الاتصالات بين الأردن وحماس هي نتيجة التغيرات الإقليمية والدولية
د. أحمد يوسف - المستشار السياسي لوزارة الخارجية

أكد مستشار وزارة الخارجية الفلسطيني د.أحمد يوسف أن الاتصالات التي تجري بين حركة حماس والأردن هي نتيجة التغيرات التي تجري في المنطقة والاعتبارات الإقليمية ومصالح كل جهة من الأطراف.
وأضاف يوسف في حوار مع شبكة فلسطين الآن أن الأردن تشارك فلسطين خطر ضياع القضية الفلسطينية من خلال إقامة دولة فلسطينية في إطار عملية سياسية تفرضها دولة الاحتلال, والإجراءات الصهيونية المتخذة في الضفة الغربية المحتلة على إثر القطيعة والتشظي في الوضع الفلسطيني الداخلي بين الضفة وغزة توضح بلا شك عودة الإسرائيليين للتفكير بما يسمى الوطن البديل.
وفيما يلي نص الحوار
العلاقات الدولية بين البلدان تتبع دائماً حسابات كل طرف واعتباراتها الإقليمية ومصالحها مع الجهات الأخرى.
وفي هذا الظرف بالذات الأردن تشارك فلسطين خطر ضياع القضية الفلسطينية من خلال إقامة دولة فلسطينية في إطار عملية سياسية تفرضها دولة الاحتلال, والإجراءات الصهيونية المتخذة في الضفة الغربية المحتلة على إثر القطيعة والتشظي في الوضع الفلسطيني الداخلي بين الضفة و غزة توضح بلا شك عودة الإسرائيليين للتفكير بما يسمى الوطن البديل, وذلك من خلال التغول في الضفة الغربية ومحاولة ابتلاعها بضم أجزاء كبيرة منها للاستيطان بما يكفل القضاء على أي مستقبل سياسي للفلسطينيين تكون الضفة الغربية جزءاً منه.
هذا الأمر أعطانا نحن الفلسطينيين جرس إنذار بضرورة البحث عن حل لرأب الصدع الداخلي والتوجه بقوة نحو المصالحة الوطنية, وهو أيضاً جرس إنذار للأردن كي يعيد من خلال مكانته اللحمة بين الفلسطينيين ورد الضفة إلى غزة و غزة إلى الضفة, لأن الخيار الآخر هو ضياع الضفة الغربية وتوطين اللاجئين في الأردن تحت عنوان الوطن البديل.
الواقع أن الأردن هي التي فتحت باب الاتصال معنا وطلبت من الأخوة زيارة الأردن للقاء رئيس المخابرات الأردني, وهذه اللقاءات تبدأ بالمستوى الأمني ثم تتوسع للقضايا السياسية, لكنني اطمئن الجميع بأنه حتى في اللقاء الأمني كل الجوهر سياسياً حول كافة الملفات التي أدت لتوتر العلاقات بين حماس و الأردن .
- على ذكر المخابرات الأردنية... لماذا تبدأ الحكومات العربية تعاملها مع الفلسطينيين من خلال البوابة الأمنية والمخابراتية؟
السبب له علاقة بطبيعة الوضع الفلسطيني وخصوصيته كونه خاضع للاحتلال,والدول تقيم علاقاتها مع دول مثلها, ونحن ما زلنا دون الدولة لأننا سلطة تحت حكم الاحتلال, وهكذا يبدأ الملف الأمني, وهذه ليست قضية جديدة وكانت موجودة منذ عهد الرئيس الراحل عرفات , ولاحقاً حسب تطور الأمور يتم الارتقاء بهذا الملف, والعلاقة مع الأردن ستكون إن شاء الله في اتجاه التعاون السياسي الأخوي بما يقدم مصلحة البلدين المشتركة.
- كيف تغلبتم على طول فترة القطيعة التي جاوزت التسع سنوات وطبيعة علاقة الأردن بأمريكا كحليف واتصالها مع الكيان الصهيونى ؟
هناك أمراً مهماً معروفاً لدى الجميع ويعتبر من ايجابيات حركة المقاومة الإسلامية حماس بأنها لا تتدخل في الشئون الداخلية للدول العربية والإسلامية, ونحن لن نطرح أنفسنا في الداخل لأي من دول الجوار, وتركيزنا فقط على همنا الداخلي ومحاولة التوصل للتفاهم من أجل انجاز قضيتنا الفلسطينية, ونحن نسعى لتوطيد علاقتنا بعمقنا العربي والإسلامي, ورغم وجود توتر وخلاف في علاقتنا مع الأردن إلا أن حماس ظلت تحتفظ بطهارة مواقفها في علاقتها مع الأردن , وشعرنا بألم حين قطعت العلاقة معنا, ونحن نصر أن نحافظ على الروح الحميمية التي تجمع الأردنيين بالفلسطينيين, وهو ما عزز موقفنا بالسعي لعودة الزخم الطبيعي بين الطرفين بما يقدم المصلحة الوطنية في المشروع الاستراتيجي المشترك للقضية الفلسطينية.
- هل يمكن أن يكون للأردن دور في بعض ملفات حماس كملف صفقة تبادل الأسرى وما تأثير ذلك على الدور المصري؟
فيما يتعلق بقضية تبادل الأسرى فان مصر قد رعت هذا الملف منذ البداية وهي لن تمانع دخول أي طرف عربي يمكن له أن يسهل أو يسرع هذه العملية إن كان باستطاعتها ذلك, لكن الكيان الصهيونى هي العقبة الكبيرة التي ما زالت تمتنع عن الاستجابة لمطالب المقاومة , ونحن لدينا علاقات إستراتيجية مع دول الجوار التي تمتلك كل منها خصوصيتها وما يميزها, واستعادتنا التواصل مع هذا العمق العربي في الأردن نأمل من خلاله أن نتوصل لدعم عربي مشترك من أجل كسر الحصار ورفع العزلة السياسية التي تطبق على الفلسطينيين في الضفة الغربية و قطاع غزة .
- هل تتوقع عودة الأمور إلى عهدها في السابق وعودة حماس لفتح مكتبها السياسي في عمان؟
الأصل أن بيننا وبين الأردن علاقات تاريخية ورابط ديني واجتماعي بالإضافة للهم السياسي للقضية الفلسطينية منذ بداياتها, والمملكة الأردنية كان لها دور هام في الضفة الغربية المحتلة, وأعتقد أنه في ظل الروح الايجابية هناك إشارات قد تشكل انطلاقة جديدة لأن تكون الأردن على مسافة متوازنة بين الأطراف الفلسطينية بما يسهم فعلياً في المصالحة الوطنية الفلسطينية.
المصدر:فلسطين الأن