الإخوان في دولة جيبوتي

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الإخوان في دولة جيبوتي


إخوان ويكي

مقدمة

جيبوتي دولة في منطقة القرن الأفريقي وهي عضو في جامعة الدول العربية. وتقع على الشاطئ الغربي لمضيق باب المندب، وتحدها إريتريا من الشمال وإثيوبيا من الغرب والجنوب والصومال من الجنوب الشرقي فيما تطل شرقا على البحر الأحمر وخليج عدن. وعلى الجانب المقابل لها عبر البحر الأحمر في شبه الجزيرة العربية واليمن التي تبعد سواحلها نحو 20 كيلومترا عن جيبوتي.

تقدر مساحة جيبوتي بنحو 23.000 كيلومتر مربع فقط، وعاصمتها مدينة جيبوتي، حيث وقعت في العصر الحديث تحت الاحتلال الفرنسي وظلت كذلك حتى استقلت وأصبحت جمهورية في 27 يونيو 1977م.

جماعة الإخوان وعلاقتها بجيبوتي

تعتبـر الحركة الإسلامية (الإخوان) في جيبوتي من أقدم التنظيمات الإسلامية المعاصـرة التي تتبنى تطبيق الإسـلام في واقع المسلميـن وتعمـل على رفـع مستـوى التزام المجتمـع بالقيـم والمبادئ الإسلاميـة. لقد شـاءت حقائق التاريخ والجغـرافيا أن تكون جيبوتي ثاني محطـة لـجماعة الإخوان المسلمين التي أسسها الإمام حسن البنا وذلك بعد مصر ـ بلد المنشـأ.

تعتبر جيبوتي من أول الدول التي دخلتها دعوة الإخوان خارج مصر، وتقبلت هذه الدعوة غير أن الدعوة لم تنتقل لها مثل بقية البلاد عن طريق الوفود التي كان يرسلها الإمام البنا مثل الشام والسودان وغيرها لكن جاء ذلك عن طريق أحد الجيبوتيين - الصومال الفرنسي بشرق أفريقيا – والذي زار فرع الإخوان بالقاهرة، وقد أعجب بها وبعد رجوعه إلى بلده أرسل خطابًا إلى فرع القاهرة يعلن فيه إنشاء شعبة للإخوان المسلمين في جيبوتي

ويسأل الإمام البنا أن يمده بالدروس والمحاضرات اللازمة، وكان ذلك في عام 1932م الموافق 1352هـ، وقد أعلنت جريدة الإخوان المسلمين الأسبوعية عن ذلك فقالت: "رغب بعض شباب جيبوتي الغيورين في تكوين شعبة للجمعية بها فانتدب مكتب الإرشاد العام حضرة الأخ المهذب عبدالله أفندي حسين علي نور اليماني ليكون صلة بين حضراتهم وبين المكتب". (1)

كما أن المجلة أكدت من عددها الرابع أن الشيخ عبدالله حسين هو متعهد الجريدة في جيبوتي فجاء فيها:

وبداية من العدد الرابع دخل في متعهدي التوزيع فرع جيبوتي، ونص على أن السيد "عبد الله حسين علي نور اليماني" هو رئيس فرع جمعية الإخوان المسلمين بجيبوتي.

واستمر الإخوان في بناء تنظيمات لجماعتهم في الأقطار الشقيقة بعد فرع جيبوتي السابق، وقد نصت مجلتهم في فبراير ومارس سنة 1935م على أن لهم فروعًا في الحجاز، والشام، وفلسطين، والمغرب الأقصى، والهند، وجيبوتي. (2)

المرحلة الثانية من الدعوة

لم يثبت أن المرحلة الأولى من الدعوة التي انطلقت في جيبوتي عام 1932م أنها قد استمرت، حيث لم نعثر على أدلة توضح ذلك ولربما توقفت بعدما انقطعت الصلة بين الإخوان في مصر وبين الأخ عبد اليماني، ثم انشغال العالم في الحرب العالمية الثانية والتي عزلت الجميع خاصة أن جيبوتي كانت نقطة ارتكاز هامة لمدخل باب المندب أثناء الحرب، ثم سرعان ما دخلت جماعة الإخوان في محنة عام 1948م ثم محنة عبد الناصر حتى تولى السادات.

لكن المستشار عبد الله العقيل يذكر أنه اجتماع التنظيم الدولي للإخوان اجتمع في الستينيات حيث حضر الاجتماعات للهيئة التأسيسية التي ضمّت المراقبين العامين للإخوان المسلمين، الذي حضره الدكتور مصطفى السباعي ـ المراقب العام للإخوان المسلمين في سورية، والأستاذ محمد محمود الصواف ـ المراقب العام للإخوان المسلمين في العراق

والأستاذ علي طالب الله ـ المراقب العام للإخوان المسلمين في السودان، والأستاذ محمد عبد الرحمن خليفة ـ المراقب العام للإخوان المسلمين في الأردن، والأستاذ عبدالعزيز العلي المطوع ـ المراقب العام للإخوان المسلمين في الكويت، وممثلون عن الإخوان المسلمين في فلسطين، والمغرب العربي، ولبنان، وجيبوتي وغيرها. (3)

كان لـلظـروف السياسيـة والاقتصادية والاجتماعيـة التي سادت تلك الحقبـة تأثيـراتها البالغـة على نمـو الوعي الإسـلامي في البـلاد، الأمـر الذي حال دون تطـور الحـركة الإسـلامية وانتشـارها. فهنا كـان لا بد ـ بعد انتهاء حقبـة الاستعمار ـ من إيجـاد بدائـل ووسـائل أخـرى لـلعمـل الإسـلامي الحـركي تسايـر المتغيـرات الجديدة، فنشأت بعيد الاستقـلال بوادر صحـوة إسـلاميـة كبيـرة شكلـت مرحلـة فاصلـة في مسيـرة الحـركة الإسـلامية وانتشارها، حيث شهدت تلك الفتـرة تحـولات نوعيـة كبيـرة على صعيد إعادة بناء الحـركة الإسـلامية وتمددها تنظيميـاً.

والمتتبع لتاريخ الإخوان في جيبوتي سيجد أنها مرتبطة بتاريخ الإخوان في الصومال حيث يعتبر الجيبوتيين الصومال – بالرغم مما تعنيه- الحركة القائدة لهم. لم يعرف جيدا تاريخ الإخوان فترة ما قبل الاستقلال، إلا أنه ربما يكون لحركة "الإصلاح في القرن الأفريقي" – إخوان الصومال - والتي ظهرت في الصومال هي من حملت على عاتقها لواء جهاد المحتل الفرنسي، والتي كانت سببا في دخول الدعوة مرة أخرى إلى جيبوتي.

حركة الإصلاح حركة إسلامية وطنية تهدف إلى إصلاح المجتمع الصومالي في جميع جوانب الحياة، وتم تأسيسها في 6 شعبان 1398هـ الموافق 11 يوليو عام 1978م وهي حركة انبثقت من فكر ومنهج حركة الإخوان المسلمون. وتعمل الحركة لرفع مستوى الالتزام الفردي والجماعي بالقيم والمبادئ الإسلامية، وفق منهج الوسطية والاعتدال المستمد من مقاصد الشريعة، وفي إطار الإلمام والاعتبار للواقع المحلي والعالمي. وتسعى كذلك إلى إيجاد مجتمع صومالي حر متطور، يستوعب المبادئ والقيم الإسلامية، وتترسخ فيه مفاهيم الشورى (الديمقراطية) والعدالة والمساواة. (4)

وفي حوار مع الداعية الجيبوتي عبد الرحمن بشير ذكر مراحل الدعوة في جيبوتي حيث قال:

بإيجاز الدعوة الإسلامية في جيبوتي قديمة قدم الإسلام ولكن في المرحلة المعاصرة التي نعيشها مرت بأربع مراحل تتميز كل منها بمعالمها الواضحة ،وقسماتها البارزة بفعل المتغيرات التي رافقت مسيرة الحياة السياسية والاجتماعية في جمهورية جيبوتي التي صارعت وتصارع لاستعادة هويتها التي سلبتها فرنسا التي حاولت أن تسير بها في خط بعيد عن محيطها الإسلامي والعربي .

مرحلة الضعف ... والصراع لإثبات الوجود : (مرحلة ما قبل الاستقلال)

مرحلة ضعف ، وكانت الدعوة تغالب لإثبات وجودها في وجه التيار الثقافي الاستئصالي الجارف ،واجتهد العلماء في تعليم القرآن في الخلاوي ،وقراءة المواليد في المناسبات الدينية ، لم يكن هناك مدارس إسلامية سوى مدرسة النجاح الإسلامية.

تميزت هذه المرحلة بطغيان كاسح للفرنكفونية ، واللغة العربية تعرضت للتهميش ، وكان حظها الوحيد أن تبقى حصة تدرس في بعض المدارس.

مرحلة بداية الدعوة في جيبوتي (من الاستقلال 1977 إلى سنة 1985)

وهذه هي مرحلة بناء الأسس للعمل الإسلامي ،ومن أهم المتغيرات التي عززتها:

اتخاذ الحكومة لقرار تعريب جيبوتي، ومجيء مدرسين توانسة، وسودانيين ، ومصريين. وفتح مدارس مثل المدرسة العراقية ،واليمنية، والسعودية فالسعودية أنشأت معهدا في عام 1401هـ 1981م بمرحلتيه المتوسطة والثانوية، ويهتم باللغة العربية والعلوم الشرعية،.

ومن أهم العوامل التي لا تخطئها عين المتابع مجيء دعاة صوماليين من بينهم الشيخ عبد القادر نور فارح (عضو هيئة كبار العلماء في الصومال ما زال حيا يرزق بمدينة جاروي عاصمة ولاية بونت لاند) قرأ التفسير في جيبوتي في منتصف الثمانينيات ، والدكتور محمد علي إبراهيم (وزير الشئون الاجتماعية في الحكومة التي تشكلت في جيبوتي مؤخرا 2009). من المتغيرات المهمة في هذه المرحلة نشاط الطلبة المتخرجين من معهد الإمام السعودي في الدعوة والتعليم ، حيث فتحوا مدارس ليلية في مختلف أنحاء جيبوتي.

مرحلة الصحوة الإسلامية الحقيقية: (1985 إلى 1995م)

أثمرت تلك الجهود السابقة مجتمعة ، والدعوة في هذه المرحلة أصبح لها حضورها ،وأثبتت وجودها عن طريق انتشار الحجاب بين الفتيات، وزيادة المدارس الإسلامية النوعية : ابتدائية وثانوية، وتعلق الشباب بالمساجد، وإلقاء المحاضرات، وانتشار الشريط الإسلامي، واحترام التدين والمتدينين؛ حيث أصبح شخصا موثوقا به في داخل المجتمع.

انتشار الصحوة واكبها ارتفاع في منسوب التعليم الإسلامي فقد عاد إلى جيبوتي شباب المعهد بعد أن تخرجوا من جامعات إسلامية في بعض الدول العربية، ولقوا ترحيبا من المجتمع الجيبوتي الذي اعتبر دارس الفرنسية "شخصية غير مكتملة " حين ظهر دارس العربية والعلوم الإسلامية مظهر الشخصية المنتجة والمنسجمة مع المجتمع وقيمه الأصيلة بتواضعها ، وبعدها عن المخدرات ومضغ القات ، مما ولد إحساسا في المجتمع الجيبوتي بأن دارس الفرنسية ومدارسها شخصية مشوهة تفتقر إلى التوازن والقيم .

مرحلة ما بعد الصحوة (1995 ... إلى اليوم)

أنا أطلق على هذه المرحلة بـ"مرحلة ما بعد الصحوة "، وهي مرحلة تغلغل الدعوة الإسلامية في مرافق الحياة بيسر وهدوء، فأين أينما حللت في وزارات الصحة والمالية والتعليم وغيرها الكثير وفي القطاعات العامة والخاصة تجد موظفين ملتزمين يمارسون دعوتهم وحياتهم الطبيعية في آن واحد. (5)

ويضيف قوله:

ولقد برز في جيبوتي بعض العلماء الذين ينتمي بعضهم للحركة الإسلامية أمثال الشيخ مصطفي حاجي هارون، والشيخ حسن داهيي أحمد داعية معروف في الأراضي الجيبوتي.

ومن أشهر العلماء التقليديين الشيخ الفاضل عبد الله علي جيللي برع في علوم الحديث، ويعتبر في الحقيقة من أبرز العلماء في القرن الإفريقي، له كتب تحت الطبع وهو همزة وصل بين العلماء. وعبد الله نوح وعيس من الآباء المؤسسين للصحوة الإسلامية في جيبوتي ما زال يفسر القرآن عبر التلفزيون. وحامد عبده سلطان وزير الأوقاف الحالي في جيبوتي. والشيخ علي إبراهيم ورسمه فقيه له حلقات في الفقه تخرج من اليمن كلية الشريعة والقانون.

والشيخ الداعية عبد الرحمن برخد جود ، من أنشط الدعاة في جيبوتي وهو عمدة في دراسة الفكر الغربي تخرج من بلجيكا ،ويعد حاليا الدكتورة في اللغة الفرنسية من جامعة ليل، له حلقات في الحديث باللغة الفرنسية حيث يقرأ صحيح مسلم بالفرنسية. والشيخ عمر أمين العفري من المراجع العلمية النادرة في جيبوتي يقيم في توجورا، والشيخ محمد عمر العفري أيضا له دروس وبرامج تليفزيونية باللغة العربية والعفرية. (6)

غير أن الكاتب والصحفي الصومالي عبد الله الفاتح كتب عام 2008م:

أن الجماعة وإن كان مر عليها ما يقرب من عشرين عاما إلا أنها اهتمت بالدروس والمحاضرات المتواضعة من الطراز الذي يغلب عليها دائما الطابع الإرشادي والوعظي.

ولا يخرج نشاط الحركة في إطار ممارسة فضائل الأعمال والحث عليها ، مما يمثل نكسة حقيقية علي جوهر الدعوة الإخوانية الشاملة، ويشوه صورة المجتمع الجيبوتي ذو العلاقة العتيقة بالإسلام ، ويعكس كل البداهة ان يدور الحديث عن أبجديات الدعوة لشعب عريق في الإسلام كهذا .

وهو ما فسره البعض أن الحركة في ذاك القطر تعيش في حالة الجمود المستمر، وتعاني من فقدان الرؤية الصحيحة لتعاملها مع قضايا الأمة ، كما لا يوجد لديها اية أطروحة سياسية علي الإطلاق ، و تخطئ أيضا في استغلال الفرص، وإمكاناتها المادية وما يتوفر لديها من القدرات البشريةٍ ،لخدمة المجتمع وتحقيق أي إنجازات في الواقع الملموس ،مما يثير بدوره جملة من التساؤلات المتشابكة.

وفي رد على هذا الطرح كتب محمد إبراهيم جامع يقول:

يبدو أن الكاتب لا يعرف الشيء الكثير عن الحركة الإسلامية (الإخوان) في جيبوتي، حيث يدور مقاله حول عموميات وادعاءات لم يبرهن لها ببرهان واحد يؤكد صحة ما ذهب إليه من أن الطابع الوعظي والإرشادي هو الطاغي على جميع أعمال الحركة، وجهل أن الحركة حققت إنجازات كبيرة ونجاحات ملموسة في كثير من الميادين منها التعليم؛ حيث أسست عشرات المدارس الابتدائية والمتوسطة في طول البلاد وعرضها
بالإضافة إلى ما يقارب عشرين مدرسة ومعهداً ثانويا تضم مئات الطلبة والطالبات الجيبوتيين وغير الجيبوتيين من أبناء منطقة القرن الإفريقي، ومن إنجازات الحركة التي تشهد لها بالحركة والحيوية وليس الجمود كما يزعم كاتب هذا المقال (معهد جيبوتي للغات والعلوم الإدارية) ذو السمعة العالية في أوساط الجيبوتيين وغيرهم

إضافة إلى عدد من المكتبات الثقافية التي تساهم في خدمة المجتمع الجيبوتي من الناحية العلمية والثقافية وحتى الاجتماعية أما في الميادين الأخرى غير التعليم فحدث عنها ولا حرج فللحركة مؤسسات وجمعيات خيرية واجتماعية واقتصادية كثيرة مثل جمعية البر الخيرية، وجمعية أمل للتنمية البشرية، ومؤسسة ترن التجارية وهذا على سبيل المثال لا الحصر، هذه هي حركة الإخوان في جيبوتي.

عقب الأحداث الاحتجاجية التي شهدتها جيبوتي في يناير 2011، اتخذت جماعة الإخوان دور المعارضة، فتحالفوا مع الأحزاب المعارضة وشكّلوا "التجمع الوطني"، الذي سمح لهم بدخول البرلمان بنسبة كبيرة؛ ما أثار حفيظة الحكومة، وترتب عليه اتخاذ قرارات بالتضييق على نشاط الإخوان بالداخل، وتعقب للقيادات وتحركاتهم ومصادر التمويل.

وهو ما ذكره عبد الله الفاتح:

ومن النتائج البارزة التي قادت إليها تلك التحـولات في طبيعـة الحـركة الإسـلامية، أن أصبحت أكثـر انطـلاقاً وأكثـر اتسـاعاً وحيـوية وأكثـر تنوعاً في أدواتها وأساليب عملها التنظيمـي والدعـوي والفكـري.

ومنذ نشأتها مرت علاقة الحـركة الإسـلامية بالسلطـة منعطفات متعددة صعـودا وهبـوطاً، بيد أن عام 2013م، شكل مرحلـة فاصلـة في مسيـرة الحـركة وعلاقاتها بالسلطـة الحاكمـة، حيث قررت دخـول المعتـرك السياسـي بقـوة والانضمام إلى صفـوف المعارضـة لتغييـر معادلـة التوازنات السياسيـة القائمـة في البـلاد، وهو ما أثار حفيظـة الحكـومة وكان لـه تبعات وعواقب كبيـرة على الحـركة وقياداتها.

ومنذ ذلك الوقـت تتعرض الحـركة لهجمـة سياسيـة وأمنيـة شـرسة من قبل النظـام بهدف اضعافها وتفكيكها بشتـى الطرق والوسائل، وهو ما يطـرح تساؤلات حقيقيـة حول مستقبل الحـركة الإسـلامية ومآلاها ومدى قدرتها على الصمـود أمام حملات الإقصـاء والتهميش والاضطهاد السياسـي. (8)

وهو ما أوضحه الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر غيلي بتصريحه لـ"الحياة" في يونيو 2015م بقوله:

بأن ثورات "الربيع العربي" نكبة، وناشد القادة الخليجيين دعم بلاده لمواجهة "الإخوان" والجماعات المماثلة دفعت الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتلبية طلب جيبوتي، بتخصيص منحة خليجية قدرها 200 مليون دولار. (9)

ومع ذلك يهتم الإخوان بالعمل الخيري وعلى رأسهم الأستاذ عبد الغني القرشي - المدير الإقليمي لمؤسسة الرحمة العالمية - أحد أبرز الإخوان في جيبوتي، وتنتشر لهم العديد من الجمعيات الخيرية مثل مؤسسة الرحمة العالمية، وجمعية البرّ الخيرية، وترن التجارية، وأمل للتنمية البشرية، كما قامت الجمعية بالعديد من المشروعات من بينها مشروعات بناء 7 قرى نموذجية، تمّ تشييدها في عدد من المناطق الداخلية

منها: دِخل، وعرتا، وتجورا، تضم وحدات سكنية نموذجية مكتملة التأثيث، ودار للأيتام، ومدرسة متعددة المراحل تؤوي 400 طفل، من بينهم نحو 200 يتيم، وحفر ما يزيد عن 600 بئر وبناء ما يقرب من 60 مسجدا، وما يقترب من 30 مدرسة، و12 مركز ثقافي ومجمع تنموي هذا غير المشاريع الإغاثية وذلك في 6 محافظات من محافظات جيبوتي. (10)

كما قام مكتب جمعية الرحمة العالمية في جيبوتي بالتعاون والتنسيق مع وزارة الصحة في سبتمبر 2019م بتسيير قافلة طبية شاملة إلى إقليم دِخل في جنوبي البلاد، وذلك بمشاركة أطباء استشاريين ومتخصصين مع طاقم إداري للإشراف على القافلة.

في كلمة مقتضبة بهذه المناسبة، قال مدير المكتب الإقليمي للرحمة العالمية السيد عبد الغني القرشي:

"إن تنظيم هذه القافلة الطبية يمثل جزء من جهود مستشفى الرحمة التابع لمجمع الرحمة التنموي والهادفة إلى مواكبة مساعي الحكومة الجيبوتية بقيادة رئيس الجمهورية السيد إسماعيل عمر جيله، لتوفير الرعاية الطبية المتخصصة للمواطنين، وخاصة سكان المناطق الداخلية من البلاد. (11)

المراجع

  1. جريدة الإخوان المسلمين: السنة الأولى - العدد الأول - 22صفر 1352هـ - 15 يونيو 1933م صـ22.
  2. جريدة الإخوان المسلمين: السنة الثانية، العدد 37 ،17ذو القعدة 1353هـ - 21 فبراير 1935م.
  3. عبد الله العقيل: عبد الله المطوع، من أعلام الدعوة والحركة الإسلامية المعاصرة
  4. مهدي أنيس جرادات: الأحزاب والحركات السياسية في الوطن العربي، طـ1، دار أسامة للنشر والتوزيع، الأردن، 2006م، صـ148.
  5. حوار مع عبد الرحمن بشير: شبكة الصومال اليوم
  6. حوار مع عبد الرحمن بشير: مرجع سابق
  7. عبد الله الفاتح: الحركة الإسلامية بجيبوتي، 28/4/2017م
  8. مركز مقديشيو للبحوث والدراسات، حوار الرئيس غيلي للحياة، 1 يونيو 2015م
  9. للمزيد: لجنة إفريقيا للإغاثة جيبوتي
  10. مكتب الرحمة العالمية يُسيّر قافلة طبية إلى مدينة دِخل: جريدة القرن، 30/09/2019م