياسي والعسكري الآن عاد إلى ما كان عليه قبل الحرب يضاف إلى ذلك الشعور بالمرارة والعجز للإسرائيليين. وبما أن الوضع عاد كما كان قبل الحرب فالمقاومة ليست في عجلة من أمرها ويمكن القول أيضا أن الإسرائيليين غير قادرين لا سياسيا ولا عسكريا للعودة إلى غزة قبل 6 أشهر على الأقل.

أما محاولات سرقة النصر والملفات فهي على قدم وساق من كل الأطراف و ليس أقلها إعلان النظام المصري أن مبادرته نجحت وأن الخطاب شديد اللهجة لمبارك في اليوم 22 هو الذي فرض على الإسرائيليين وقف إطلاق النار. أما فريق رام الله فأمره عجيب فقد أعلن أن حركة فتح يجب أن تشارك في مفاوضات وقف إطلاق النار. ويمكن للمرء تصور وفد من رام الله يتفاوض مع الإسرائيليين لوقف إطلاق النار. ومن المؤكد أن إشراك فريق رام الله وبعض الفصائل الميكروسكوبية جزء من مؤامرة النظام المصري على المقاومة .

طريقة إدارة الملفات:

أولا: الوحدة السياسية لتمثيل فصائل المقاومة : نعم حماس تفاوض وتشرك فصائل المقاومة لكن يجب الاستفادة من الوحدة الوطنية الصحية المقاومة التي نشأت في غزة والدوحة و دمشق. فموقف حركة الجهاد المخلص والترفع عن الشخصنة يبعث بالطمأنينة. وهناك فصائل مقاومة يجب أن تمثل حيث دأب النظام المصري على تجاهلها مثل لجان المقاومة الشعبية. فماذا لو تمثل الفصائل بوفد واحد يسبقه اتفاق تام بينها

ثانيا: أطر المفاوضات: مطلوب عدم استفراد النظام المصري بالمفاوضات فكل يوم يقدم النظام المصري الدليل بعد الدليل على عدائه الشديد للمقاومة وأوله العلم والتواطؤ والدعم لإسرائيل والتحذير للأوربيين من انتصار المقاومة واستجواب الجرحى والكثير. وأكبر دليل على ذلك الدور المتواطئ هو النص في قرار مجلس الأمن على الدور المصري وتغنى فريق رام الله بالدور المصري والشكر من الجانب الإسرائيلي. فتمسك المقاومة بمواقفها سيضعف بلا شك الدور المصري و أيضا سيجلب المزيد من الاتصالات من دول عديدة ليس أقلها روسيا أو أوروبا المتذبذبة ولا شك إنه إذا لم يستطع الوسيط المصري المتحيز الإنجاز سيتدخل الآخرون

'ثالثا:'ترتيب أولويات المفاوضات: ترتيب المقاومة للملفات يكون حسب احتياجاتها هي لا حسب ما يريده الآخرون. و من المهم أيضا مناقشة ملف بعد الآخر فإذا رفضت الأطراف الأخرى مطلبا في ملف يمكن طلبه في ملف لاحق وهنا تكمن أهمية الترتيب فأولويات المقاومة مختلفة عن أولويات الإسرائيليين و فريق رام الله ونحن نقدم تحليل بسيط لأولويات الملفات:-

· مفاوضات فك الحصار المعروفة بالتهدئة: لا يمكن القبول بدور لفريق رام الله ولا العودة لاتفاقية 2005 فهذا ضخ دماء في فريق مات سياسيا وسيكون هو العقبة الكبرى في إدارة المعابر فقد تعود الأوربيين عدم الذهاب للمعبر بحجة الوضع الأمني فيمكن تصور نوعية الحجج التي سيتذرع بها فريق موال إلى رام الله. المطلوب معبر دولي بغض النظر عن من سيكون هناك لكن الشرط الأساسي أنه لا يجوز إغلاق المعبر لغياب أي من المشرفين عليه ويجب أن يشمل هذا الشرط جميع المعابر. وإذا أصر الإسرائيليون على هدنة السنة والنصف فعلى المقاومة إضافة ميناء غزة في المقابل

· التحول من معبر رفح إلى ميناء غزة: أعتقد أن فتح ميناء غزة ثمن مقبول لهدنة لمدة سنة ونصف. فمن المعروف أنه حتى لو وافقت جميع الأطراف على فتح معبر رفح فلن يتوقف النظام المصري عن استجواب المارين ورفض عبور من يشاء واحتجاز الناس في المطارات ولن يتوقف ضباطه عن ممارستهم المشينة في حق الشعب الفلسطيني ولذلك يجب توجيه المجهود الرئيسي لفك الحصار ناحية ميناء غزة. يمكن قبول إشراف أممي على الميناء و يمكن منح إدارته لشركة تركية أو حتى أوربية و يمكن تحديد موانئ قبرصية ويونانية محددة و يسمح للبوارج الحربية بتفتيشه. المهم أنه منفذ فلسطيني خالص. أعتقد أنه سيكون مرحبا به إسرائيليا أيضا فإشرافهم عليه بواسطة الجهات المختلفة أفضل من معبر رفح.أما بالنسبة إلى الفلسطينيين فيمكن استقبال سفن الإغاثة الضخمة وأيضا سفر الفلسطينيين بأعداد كبيرة

· ملف إعمار غزة: لم يستطع فريق رام الله الرجوع إلى غزة على ظهر الدبابة الإسرائيلية. ليس لأنه لم يريد ذلك كما أعلن المحدثين منهم ولكن لأن الدبابة الإسرائيلية لم تدخل إلى غزة أصلا. والآن يريدون أن يدخلوا على ظهر أموال الأعمار والكل يعلم أن ليس كل أهدافهم سياسية فهواية نهب الأموال متجذرة. مطلوب تعيين الحكومة الشرعية بقيادة هنية كجهة وحيدة مخولة بإعادة الإعمار و على أي جهة مهما كانت أن تضطلع بدورها في الرقابة على الحسابات وأوجه الصرف. ممنوع إشراك رام الله في أي ترتيبات تخص إعادة الإعمار تحت أي مسمى حتى لو كان المصالحة. يجب على المقاومة وضع الدول المانحة وعلى رأسها الدول العربية على المحك مرة أخرى أمام شعوبها. فمن أراد بحق إعادة أعمار فهناك حكومة شرعية في غزة . ولا أظن أن دولة مثل قطر ستضع أموالها في يد رام الله، والكويت رفضت أيضا

· المصالحة الفلسطينية : لطالما نادت حماس للمصالحة ولم تجد إلا الاعتقال والتضييق على أعضائها هي وحركة الجهاد . وبعد وضوح المواقف وفوات الوقت على فريق رام الله أصبحوا ينادون بالمصالحة ليل نهار حتى فياض صاحب النائب الواحد أصبح يتغنى بها. المصالحة من وجهة نظر فريق رام الله هي التخلي عن الثوابت ونبذ واحتقار المقاومة ونهب أموال الإعمار. فهل سيوافق فريق رام الله على احترام إرادة الشعب الفلسطيني في خيار المقاومة؟ هل سيفرج أمن دايتون عن المعتقلين في رام الله؟ هل سيعيد افتتاح الجمعيات الخيرية المغلقة ؟ لا يمكن فإذا كان عباس متأكد أنه سيذبح من الوريد للوريد لو كان حضر إلى الدوحة فيمكن تصور ما سيحدث له لو فعل أيا من الإجراءات السابقة. أما إذا كان لا بد من الذهاب لمفاوضات المصالحة التي ستكون بلا طائل فيمكن أن تبدأ ولن تنتهي ولكن الأهم هو عدم ربطها بأي من الملفات الأخرى خصوصا إعادة الإعمار. ويمكن أن يراهن على مقاومي الضفة بالانتفاض في وجه مجموعة رام الله قبل الإنتفاض في وجه المحتل الإسرائيلي.

· ملف شاليط: بالنسبة لإسرائيل ملف شاليط لا يقل أهمية عن ملف التهدئة. وقد أيقن الإسرائيليون أنه لن يرجع إلا بثمن. وأولمرت يتحرق شوقا لمصافحته قبل أن يغادر كرسى الرئاسة وأي رئيس وزراء جديد سيحاول أن يضع الإفراج عنه في صفحة إنجازاته. أما الصابرين من الأسرى الفلسطينيين فهم ليسوا في عجلة من أمرهم. يمكن الاحتفاظ بالملف مفتوحا حتى يدفع الإسرائيليون ثمنا باهظا لشاليط.

مطلوب من فصائل المقاومة خصوصا الإسلامية حماس و الجهاد والألوية الوحدة السياسية وترتيب الأولويات للاستفادة من نتائج حرب الفرقان. وعلى بالأساس ملء الفراغ الذي خلفه انهيار و انعدام الثقة في منظمة التحرير عبر فتح مكاتب تمثيل وقنوات اتصال مع الدول التي تلفظ الإسرائيليين وفريق رام الله.

المصدر:كتائب الشهيد عز الدين القسام-المكتب الإعلامي