اغتيــال حســن البنـا

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

فهرس الكتاب

وفى استطراد بسيط يرى القارىء موقف الاخوان من ذلك العهد وأننا كنا موضع نقمته ومطاردته لأننا كنا نفتح أذهان ا لشباب على الفساد والتفريط فى حقوق البلاد فى الوقت الذى لم يكن أحد يسمع شيئا عما يسمونه " تشكيل الضباط الأحرار " ثم يتهمنا عبد الناصر وأعوانه بأننا أعداء الانقلاب " الثورة " وعملاء من أغتال إمامنا الشهيد " حسن البنا " وأقام الأفراح وسقى الشربات ابتهاجا بقتل الامام الشهيد .

ومن الذى يتهمنا ؟ الانقلاب ورجاله وكتابه ولا تزال هذه النغمة تتردد فى كتابات كل من يريد تزلفا للحكام .

كنا نحن الاخوان المسلمين ننتقد " فاروق " ونهاجم تصرفاته وكان هؤلاء الكتاب الشرفاء الشجعان المغاوير يدبجون المقالات فى مديح الفاروق المعلم الأول .. والعامل الأول .. والمهندس الأول .. الأول .. الأول !! فى غير ما تحرج ولا حياء حتى إذا ما جاء الانقلاب تحولت كل الاقلام الجريئة الطاهرة الى أنياب دامية تنهش فاروقها الأول .

ثم إذا ما قام الخلاف بين عبد الناصر والاخوان تحولت تلك الأضراس الطاحنة الى سمعة وإيماخوان تمزقها وتعلو به الى عنان السماء ثم تتركه معلقا فى الهواء حتى إذا ما مات .. كانت أول من لطخ عهده بأشنع الشناعات وهى الأقلام المادحة بالأمس القريب نفسها ثم وجدت لها ترانيم فى حكم السادات تشيد به وتتغنى ببطولاته فى الوقت الذى تعرض الإخوان خلاله لأقسى المعاملات . وكم كان حريا بالسادات أن يعتبر فيستبعد تلك الأقلام التى لا تجيد إلا مدح الحاكم ومهاجمة خصومه لكنه لم يعتبر وانتهى به الأمر الى ما انتهى اليه فغذا بتلك الأقلام تقول فيه ما قال " الحطيئة " فى نفسه وفى الناس وجاء الانقلاب " ثورة 23 يوليو " أو التغيير فوجد الجو مهيأ وتم كل شىء فى غير ما جلبة ولا ضوضاء واستقبل الشعب جنوده وضباطه بالفرح والترحاب وليس فى الأمر ما يعدو إقالة وزارة إقامة أخرى وبدأ عبد الناصر حكمه باطلاق سراح كل المسجونين من الإخوان ومصر الفتاة واستبشر الشعب خيرا وعرف الناس أن ما تم كان باتفاق بين الإخوان والضباط الأحرار وأن الاخوان سيعودون بالوطن والمواطنين الى سالف مجد المسلمين لأنهم لا يقولون إلا ما يفعلونه وأنهم ليسوا أصحاب الوعود البراقة الخلابة التى يسمع لها جعجعة ولا يرى لها طحن .

ومن قبل هذا توالت الأحداث السياسية فى حياتى فقد كنت متابعا لقراءة المقطم يوميا حيث أخبار الحرب العالمية الأولى واكتساح الجيوش الألمانية لجيوش الحلفاء اكتساحا وكنت معجبا بهند بورج القائد اللألمانى المشهور وقدرته الفائقة فى أسر مليون عسكرى روسى فى موقعة البحيرات وكنت متعاطفا مع ألمانيا لموقف الانجليز من وطنى وأعمال السلطة وكانت هناك تعبيرات صحفية لبعض الدول التى لم تدخل الحرب مثل تعبير “ الوقوف علىالحياد المسلح مع الميل للحلفاء “ وكنا نستعمل التعبير فى كثير من مزاحنا مع بعضنا البعض . كنت أقرأ معظم الصحف التى تصدر فى مصر . الأهرام والسياسة والجهاد ومجلات المصور واللطائف والسياسة الأسبوعية والجهاد الأسبوعى والتجارة . أقرأ كل ما فيها من الجلدة الى الجلدة بلا ملل طوال فترة دراستى الثانوية عندما كان البال خاليا والقلب رائقا كنت اقرا لمجرد القراءة أحب مشاهدة مباريات كرة القدم وإن لم أمارسها . أستمع أكثر مما أتكلم ولو استطعت ألا أتكلم لفعلت . كانت دراستى الثانوية والجامعية حافلة بالآحداث التاريخية فقد عاصرت كل التغيرات الوزارية فى ذلك العهد وتعاقب رؤساء الوزارات وكان رئيس الوزراء يسمى “ ناظر النظار “ .. رأيت سعد زغلول وإسماعيل صدقى ومحمد محمود “ صاحب القبضة الحديدية “ وتوفيق نسيم ويوسف وهبه ومحمد سعيد وأحمد زيور وتابعت مواقف عبد الحميد عبد الحق وسليمان غنام فى مجلس النواب لم يكن فيه وفديون سواهما وموقف الأستاذ الجندى فى مجلس لشيوخ الذى لم يكن فيه وفدى سواه .

وشاهدت الملك فؤاد يستفتى بلجيكا فى مسألة تعيين الشيوخ المعينين والخلاف عليها بين سعد زغلول والملك فؤاد وكنت من بين المتظاهرين حول قصر عابدين وعندما سمع البلجيكى هدير الممظاهرات فتح النافذة وقال لفؤاد : لا داعى لأن تستفتينى فقد أبدى الشعب رأيه .. وكانت الجماعهير تهتف : سعد أو الثورة “ .

فهرس الكتاب