إبادة العرب والمسلمين في عقيدة الجندي الأمريكي القتالية

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
إبادة العرب والمسلمين في عقيدة الجندي الأمريكي القتالية

د.إبراهيم زيد الكيلاني

تعبئة صليبية وصهيونية للجنودالامريكان

في كتابه الخارج حديثاً من دار النشر البريطانية الحرة (2006) يستعرض المؤلف الأردني الأصل وأستاذ اللغة الإنجليزية في جامعة فرجينيا التقنية الدكتور (ستيفن سلايطة) فيما نقله عنه الأستاذ حسني عايش في جريدة الرأي (10/7/2007) أنواع التعبئة الصليبية والصهيونية الحاقدة التي يتعرض لها الجنود والأمريكان لإبادة العرب والمسلمين في العراق وفي فلسطين وقمعهم دون رحمة أو تقيد بخلق أو قانون بما نلخصه بالنقاط التالية:

  1. من أخطر عقائد هذه التعبئة وصف الفلسطينين والعراقيين بـ(العوائق البليدة) أمام تنفيذ خطة الله لعودة المسيح بمقاومتهم لإسرائيل.ومن ذلكَ-مثلاًً- أن الجنود الإمريكيين الذين يحاربون في العراق يقرأون بينهم سلسلة كتب (أ – ي – و - ج) تمجد المسيحية الصهيونية التي تصف الفلسطينيين والعراقيين بـ(العوائق البليدة) أمام عودة المسيح كما يزعمون.
  1. وإن الروايات الأمريكية العلمانية لا تقل إساءة للعرب عن الروايات ذات الطابع الديني، فالعرب في نظرهم متوحشون بحاجة إلى تدجين وحكومات قوية لتأديبهم!
  2. التطهير العرقي للعرب والمسلمين هو الهدف الذي تسعى إليه الروايات الدينية في أمريكا وتعد هذا التطهير أعلى مراحل التقوى.وقد تحولت العنصرية الأمريكية الصهيونية إلى أيدولوجية عنصرية تجعل اضطهادهم عادلاً.
  3. يعتبر كتاب "العقل العربي" لمؤلفه اليهودي (رفائيل باطاي) أشبه بالتوراة عند الجيش الأمريكي؛فهو مصدرهم الرئيسي للتعلم عن عقلية العرب وسلوكهم واعتبارهم أغبياء وبرابرة متوحشين, وأنهم كسالى يستبد بهم الجنس, وأعداء للبشرية.
  4. وينقل الكاتب (ويبتكاي) في مقال نشره في (جريدةالغارديان) البريطانية في (24/5/2006) أن كتاب "العقل العربي" الذي يعتبر العرب أغبياء وبرابرة ومتوحشين, ويعبئ الجنود الأمريكان لإبادتهم, ينقل عن ضابط يعلم في كلية عسكرية أمريكية،أن هذا الكتاب هو أحد الكتب الأكثر شعبية عن العرب في الجيش الأمريكي،وأنه مقرر للضباط في كلية (جون كيندي) الحربية في (فورت براغ)، وأعيد نشره وتجديده سنة (2002) عند قرع طبول الحرب ضد العراق.
  5. إن تدريس هذا الكتاب في الكليات العسكرية الأمريكية يقضي على أي وهم باحتمال تعامل أمريكا مع العرب كبشر في سياستها الخارجية،وإن الصورة المهينة للعرب في المجتمع الأمريكي نراها في هذا الكتاب، والمجتمع الأمريكي الذي أنتج الجنود الذين يحرسون سجن (أبوغريب) و(جوانتنامو)،والذين يقومون بجرائمهم التي تشكل حرب إبادة جسدية ومعنوية لشعب العراق.

إن الولايات المتحدة التي احتلت العراق بالكذب والتلفيق والتآمر؛ فأبادت وقتلت أكثر من مليون من أبنائه،وهجَّرت ثلاثة ملايين من شعبه،وأفقرت نصف أسره إلى مستوى الفاقة والعيش الهزيل.

وإن أمريكا التي تدعم إسرائيل بالجند والسلاح والمال لاحتلال وتهويد بقية فلسطين، وتصفيتها وإبادة شعبها وتهويد القدس وهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه للتعجيل بعودة المسيح كما يزعمون.

وفي لبنان تسعى لإشعال نار حرب أهلية وإبادة المقاومة.

وفي سوريا تحشد للعدوان عليها وتمزيقها.

إن العقيدة الأمريكية الصليبية المتصهينة التي يدرسها جنودهم وقادتهم في كلياتهم العسكرية وكتبهم الإعلامية ورواياتهم الأدبية في سبيل احتلالهم للوطن العربي ونهب بتروله وخيراته وتمزيق شعبه.

إن ذلك يدعونا للسؤال كيف واجه قادة العرب ورجال التربية والإعلام والفكر فيهم هذه الحرب وهذه الهجمة الصليبية الصهيونية الماحقة؟! نقول والأسى يمزق قلوبنا:إننا بدل أن نحشد للمقاومة والجهاد للدفاع عن العقيدة والوطن والهوية والأمة أخذنا نخضع للإملاءات الأمريكية بقتل روح الجهاد والمقاومة وتسميته إرهاباً وتطرفاً،وقتل روح المقاومة والدفاع عن الأوطان، وأخذنا نحذف من مناهجنا وكتبنا الدراسية كل ما يتعلق بالمقاومة والجهاد، والتذكير بعدوان اليهود واحتلالهم لفلسطين.

وأخذت الجامعات الأجنبية تنتشر بسرعة مذهلة في البلاد العربية والإسلامية،ومن أهدافها هدم هوية الأمة ولغتها وإشغال أبنائها بأهداف الحياة اللاهية,وهذا ما يدعونا للتذكير بمسؤولية الحاكم ومسؤولية الأمة لحماية الدين والعقيدة والوطن.

فمن أعظم مسؤوليات الحاكم في الإسلام حماية دين الأمة والدفاع عن الوطن وسياسة الدنيا بالشرع.

ومن أعظم مسؤوليات الأمة أن تراقب الحاكم في القيام بمسؤوليته والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتحمل تكاليف هذه المسؤولية.


وللعلماء في بيان هذه المسؤوليات كلمات جامعات

قال الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى: للولاية ركنان: القوة والأمانة.

(انظر كتاب "السياسة الشرعية" وما بعدها).

ومن شروط الخليفة في الإسلام أن يكون قادراً على حماية البَيْضَة.

وأصل البيضة لامة الحرب التي تُلبس على الرأس لتقيه ضرب السيف مثل المغفر،ثم أطلقت على العزة مجازاً مرسلاً؛ لأنها سبب العزة في الحرب للابسها أن يكون آمناً من تلاف نفسه،ثم أطلقت على الأمر الذي تجتمع عليه الأمة وبه قوامها وبقاؤها.

وهي ما يعبِّر عنه علماء الاجتماع بهوية الأمة ووجودها الحضاري الشامل لمقومات وجودها الثقافي عقيدة ولغة وتراثاً وتاريخاً وأرضاً.

وهذا ما يبين مسؤولية الحكم في إقامة أحكام الإسلام ورعاية قيمه وأخلاقه في مواجهة التغريب والفساد وإعداد الأمة للجهاد،وكذلك المحافظة على اللغة العربية في المدارس والجامعات ووسائل الإعلام في مواجهة اللغات الأجنبية.

وكذلك المحافظة على روح الجيل وثقافته العربية الإسلامية في المؤسسات التعليمية ليعتز بتاريخ أمته وتراثها ويشعر بكرامة الانتماء إليها بدل أن يتحول ولاؤه وانتماؤه وإعجابه بثقافة الغرب, وكذلك المحافظة على روح الجماعة في تآلفها وتكافلها،وتعاونها وتناصرها، ومحاربة أسباب الفرقة العصبية والإقليمية والطائفية والمذهبية.

إن الحاكم الذي يرفع راية الدفاع عن الأمة والوطن لا بد أن يعمق روح الأخوة والوحدة بين أبناء الأمة برعاية النظام التربوي الإسلامي وإقامة منهجه في الأسرة والمدرسة والمؤسسات التوجيهية.

وقد حذرنا القرآن الكريم من أسباب هلاك الأمة حين تفسد السلطة الحاكمة صاحبة القرار وتخرج عن هداية الله، وحين يفسد الشعب المحكوم فتموت شجاعته وحميته ويضعف فيه صوت الإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتتبلد مشاعره وغضبه، فلا يحركه طوفان الباطل،ولا الدماء التي تجري،ولا جرائم العدو الذي يقتل أهلنا في العراق وفلسطين والصومال ولبنان، ويصبح همه أن يعيش يومه ومتعته, وهو لا يدري أن عدوه ماض في مخططه الصليبي الصهيوني وأن أرض الإسلام جميعها مستباحة ومعرضة للخطر.

قال تعالى: {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذاباً من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعاً ويذيق بعضكم بأس بعض انظر كيف نصرّف الآيات لعلهم يفقهون} [الأنعام:65].

والعذاب من فوقكم.. أي من جهة حكامكم الذين لا يحكمون بشرع الله، والعذاب من تحت أرجلكم.. عذاب من جهة الأمة المحكومة بالقوة المستبدة,ومن هذا العذاب أن تفقد الأمة الرابطة التي تجمعها وينفرط عقد الأخوة الذي يوحدها،وتتحول إلى شيع يستحل بعضها دماء بعض وأموال بعض وأعراض بعض،وهذا ما يدعونا إلى تذكير الحكام والعلماء والمؤسسات التربوية والتوجيهية بالمحافظة على هوية الأمة الجامعة لها الموحدة لصفوفها،والمحاربة لكل أسباب الفرقة العصبية والإقليمية والطائفية والمذهبية.

ما الذي يجري في العراق وفلسطين والصومال ولبنان وأفغانستان؟! أين الأمة التي تغضب وتحوّل الغضب إلى فعل وإدانة وعمل للإنقاذ قبل فوات الأوان؟!


تحذير نبوي وتوجيه للأمة

بيّن لنا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أن أعداء الأمة الإسلامية لا يتمكنون من تحقيق أهدافهم باحتلال الأوطان وإهلاك الناس إلا إذا حوّلونا إلى شيع وأحزاب يستحل بعضنا دماء بعض وأموال بعض وأعراض بعض.

وإن سياسة التفريق والتقطيع والتمزيق التي بدأت بمعاهدة (سايكس بيكو) وظهرت من جديد بسياسة (بوش) في العراق وتمزيقه ولبنان وأفغانستان, هي التي حذرنا منها المصطفى صلى الله عليه وسلم بقوله: "... وإني سألت ربي لأمتي ألا يهلكها بِسَنَةٍ عامة، وألا يسلط عليهم عدوّاً من سوى أنفسهم فيستبيحَ بيضتَهم, وإن ربي قال: يا محمد, إذا قضيتُ قضاءً فإنه لا يُردُّ, وإني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسَنَةٍ عامة، وأن لا أسلط عليهم عدوّاً من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم, ولو اجتمع عليهم مَنْ بأقطارها، أو قال مَنْ بَين أقطارها حتى يكون بعضهم يهلك بعضاً ويسبي بعضهم بعضاً" (رواه مسلم وغيره).


ونستخلص من هذا الحديث الشريف ما يلي

  1. إن أخطر ما يهدّد الأمة الإسلامية بالهلاك ألا توحد صفها في مواجهة أعدائها، وأن سلاح العدو الأخطر هو فرقتنا وصراعنا فيما بيننا.
  2. والتاريخ القديم والحديث شاهد،فما كان لأمريكا أن تهزم طالبان في أفغانستان إلا في ظل الصراع بين إيران وطالبان وباكستان,وما كان لأمريكا أن تحتل [العراق] إلا في ظل الصراع بين إيران والعراق، ثم بين العراق والكويت.
  3. وما كان لأمريكا أن تحتل العراق،وتقيم المجازر البشعة وتنكّل به إلا في ظل القواعد الأمريكية المنتشرة في بعض أراضي العرب والمسلمين.
  4. وما كان للإسبان أن يقضوا على المسلمين في الأندلس إلا بسبب الفرقة والحروب الأهلية بين حكام المسلمين.
  5. ومن عجب أن يُعبأ الجند الأمريكي بالحقد على الإسلام والعرب في مدارسه وجامعاته وتوجيهه،ثم تقدم له في بلاد العرب والمسلمين الحماية والمال والخدمات،وأن يجري البترول العربي إلى مصانعه وقواعده وطائراته ودباباته ليقتلنا بها.

أين وعي العلماء؟! أين وعي الفقهاء؟! أين وعي رجال الإعلام؟! أين وعي القادة والساسة الذين سيسألهم الله عن الأمانة التي حملوها؟! وقد قال رب العالمين: {يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون} [الأنفال:27].


يعترفون بأنهم يقتلوننا من أجل النفط

اعترف وزير الدفاع الأسترالي (برنيدان نيلسون) بأن تأمين النفط يمثل عاملاً أساسيّاً لغزو العراق,والوجود العسكري الأسترالي في هذا البلد.

وأضاف نيلسون "أن الحفاظ على أمن المصادر النفطية في الشرق الأوسط يمثل أولوية للحكومة في (كانبيرا)،كما أن كيفية استمرار الإمدادات النفطية أثرت على تخطيطنا الاستراتيجي".

وهنا يحسن أن نبين أن الدراسات النفطية العالمية أكدت بأن معظم مصادر الطاقة العالمية ستنضب في العقدين القادمين،وستظل منطقة الخليج التي يوجد فيها ثلثا احتياطات النفط في العالم هي المنطقة الوحيدة في العالم كمصدر للطاقة،ولذلك من يضع يده على صنبور النفط فيها يتحكم في العالم وأمنه واقتصاده.

النفط كان السبب الرئيسي لغزو العراق،والنفط سيكون السبب الرئيسي لأي عدوان أمريكي جديد على إيران وسوريا ولبنان؛لفرض هيمنتها على منابع النفط وطرقه.

(القدس العربي/ عبد الباري عطوان 7, 8 تموز 2007).

فهل يستيقظ العرب حكاماً وشعوباً للدفاع عن الإسلام والوطن وخيراته، وعن الأمة ووجودها؟!

المصدر