أ. سالم الفلاحات: والرأس زيادة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أ. سالم الفلاحات : والرأس زيادة
سالم الفلاحات 2.jpg

بقلم: أ. سالم الفلاحات

هكذا النتائج ولكن لمن عمل وصبر

فصبر العاملين يجعل الوقت جزءًا من العلاج، بينما صبر القاعدين يجعل الوقت ألمًا وحسرة وندمًا، تعرض عبد الله بن مسعود رضي الله عنه للتعذيب على يد رجال أبي جهل في مكة فقطعوا أذنه رضي الله عنه فجاء جريحًا يغطيه الدم- والمسلمون يتألمون لما أصاب أخاهم- لكن الرسول صلى الله عليه وسلم يضحك ويضحك.. ولا يدرون لمَ يضحك ولا يجرؤ أحد منهم على سؤاله صلى الله عليه وسلم؛ احترامًا له.

ثم تمضي الأيام بسرعة، تكون غزوة بدر ويرتقي عبد الله بن مسعود رضي الله عنه صدر أبي جهل الذي فعل به الأفاعيل في مكة ويقطع أذنه، ويقطع رأسه، ويحمله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيكبر المسلمون، ويضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحكته الأولى قبل سنوات عندما قُطعت أذن ابن مسعود رضي الله عنه، ويقول: "يا عبدالله أذن بأذن، والرأس زيادة".

يا أيها المطارَدون المحرومون المطلوبون.. يا من فقدتم أحباءكم.. يا من تراكمت عليكم الهموم، وتطاول عليكم أعداؤكم وأذلوكم سيأتي يوم فيه الأذن بالأذن والرأس زيادة.. أما "كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي" (المجادلة: من الآية 21)، "لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ" (غافر: 51).

إنها بشارات وبشارات في الشرق والغرب

الإمبراطورية الأمريكية غاصت في الوحل في العراق ، تحشد قواتها لتحارب مدينة صغيرة كالرمادي والفلوجة، ولكنها تخسر فكل يوم لا يزيدهم القتل والهدم إلا إصرارًا على النزال انتظارًا للمعركة الكبرى، وخطاب شارون الأخير خير شاهدٍ على الأزمة.

وإن كان نشيد بلال بن رباح رضي الله عنه تحت سياط أمية بن خلف "أحدٌ.. أحد" فإنه شعار المسلمين في بدر الكبرى "أحدٌ.. أحد" اكرامًا وتقديرًا، ويقتلُ بلالٌ أميةَ بسيفه صائحًا "رأس الكفر أمية لا نجوت إن نجا"، وهكذا يمضي رأس الكفر والظلم في رمال بدر في القليب ويبقى بلال بن رياح يرفع الأذان ليبلغ الآفاق صوته العظيم.

إن الغطرسة الأمريكية والصهيونية التي بلغت مداها في العالم فقد بالغتا في التدمير تحت شعار التحرير، أفسدوا في الأرض تحت شعار الإصلاح، ملأوا الدنيا رعبًا بحجة الأمن والاستقرار.

أوَ يظنون أنهم قتلوا الرجال والنساء والأطفال وسينعمون بالأمن والحب؟! يقتلون حتى الآن مائة ألف عراقي- وهذه إحصائياتهم- ويزداد الرقم يوميًا والحصاد مستمر.. إنهم يعمِّمون المصيبة على كل بيت، وسيعممونها على كل قطر من أقطار العالم الإسلامي، ليستيقظ النائم،ن ليثبتوا عمليًا أنهم قتلة مجرمون.. رعاة بقر.. "لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلا وَلا ذِمَّة" (التوبة: من الآية 10).

وقتلوا في فلسطين مئات الآلاف منذ غزوهم لها في بدايات القرن الماضي، وشردوا الملايين، ودمروا وأهلكوا الحرث والنسل، ودنَّسوا المقدسات، ومع ذلك يظنون أن التاريخ توقف عند عدوانهم وإلى الأبد! إنه ضعف القوة الظالم الغشوم الذي سيتجرعون مرارته والرأس زيادة، وما ذلك على الله بعزيز.

المصدر

قالب:روابط سالم الفلاحات