الموقف الغربي من الإخوان المسلمين مراحل وتحولات
بقلم / السعيد العبادى
تمهيد
من المؤكد ان الغربيين ليسوا سواء ويجب أن يكون هناك تمايز وفروقات كثيرة فى النظر إلى مواقفهم للإخوان المسلمين وبالطبع هناك خلافات بين نظرة الحكومات الغربية ونظرة المراكز البحثية وإن كانت البدايات متشابهة إلى حد كبير فتاريخ العصر الاستعمارى الغربى للشرق والدول الإسلامية ومحاولات فرض الهيمنة الغربية على مقدرات الشعوب العربية ظل نقطة سلبية ومحورية فى رؤية الإخوان للغرب كما ظل مفهوم الدولة الدينية ومفهوم الجهاد كنقطة سلبية فى نظرة الغرب للإخوان.
وتحولت نظرة الغرب للإخوان الى مايمكن تصنيفها لمراحل ثلاث المرحلة الأولى تميزت بداية بمحاولة استيعاب الإخوان ثم تحولت للمواجهة ومحاولة القضاء على الإخوان وتصدر الانجليز هذه المرحلة وتميزت المرحلة الثانية بمحاولة استكشاف أفكار الإخوان ومعتقداتهم من خلال بعض المراكز البحثية والمؤتمرات والندوات العلمية ثم المرحلة الثالثة والتى تميزت بتغير أفكار بعض الحكومات تجاه الإخوان ومحاولة فتح نوع من الحوار والذى شجع على هذه الخطوة هى سقوط بعض الأنظمة الديكتاتورية التى كانت تستخدم فزاعة الإخوان للاستمرار فى الدعم الغربى لهم.
المرحلة الأولى من الاستيعاب إلى المواجهة
وتتمثل هذه المرحلة فى محاولات الاحتلال الانجليزى فى ذلك الوقت لاستيعاب جماعة الإخوان المسلمون من خلال بعض الاغراءات المادية وخاصة فى بدء تأسيس الجماعة عام 1928 ولكن فترة الاغراءات هذه لم تدم طويلاً فسرعان ما انقلبت الى حرب شعواء شنتها الحكومة البريطانية ضد الإخوان والتى انتهت بقرار حل الإخوان ففى يوم 8 ديسمبر 1948م صدر القرار رقم 63 لعام 1948م بحل جماعة الإخوان المسلمين ومصادرة أملاكها وأموالها واعتقال أفرادها وسنتناول خلال هذا الجزء من البحث محاولات استيعاب الحكومة البريطانية للإخوان حتى قرار الحل
الانجليز ومحاولة استيعاب الإخوان

ذكر الاستاذ محمد حامد أبو النصر المرشد العام الرابع للإخوان المسلمون فى كتابه (حقيقة الخلاف بين " الإخوان المسلمون " وعبد الناصـر) بداية نوع من التواصل مع الانجليز فى ذلك الوقت فيقول في أوائل الأربعينيات بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ، طلب مني وكيل بنك باكليز فرع منفلوط دفع مبلغ من المال كتبرع للجندي المجهول أسوة بالأعيان وأصحاب الرتب وكبار التجار ، فرفضت أن أدفع مليما واحدا في مشروع أو عمل تقوم عليه الحكومة البريطانية ، فسألني لماذا ؟ قلت له : إن انجلترا وفرنسا كانتا قد وعدتا في لجنة مشتركة بالجلاء عن سوريا و لبنان بعد انتهاء الحرب ولم تف بوعدها .. كما أنها لم تستجب لطلب رفعة النحاس باشا رئيس الحكومة في هذا الشأن . فقال لي وكيل البنك هذا كلام خطير ولا داعي لذكره – فقلت : نعم إنه كلام خطير لكني أتحمل المسئولية . وبعد أسبوع من هذا الحديث فوجئت بزيارة ضابط مخابرات انجليزي يدعي (باترك) ومعه مراسل الأهرام بأسيوط كمترجم ، وبعد أن شربنا القهوة سألني الضابط : هل لكم رأي معين في السياسة التي تنتهجها الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط ؟ فقلت له : إن هناك موقف يمكن لبريطانيا أن تستغله لإثبات حسن نواياها وصدق وعودها – وهو أن تقوم بالضغط علي حكومة فرنسا للجلاء عن سوريا و لبنان فورا ، ثم سألني : هل هناك من يري رأيكم من الإخوان المسلمين ؟ فقلت له : إن جمهور مائة شعبة للإخوان المسلمين بمديرية أسيوط تطالب بتحقيق هذا المطلب .
فقال إن حكومته يهمها أن تعرف مطالب الشعوب الصديقة ، لتبني علاقتها معهم علي أساس من هذه السياسة .. وإنني أعدك أن أرفع هذا المطلب إلي المسئولين في السفارة . وانصرف . وبعد أسبوع من تلك الزيارة وصلني خطاب من الضابط (باترك) يشكرني فيه ويخبرني أن (الميجر لاندل) مبعوث السفارة البريطانية يرغب في زيارتك ويطلب تحديد الموعد وعلي ذلك أرسلت خطايا إلي الإمام الشهيد علي اعتبار أنه قائد الجماعة والمسئول عن سياستها شرحت له ما دار في الزيارة المذكورة ، فرد علي هاتفيا بموافقة فضيلته علي اللقاء وأفهمني أنه سيبعث إلي برسالة مفصلة ، وقد وصلتني الرسالة مرفقا بها خطاب من صورتين أحداها كتب بالعربية لتلقي في الحفل ، والأخرى بالانجليزية تسلم (للميجر لاندل) .
ومما يذكر أنه قال لي في الرسالة إن هذا الباب أراد الله أن يفتح علي يديكم ويهمني أن تعرف كل الشعوب ، - والحكومات حقيقة دعوة الإخوان المسلمين .
وعليه تحدد موعد اللقاء مع (الميجر لاندل) وكنت قد دعوت لتناول الغذاء معه نخبة من رؤساء الأديان وكبار الموظفين والأعيان بمنفلوط وعندما دلف الميجر لاندل إلي حجرة الاستقبال رأي صورة الإمام الشهيد حسن البنا فوقف أمامها ينظر مليا ومعه المترجم فسألني ؟ : صورة من هذه ؟ قلت إنها صورة المربي الروحي الأستاذ حسن البنا المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين . قال : وما هي مكانة المربي الروحي عندكم ؟ قلت : إنه يأمر فيطاع دون تردد ، وما أسمع (الميجر لاندل) هذا حتى رفع قبعته إجلالا لصاحب هذه الصورة . ، وبعد أن تناولنا طعام الغذاء سلمت (الميجر لاندل) صورة الخطبة المكتوبة بالانجليزية وألقيت صورتها العربية ، ومن أهم ما جاء بالخطبة أن الإخوان المسلمين يعلنون حقيقة مبادئهم وطريقة إصلاحهم ووسائلهم وأوضح أنهم يعملون علي تربية النشء علي مبادئ القرآن الكريم ويرحبون بأن ينشَّئَ أصحاب الأديان الأخرى أبناءهم علي مبادئ الانجيل والتوراة وبذلك يوجد في العالم المجتمع المتدين ، والمجتمعات المتدينة لا يقع فيما بينها حروب كما هو قائم الآن بين الشعوب التي باعدت بينها وبين حقيقة أديانها وأصبحت الحرب الضروس التي أتت علي الأخضر واليابس ، فلا رحمة ولا عدالة ولا مساواة .
وقد حيَّا الحاضرون المعاني التي تضمنتها الكلمة بالتصفيق والارتياح ، واختتم الحفل وانتهي بكلمة شكر من (الميجر لاندل) لصاحب الدعوة والمدعوين ، وما أن وصل (الميجر لاندل) دار السفارة البريطانية بالقاهرة حتى أرسل إليَّ خطابا يشكرني ويبدي رغبته في اللقاء معي في القاهرة ، وأثناء وجودي بالقاهرة ألتقيت به بعد استئذان الإمام الشهيد وإذنه لي بالزيارة ، وفي اللقاء سألني – (الميجر لاندل) ما رأيكم في الجلاء عن مصر ؟ قلت له : إن الأمة جميعها تطالب بالجلاء فورا ، ثم قال : ماذا لو جاء الروس واحتلوا مصر ؟ قلت : عندئذ نتعاون كأصدقاء وليس كأتباع . قال : وما رأيكم في مشكلة فلسطين ؟ قلت : تترك لأهلها ينظمون شئونهم بطريقتهم متعاونين ومتحدين كشعب واحد .
وانتهي اللقاء وقد نقلت إلي فضيلة الإمام الشهيد الحديث فاستحسنه ، وبعد أيام قليلة مضت علمت أن الوزير البريطاني المسئول عن الشرق الأوسط ومعه سفير بريطانيا في مصر ووفد من دار السفارة زاروا المركز العام للإخوان المسلمين بالقاهرة وتقابلوا مع الإمام الشهيد / حسن البنا وعرضوا معونة مالية كبيرة والمساهمة في تقديم سيارات وتبرعات أخرى للجماعة ، لكن فضيلة الإمام الشهيد رفض كل هذه العروض بصلابة وحزم .. قائلا لهم : إن مجهودات الإخوان تقوم بعد فضل الله تعالي علي القروش القليلة التي يدفعها الإخوان من جيوبهم الخاصة ، ونحن نرفض أي معونة من أية حكومة أو من أية دولة ونحن في طريقنا لعرض مبادئنا بكل ما نستطيع من قوة وإرادة – وانتهت المقابلة .
والجدير بالذكر وجود أرشيف لجماعة الإخوان المسلمين في دار – السفارة البريطانية وصورة للإمام الشهيد / حسن البنا ، وكتب تحتها (عبارة : أخطر رجل في الشرق الأوسط) .
طالع كتاب حقيقة الخلاف بين " الإخوان المسلمون " وعبد الناصـر بقلم: أ / محمد حامد أبو النصر
المستشرق البريطانى هيورث دان واتصاله بالإخوان
كما حاول الانجليز رشوة الإخوان وإعطاءهم المال حينما أوفدوا المستشرق البريطانى هيورث دان لإجراء اتصالات مع الإخوان، وطلب منهم دعم الانجليز ضد الألمان فى مقابل تقديم الإنجليز دعمًا ماليًا للإخوان قدره عشرون ألف جنيه.
غير أن الأستاذ أحمد السكري (وكيل الجماعة آنذاك رد عليهم بقوله –كما أوردت جريدة الإخوان المسلمين، العدد 10 ،صـ9 الموافق 22 ذو القعدة 1373هـ / 22 يوليو 1954م-: ألا فلتعلم يا مستر دان أنك لن تستطيع أن تشترينا بالمال .. إن الشعوب التى تعاونكم بالنقود تبيعكم بالنقود.
وأضاف: إذا كنت تريد أن تشترى الإخوان ومن ورائهم الشرق العربي فهناك شروط:
1-عليكم أن تتفقوا معنا على الجلاء التام الناجز عن وادي النيل.
2-عليكم أن تتفقوا مع فرنسا على إخلاء سوريا ولبنان من جنودها.
3-عليكم أن تخلوا فلسطين للعرب.
4-عليكم أن تمدونا بالأسلحة والمعدات، ونحن مستعدون لطرد الطليان وحكومة فيشى من شمال أفريقيا، ونحمى بلادنا من أى غزو أجنبى".
وهنا وقف دان وقال: "هذه سياسة عليا، وإنما مهمتي عمل الدعاية فقط، وعلى كلٍّ فسأحضر مستر كلايتون بعد ذلك.
لقاء اللورد كليرن بالامام البنا
وحينما التقى مستر كلايتون –اللورد كليرن- بالإمام البنا عرض عليه أن يجدد الانجليز للإخوان مركزهم العام وجريدتهم الأسبوعية وجعلها يومية والإنفاق عليها، وتوفير وسيلة نقل للمرشد العام، ثم قال للإمام البنا: " ولا بأس أن نبدأ بدفعة أولى خمسين ألف جنيه أو مائة ألف، ويتوالى الأمر بعد ذلك كل شهرين أو ثلاثة أو أربعة نزيدها أو نقدم مثلها" وأضاف " يمكن أن نجعل الدفعة الأولى خمسمائة ألف".
فرد عليه الإمام البنا بقوله: "إن الرجل من الإخوان يدفع اشتراكًا فى الدعوة خمسة قروش فى الشهر، وأيسر الإخوان حالا قد يدفع جنيهًا، هذا فى الظروف العادية، أما عند الحاجة فالرجل من الإخوان لا يملك إلا أن يقدم نفسه وماله وبيته للدعوة؛ لذا فنحن لسنا فى حاجة إلى أن نملأ هذه الخزائن الحديدية؛ لأن خزائننا هى قلوب الإخوان؛ ولهذا فلو شئت سأجمع من هؤلاء الرجال مئات الآلاف فى أقل من أسبوع، فنحن لسنا كأى هيئة لقيتها من قبل" ثم أضاف " وأنصحك أن توفر كل قرش لخزينة بلادك؛ لأننا لن نقبل شيئًا من مثلكم، كما أن الزعماء الذين تشترونهم بأموالكم لا يملكون إلا أنفسهم، أما الشعوب فلن تقبل بغير استقلالها التام مهما كلفها من ثمن".
طالع مذكرات الدعوة والداعية للامام الشهيد حسن البنا
هبة شركة القنال
ويذكر الامام البنا فى مذكراته محاولة أخرى وضعها تحت عنوان هبة شركة القنال فيقول وقبل أن يتم بناء المسجد بقليل وقد أوشكت النقود المجموعة أن تنفد، وأمامنا بعد مشروع المسجد مشروع المدرسة والدار وهي من تمامه بل كلها مشروع واحد تصادف أن مر البارون دي بنوا مدير شركة القنال ومعه سكرتيره المسيو بلوم فرأي البناء فسأل عنه وأخذ عنه معلومات موجزة، وبينما أنا في المدرسة إذ جاءني أحد الموظفين يدعو في لمقابلة البارون بمكتبه بالشركة فذهبت إليه فتحدث إلي عن طريق مترجم بأنه رأي البناء وهو يود أن يساعدنا بتبرع مالي وهو لهذا يطلب منا رسماً ومذكرة للمشروع، فشكرت له ذلك وانصرفت ووافيته بعد ذلك بما طلب ومضى على ذلك شهور كدنا ننسى فيها البارون ووعده ولكني فوجئت بعد ذلك بدعوة ثانية منه إلى مكتبه، فذهبت إليه فرحب بي ثم ذكر لي أن الشركة اعتمدت مبلغ خمسمائة جنيه مصري للمشروع، فشكرت له ذلك، وأفهمته أن هذا المبلغ قليل جدا ولم يكن منتظرا من الشركة تقديره لأنها في الوقت الذي تبني فيه على نفقتها كنيسة نموذجية تكلفها 500000خسمائة ألف جنيه أي نصف مليون جنيه تعطي المسجد خمسمائة فقط، فاقتنع بوجهة نظري وأظهر مشاركتي فيها ولكنه أسف لأن هذا هو القرار، ورجانى قبول المبلغ على أنه إذا استطاع أن يفعل بعد ذلك شيئا فلن يتأخر. وشكرت له مرة ثانية وقلت إن تسلم المبلغ ليس من اختصاصي ولكنه من اختصاص أمين الصندوق الشيخ محمد حسين الزملوط الذي تبرع وحده بمثل ما تبرعت به الشركة وسأخبره ليحضر لتسلمه، وقد كان. وتسلم أمين الصندوق المبلغ، وطبعاً لم يفكر البارون في عمل شيء آخر ولم نفكر نحن في أن نطلب منه شيئاً كذلك.
طالع مذكرات الدعوة والداعية للامام الشهيد حسن البنا
شهادات غربية بخصوص فشل بريطانيا فى شراء الإخوان أو استيعابهم
روبير جاكسون: أغراه الانجليز فرفض
يقول الكاتب الغربى روبير جاكسون فى كتابه حسن البنا الرجل القرانى
إن تاريخ ( الرجل القرآني ) طويل .. ولكن أخصب سنواته أيام الحرب .. منذ أن خرج من المعتقل عام 1936 ، في هذا الوقت الذي شغلت الحرب الدنيا جميعها ، عن الأحزاب ، وعن السياسة ، وعن كل شيء ، كان الرجل لا ينام ، كان يسعي ويطوف ويذهب إلي كل قرية وكل نجع وكل دسكرة يفتش عن الشباب ، ويحدث الشيوخ ويتصل بالعظماء والعلماء ، ويومها بهر الوزراء ، وأعلن بعضهم الانضمام إلي لوائه الخفاق ، وجيشه الجرار . وحاول الانجليز أن يقدموا عروضا سخية .. فرفضها الرجل إباء .. ونامت الأحزاب في انتظار الهدنة ، وظل الرجل الحديدي الأعصاب يعمل أكثر من عشرين ساعة لا يتعب ولا يجهد ، كأنما صيغت أعصابه من فولاذ . لقد كان يحب فكرته حبا يفوق الوصف ، ولم يكن في صدره شيء يزحم هذه الدعوة . كان يعشق فكرته كأنما هي حسناء ! لا يجهده السهر ، ولا يتعبه السفر وقد أوتي ذلك العقل العجيب الذي يصرف الأمور في يسر ، ويقضي في المشاكل بسرعة ويفضها في بساطة ، ويذهب عنها التعقيد .
للمزيد طالع حسن البنا .. الرجل القرآني تأليف : روبير جاكسون ترجمه : أنور وجدي
ريتشارد ميتشل ورؤيته لفشل بريطانيا فى شراء الإخوان
وبعد الإفراج عن البنا في أكتوبر 1941، جرى اتصال بين السفارة البريطانية والإخوان المسلمين. والواقع أن مسألة من الذي بادر بالاتصال؟
كانت وما تزال موضعا للخلاف، وعلى أن الواضح إن الاتصال قد تم بالفعل وأنه لم يسفر عن نتائج إيجابية. والنقطة الأساسية هنا هي أن الإخوان قد رأوا في فشل بريطانيا في «شرائهم» سببا أساسيًا لمضايفات النحاس للجماعة أولا يرفضه ترشيح البنا للانتخابات وثانيا بمواقفه العدائية المتكررة تجاههم طوال فترة بقائه في الحكم. وتأكد الإخوان بشكل قاطع من الموقف ألعدائي الثابت للبريطانيين تجاههم، حتى أن البنا كتب رسالة وداع لأتباعه في منتصف عام 1943 نتيجة لاقتناعه بأن المخابرات البريطانية تعمل جاهدة على نفيه.
العقبات فى طريقنا:
" أحب أن أصارحكم أن دعوتكم لا زالت مجهولة عند كثير من الناس ويوم يعرفونها ويدركون مراميها وأهدافها ستلقى منهم خصومة شديدة وعداوة قاسية وستجدون أمامكم كثيرا من المشقات وسيعترضكم كثير من العقبات وفى هذا الوقت وحده تكونون قد بدأتم تسلكون سبيل أصحاب الدعوات أما الآن فلا زلتم مجهولين ولا زلتم مجتهدين للدعوة وتسنعدون لما تتطلبه من كفاح وجهاد . سيقف جهل الشعب بحقيقة الإسلام عقبة فى طريقكم وستجدون من أهل التدين ومن العلماء الرسميين من يستغرب فهمكم للإسلام وينكر عليكم جهادكم فى سبيله وسيحقد عليكم الرؤساء والزعماء وذوو الجاه والسلطة وستقف فى وجهكم كل الحكومات على السواء وستحاول كل حكومة أن تحد من نشاطكم وأن تضع العراقيل فى طريقكم .
ويستكمل الإمام الشهيد قائلا : أيها الأخوة المسلمون اسمعوا : أردت بهذه الكلمات أن أضع فكرتكم أمام أنظاركم فلعل ساعات عصيبة تنتظرنا يحال فيها بينى وبنكم الى حين فلا أستطيع أن أتحدث معكم أو أكتب اليكم فأوصيكم أن تتدبروا هذه الكلمات وأن تحفظوها إذا استطعتم وأن تجمعوا عليها وإن تحت كل كلمة لمعانى جمه .
أيها الإخوان أنتم لستم جمعية خيرية ولا حزبا سياسيا ولا هيئة موضوعة لأغراض محدودة المقاصد ولكنكم روح جديدة يسرى فى قلب هذه الأمة فيحييه بالقرآن ونور جديد يشرق فيبدد ظلام المادة بمعرفة الله وصوت داو يعلو مرددا دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم إذا قيل لكم : إلام تدعون ؟ فقولوا ندعو الى الإسلام لذى جاء به محمد صلى الله عليه وسلم والحكومة جزء منه والحرية فريضة من فرائضه فإن قيل لكم : هذه سياسة فقولوا هذا هو الإسلام ونحن لا نعرف هذه الأقسام وإن قيل لكم : أنتم دعاة ثورة فقولوا : نحن دعاة حق وسلام نعتقد ونعتز به . فإن ثرتم علينا ووقفتم فى طريق دعوتنا فقد أذن الله أن ندفع عن أنفسنا وكنتم الثائرين الظالمين وإن قيل لكم أنتم تستعينون بالأشخاص والهيئات فقولوا : " آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنتم به مشركين " فإن لجوا فى عدوانهم فقولوا " سلام عليكم لا نبتغى الجاهلين " .
طالع كتاب الاخوان المسلمون د ريتشارد ميتشل
عمر التلمساني يرد على ريتشارد ميتشل
ويقول الأستاذ عمر التلمساني للرد على هذه الواقعة التى أوردها ريتشارد ميتشل فيقول كما وردت بكتاب الاستاذ إبراهيم قاعود (الإخوان المسلمون في دائرة الحقيقة الغائبة)
" هذه الواقعة لها نصيب من الصحة ولكن على غير الصورة التى أوردها ميتشل فى كتابة عن الاخوان المسلمين فعندما قامت الحرب العالمية الثانية كان زعماء انجلترا وفرنسا والولايات المتحدة قد صدرت منهم دعايات وأصوات تدعو لحماية حقوق الانسان وحماية الديمقراطية وإنكار فضيلة بعض الأجناس والواقع أن هذه الدعايات وجدت اتساعا وانتشارا ووجدت مسرى فى نفوس الكثيرين وظنوا مخطئين أن هذه الدول تدافع حقا عن حقوق الإنسان وعن حريته ومن هذه الوسائل جرى اتصال من جانب السفارة البريطانية بالأستاذ البنا وطلبت منه أن يلقى محاضرات فى الاذاعة عن الديمقراطية وحددت له خمسة آلاف جنيه فى المحاضرة الواحدة فسألهم . هل أتحدث عن حقوق الإنسان والحريات والديمقراطية بمفهومى أنا ومفهوم الإسلام أم أن لكم غرضا آخر للحديث عن الديمقراطية فكان جوابهم : إنك تعرف أننا فى حرب مع ألمانيا وأننا نريد أن ينضم الرأى العام العالمى كله الى جانبنا فإذا تحدثت عن الحريات من وجه نظرنا فيكون لذلك أثر فى الرأى العام العالمى ويساعدنا فى هذا الموقف فقال لهم الإمام الشهيد : إن أردتم أن أتحدث فى الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان فأنا على استعداد أن أتحدث عنها فى الاذاعة وبلا مقابل على شريطة أن أتحدث بوجه نظرى أنا ووجهة نظر الإسلام وليس من وجهة نظركم .. هذا كل ما تم من اتصالات أو كلام أو لقاء فى هذه " الشوشرة " التى يفتعلها ميتشل وأمثاله وانتهى فيها بأنه قال : إن هذه لم تسفر عن شىء .. والأستاذ البنا يوم أن فكر فى هذه الجماعة ومن يوم أن قامت وانتشرت وكل الاخوان المسلمين ـ وليس الأستاذ البنا بمفرده ـ يعلمون أن أشد أعداء هذه الفكرة هم الصليبيون وأن أنصار الصليب لا يريدون أن تقوم للإسلام قائمة فى أية بقعة من بقاع الأرض .. وكنا جميعا على ثقة كاملة من عدائهم لهذه الدعوة ولذلك تجد أن شعار الإخوان المسلمين أو هتافهم " الموت فى سبيل الله أسمى أمانينا " كانوا يعلمون أنهم عرضة لمضايقات واعتقالات واغتيالات ولكل شىء كانوا يعدون أنفسهم لهذا فرحين مستبشرين بأنه إذا قتل إنسان منهم فى سبيل الله فمأواه الجنة والنعيم الدائم عند الله سبحانه وتعالى .. ولقد كان أمرا متوقعا عند جميع الإخوان" .
للمزيد طالع كتاب الإخوان المسلمون في دائرة الحقيقة الغائبة للأستاذ: إبراهيم قاعود
النيويورك بوست : حسن البنا ... أمل الشرق في صراعه مع المستعمر
كتبت جريدة " النيويورك بوست " الأمريكية في 13 فبراير سنة 1946 لمراسلها في القاهرة زر هذا الأسبوع رجلا قد يصبح من أبرز الرجال في التاريخ الحاضر أو قد يختفي اسمه إذا كانت الحوادث أكبر منه ، هذا الرجل هو الشيخ حسن البنا زعيم الإخوان المسلمين ، وقد صار الإخوان عاملا مهما في السياسة المصرية ، ويقول الأستاذ البنا أن حركة الإخوان فوق الأحزاب وسبيلها هو العودة إلي القرآن وغايتها جمع كلمة المسلمين في كل أرجاء العالم .
وهذا نص الحديث :
- هل أنتم مسلحون ؟
- نعم ... بسلاح الإيمان .
- ما سر استعمال السيفين في الشارة ؟
- هما رمز الجهاد .
- والمصحف ؟
- دستوره .
- متى بدأت دعوتك ؟
- لا أستطيع أن أحدد متى وكيف نشأت دعوتي هذه ، فهناك أفكار برزت عقب تخرجي من دار العلوم في شعبتي الإسماعيلية وشبراخيت .
- هل عندك مال ؟
- نحن أفقر جمعية وأغني جمعية ، مالنا الرسمي اشتراكات الإخوان ، ومالنا الحقيقي : خزائن الإخوان .
وفي سنة 1951 يبعث روبرت جاكسون " الصحفي الأمريكي " بقصة لقائه بالإمام الشهيد التي نشرتها النيويورك بوست – يبعث بها إلي " النيويورك كرونيكل " ثم يقول معقبا : هذا ما كتبته منذ خمس سنوات وقد صدقتني الأحداث فيما ذهبت إليه فقد ذهب الرجل مبكراً ... وكان أمل الشرق في صراعه مع المستعمر ، وأنا أفهم جيداً أن الشرق يطمح إلي مصلح يضم صفوفه ويرد له كيانه وطالما رجا الكتاب والمفكرون اقتراب اليوم الذي يحقق فيه هذا الأمل ، غير أنه في اليوم الذي بات فيه مثل هذا الأمل قاب قوسين أو أدني انتهت حياة الرجل علي وضع غير مألوف ، وبطريقة شاذة .
هكذا الشرق لا يستطيع أن يحتفظ طويلا بالكنز الذي يقع في يديه ، لقد لفت هذا الرجل نظري بصورته الفذة عندما كنت أزور القاهرة بعد أن التقيت بطائفة من الزعماء المصريين ورؤساء الأحزاب . خلاب المظهر . دقيق العبارة ، بالرغم من أنه لا يعرف لغة أجنبية ، لقد حاول أتباعه الذين كانوا يترجمون بيني وبينه الحديث أن يصوروا لي أهداف هذه الدعوة وأفاضوا في الحديث علي صورة لم تقنعني ، وظل الرجل صامتا ، حتى إذا بد لي الحيرة في وجهي قال لهم قولوا له : هل قرأت عن محمد ؟ قلت : نعم ، قال : هل عرفت ما دعا إليه وصنعه ؟ قلت : نعم قال : هذا هو ما نريده ، وكان في هذه الكلمات القليلة ما أغني عن الكثير .
وسافرت من مصر بعد أن حصلت علي تقارير وافية عن الرجل وتاريخه ، وأهدافه وحياته ، وقارنت بينه وبين محمد عبده وجمال الدين الأفغاني ، والمهدي السنوسي ومحمد بن عبد الوهاب ، فوصل بي البحث إلي أنه قد أفاد من تجارب هؤلاء جميعا وتفادى ما وقعوا فيه من أخطاء ، ويراه محمد عبده عن طريق التربية ، واستطاع حسن البنا أن يدمج الوسيلتين ، ووصل إلي ما لم يصلا إليه ، لقد جمع صفوة المثقفين من الطبقات والثقافات المختلفة إلي مذهب موحد وهدف موحد ، ثم أخذت أتتبع خطواته بعد أن عدت إلي أمريكا وأنا مشغول به ، حتى أثير حوله غبار الشبهات حين ما انتهي إلي اعتقال أنصاره ... وهي مرحلة كان من الضروري أن يمر بها أتباعه ثم استشهاده قبل أن يتم رسالته .
وبالرغم من أنني كنت أسمع في القاهرة أن الرجل لم يعمل شيئا حتى الآن وأنه لم يزد علي جمع مجموعات ضخمة من الشباب حوله ، غير أن معركة فلسطين ومعركة التحرير في القناة قد أثبتتا بوضوح أن الرجل صنع بطولات خارقة ... قَلٌ أن تجد مثلها إلا في تاريخ العهد الأول للدعوة الإسلامية . ولو طال عمر هذا الرجل لكان يمكن أن يتحقق لهذه البلاد الكثير خاصة لو اتفق حسن البنا وآية الله الكاشاني الزعيم الإيراني علي أن يزيلا الخلاف بين الشيعة والسنة . وقد التقي الرجلان في الحجاز 1948 ويبدو أنهما تفاهما ووصلا إلي نقطة رئيسية أن عوجل حسن البنا بالاغتيال .
كل ما أستطيع أن أقوله أن الرجل أفلت من غوائل المرأة والمال والجاه وهي المغريات التي سلطها المستعمر علي المجاهدين ، وقد فشلت كل المحاولات التي بذلت في سبيل إغرائه ... وقد أعانه علي ذلك صوفيته الصادقة وزهده الطبيعي .
لقد تزوج مبكراً وعاش فقيراً وجعل جاهه في ثقة أولئك الذين التفوا حوله ، لقد أعلنت عليه الأحزاب حربا عنيفة رغم أنه كان يؤمن بالخصومة الفكرية ولا يحولها إلي خصومة شخصية .
كان الرجل يقتفي خطوات عمر وعلي ويصارع في مثل بيئة الحسين فمات مثلهم شهيداً . وإنني علي أتم يقين من أن أي حركة وطنية تظهر في الشرق بعد ذلك يمكن إرجاعها إلي المقاييس التي وضعها هذا الرائد العملاق .
للمزيد طالع كتاب عَاماً معَ الأستاذ البنا للأستاذ / عبد البديع صقر
مقابلة مستر وليام فرارى
مر بالقاهرة مستر وليام فرارى من كبار الشخصيات الأمريكية المعنية بدراسة مختلف شئون العالم وقد قابل فضيلة الأستاذ المرشد العام للإخوان المسلمون وقد أدلى بحديث خاص لمندوب الإخوان المسلمون أعرب فيه عن تقديره لحفاوة الإخوان المسلمون به طيلة رحلته فى الشرق وكان مما قال: ومن أقوى الانطباعات التى خلفتها رحلتى فى ذهنى مالمسته من قوة وحيوية الإخوان المسلمون فى مصر فأينما ذهبت وجدت أعضاءها يكرسون حياتهم للدعوة وفى الدول العربية الأخرى يتزايد اهتمام الشعوب بتلك الدعوة كما يتجلى ذلك فى قوة شعب الإخوان فى سائر الأقطار العربية.
ان ايمانى قوى بالدين وأعتقد أن المبادئ الدينية للإخوان يجب أن تعرف وتنتشر على اوسع نطاق ممكن فى سائر أنحاء الشرق الأوسط وفى الإمكان تحقق ذلك بصفة فعالة إذا أوفد عدد كاف من الزعماء والمنظمين لتنوير أذهان المسلمين فى كافة الدول العربية بتعاليمهم ومبادئهم السامية
مجلة الاخوان المسلمون العدد 458 -30 اكتوبر 1947
للمزيد طالع كتاب فى قافلة الاخوان المسلمون – عباس السيسي
الانجليز والانتقال من مرحلة الاستيعاب الى مرحلة المواجهة
بعد فشل الانجليز فى محاولتهم لاحتواء واستيعاب جماعة الإخوان المسلمين الوافد الجديد على المشهد السياسى المصرى من خلال بعض المحاولات التى عرضناها سابقاً لجأت إلى طرق أخرى لمواجهة الإخوان، فعندما جاءت وزارة الوفد أراد الإمام البنا الترشيح لمجلس النواب عام 1942م، غير أنه ما إن علم الإنجليز حتى ضغطوا على النحاس باشا بأن يضغط على حسن البنا بالتنازل عن الترشيح ففعل وتنازل الإمام البنا تحت الضغط، ليس ذلك فحسب، بل حاولوا أكثر من مرة اغتياله أو حل جماعته كما ورد في صحيفة روزاليوسف تحت عنوان (4 محاولات لحل جماعة الإخوان المسلمين) العدد (1035)، 4 جمادى الآخرة 1367هـ/ 13 أبريل 1948م، ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل قام الإنجليز- بمعاونة أحمد ماهر رئيس الوزراء- بتزوير الانتخابات لصالح سليمان عيد المحسوب على الإنجليز والذي كان يمد المعسكرات الإنجليزية بكل شيء.
حرب فلسطين واتخاذ موقف دولى غربى لحل الإخوان
كانت حرب فلسطين 1948 والتى حشد فيها الإخوان المسلمون كافة جهودهم لمحاولة منع توطين اليهود فى فلسطين النقطة الاخيرة فى فشل الانجليز لاستيعاب الإخوان فكان الوجه الاخر لهم والتى تمثل فى خطوات عديدة أهمها هو الضغط على الحكومة لاصدار قرار حل جماعة الاخوان المسلمون وهو ماكشفت عنه أحد الوثائق التى ضبطت فى قضية السيارة الجيب والتى أوردها أحمد عادل كمال فى كتابه النقط فوق الحروف
وثيقة اجتماع سفراء صاحب الجلالة البريطانية وأمريكا وفرنسا فى فايد فى (10 نوفمبر 1948)
مثل اجتماع سفراء دول بريطانيا وأمريكا وفرنسا خطوة رئيسية باتجاه حل جماعة الإخوان وتغيير موقف الدول الغربية من الإخوان بعدما فشلت الخطوات الاولى فى محاولة استيعابهم
الوثيــقة
والواقع أن الذى قدمه الدفاع فى القضية كان وثيقتين وليس وثيقة واحدة نورد نصها هنا, وقد نشرتها مجلة الدعوة فى عددها الأول الذى صدر فى (30 يناير 1951) أثناء نظر القضية, ففى الوثيقة الأولى وتاريخها 13 نوفمبر 1948 أرسل ماجور ج.و. أوبريان السكرتير السياسى للقائد العام للقوات البرية البريطانية فى الشرق الأوسط وكان مقره فى فايد, أرسل الآتى:
الموضوع: اجتماع سفراء صاحب الجلالة البريطانية وأمريكا وفرنسا فى فايد فى (10 نوفمبر 1948)
رقم القيد: ( 1843 / أى /48)
التاريخ: 13/11/1948
إلى رئيس إدارة المخابرات رقم(13)
فيما يختص بالاجتماع الذى فى فايد فى (10) الجارى بحضور سفراء صاحب الجلالة البريطانية وأمريكا وفرنسا, أحظركم أنه ستتخذ الإجراءات اللازمة بواسطة السفارة البريطانية فى القاهرة, لحل جمعية الإخوان المسلمين التى فهم أن حوادث الانفجارات الأخيرة فى القاهرة قام بها أعضاؤها.
إمضاء
ج.و . أوبريان ماجور
وفى (20 نوفمبر 1948 ) أرسل رئيس إدارة المخابرات (أ) فى قيادة القوات البرية البريطانية فى الشرق الأوسط الكولونيل أ.م. ماك درموث إلى إدارة المخابرات { ج.س3 فى القيادة العليا للقوات البريطانية فى مصر, يقول ما ترجمته}
الموضوع: الإخوان المسلمون
رقم القيد: ( 1670/ أ ن ت / 48)
إلى إدارة: ج.س.3
القيادة العليا للقوات البريطانية فى مصر.
1-إلحاقا بمذكرتكم رقم (734 / أ ن ت / ب/ 48) المؤرخ نوفمبر (1948) رسميا من سفارة صاحب الجلالة.
2- لقد أخطرت هذه القيادة البريطانية فى القاهرة أن خطوات دبلوماسية ستتخذ لأقناع السلطات المصرية بحل جمعية "الإخوان المسلمين" فى أقرب وقت مستطاع.
فيما يختص بالتقارير التى كانت قد رفعت من الرعايا الأجانب المقيمين فى مصر, فقد أرسلت إلى وزارة الخارجية للعلم.
عن الدعوة عدد 1
رئيس إدارة حرف (أ)
30/1/ 1951
قيادة القوات البرية البريطانية فى الشرق الوسط
امضاء
كولونيل أ.م. ماك درموت.
للمزيد طالع كتاب النقط فوق الحروف الاخوان المسلمون والنظام الخاص أحمد عادل كمال
كما يشير أ: صلاح شادي فى كتابه صفحات من التاريخ حصاد العمر إلى دور الانجليز فى قرار حل الجماعة فيقول
مستحيل أن يكون الدافع الحقيقي لهذه الخطوة الجريئة من الحكومة مجرد الاشتباه فى مقاصد الإخوان ، أو اعتبارهم مصدر تهديد للأمن والسلام ، وهو ما لم يقم عليه "دليل ولا برهان . ولكن الدافع الحقيقي فيما نعتقد هو انتهاز الأجانب فرصة وقوع بعض الحوادث خ اضطراب السياسة الدولية ، وقلق الموقف فى فلسطين ، وتردد مصهر بين الإقدام والإحجام ، فشددوا الضغط على الحكومة ، وقد صرح بذلك سعادة " مار بك " نفسه وأقر بأن سفراء بريطانيا وأمريكا وفرنسا قد اجتمعوا فى " فايد وكتبوا لدولة النقراشي باشا فى صراحة بأن لابد من حل الإخوان المسلمين ،
طالع كتاب (صفحات من التاريخ.. حصاد العمر ) صلاح شادي
ويتسائل الأستاذ إبراهيم قاعود فى كتابه (الإخوان المسلمون في دائرة الحقيقة الغائبة) فيقول من وراء الحل ؟
رغم أن النقراشي أعلن أنه هو الذى أصدر الأمر العسكرى ولكن تكشفت أبعاد خطيرة تؤكد أن هناك مؤامرة دولية وراء قرار الحل ففى مرافعة الاستاذ شمس الدين الشناوي فى قضية "السيارة الجب " أمام محكمة الجنايات فى 21 يناير 1951 حيث قدم للمحكمة وثيقة مكتوبة باللغة الإنجليزية وسلمها للمحكمة وتلى نصها باللغة العربية وهذه عبارة عن رد من القيادة العليا للقوات البريطانية فى الشرق الأوسط على إشارة وردت اليها من السفارة البريطانية وتقول القيادة فى الوثيقة " لقد أخطرت هذه القيادة رسميا بأن خطوات دبلوماسية ستتخذ لإقناع السلطات المصرية بحل جماعة الإخوان المسلمين فى أقرب وقت ممكن " وذيلت الوثيقة بإمضاء رئيس إدارة قوات القيادة العليا الحربية البريطانية فى الشرق الأوسط ـ وطعنت النيابة فى الوثيقة بأنها مزورة فقال رئيس المحكمة : إلى أن تقرر السفارة البريطانية بأن هذه الوثيقة مزورة وغير صحيحة فإنها يجب أن تعد صحيحة ولما ردت السفارة البريطانية بعد صحة الوثيقة ولكن الاستاذ الشناوى طلب أن تقدم القيادة العليا للقوات البريطانية فى الشرق الأوسط ردها على هذه الوثيقة وإنكارها ولم يصل أى رد بعد ذلك وقال الأستاذ الشناوى : إن هذه الوثيقة رسمية صادرة من موظف رسمى مختص بتحريرها وهو المستر " ماك رموث " .
للمزيد طالع كتاب الإخوان المسلمون في دائرة الحقيقة الغائبة للأستاذ: إبراهيم قاعود