الثأر من بن لادن

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الثأر من بن لادن

بقلم : مصطفى إبراهيم

ظهر باراك أوباما زعيم اكبر إمبراطورية في العالم، وكأنه رئيس قبيلة أو عصابة، استطاع وخلفه اعتى قوة عسكرية في العالم الانتقام والأخذ بالثأر من بن لادن، الذي تبين لاحقاً انه كان اعزل، ليس أوباما وحده الذي احتفل بالانتقام والأخذ بالثأر، العالم احتفى بمقتل أغلى رجل في العالم و كلف الولايات المتحدة والعالم كثيرا من الأرواح والأموال، والفوضى المنظمة وتغيير أنظمة، وانهيار دول، والتضحية بحقوق الإنسان من اجل الوصول الى هذه اللحظة.

بن لادن كان مطلوباً ميتاً وليس حياً، أوباما لم يكن مختلفا عن سلفه بوش الذي تمنى هذه اللحظة، أوباما اختلف عن بوش انه تعلم الدرس ولم يظهر الصورة بعد، أوباما لم يستطيع أن يغير الصورة، ربما استطاع تغيير الصورة داخل الولايات المتحدة، وهو بحاجة للأخذ بالثأر والانتقام من أجل تغيير صورته داخل الولايات المتحدة، ويستفيد منها في الفوز بفترة رئاسية ثانية.

ربما لم يثير مقتل بن لادن حتى الآن كثير من ردود الأفعال الشعبية في العالم الإسلامي والعربي، وربما من السابق لأوانه التكهن بردود الفعل التي سيقوم بها مريديه وأتباعه، لكن رد الفعل الشعبي لم يكن على المستوى المطلوب، حتى بعد دفن جثة بن لادن في البحر، وانتهاك حرمة الموت خاصة عند المسلمين، وبرغم الانتقادات من الأزهر، وبعض الأصوات التي تحدثت بخجل وصمت، الا أن ذلك لم يخف الغضب الشعبي الصامت والاستهتار بمشاعر المسلمين الدينية، ويبين مدى الاستهتار الأمريكي بمشاعر المسلمين أخلاقيا ودينياً.

وأظهر ذلك مدى الكذب والعنجهية الأمريكية خاصة من قبل أوباما شخصياً، الذي حاول تغيير صورة الولايات المتحدة، وحاول تسويق نفسه كرئيس، وأنه وإدارته مختلف عن سلفه، وانه يسعى الى تطبيق مبادئ حقوق الإنسان والديمقراطية والعدالة، وتبين لاحقاً مدى الكذب والتزوير للحقيقة، وانه أراد تغيير الصورة من اجله هو، ومن اجل إدارته البشعة والمنحازة ضد القضية الفلسطينية والقضايا الإسلامية والعربية، وبين مدى الاستهتار بكرامة، ومشاعر المسلمين الإنسانية والدينية، وإهانة كبيرة للدين الإسلامي، وكأن أوباما والإدارة الأمريكية غير مصدقين مقتل بن لادن، ويخشونه حتى في موته، فقذفوه في البحر خوفاً من صورته، أو أن يتحول قبره الى مزار وملهم.

جاء مقتل بن لادن في وقت تغير فيه مزاج الجماهير العربية، التي آمنت بالتغيير السلمي بعد نجاح ثورتي تونس ومصر، ما شكل مفاجأة للعالم، وفي مقدمته الولايات المتحدة، وما يجري في الوطن العربي من تحولات سياسية واجتماعية، وما سيكون لذلك من تداعيات كبيرة، ويبشر بخلق واقع عربي جديد سيكون له تأثير على المستوى العالمي، وريما يؤسس لنظام عربي مختلف، ويشكل مدخلا للاهتمام بالقضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

ما يتطلب من أوباما والولايات المتحدة أن تكون أكثر مصداقية في تطبيق شعاراتها المنادية بالديمقراطية واحترام الحريات والقوانين الدولية ومبادئ حقوق الإنسان وتطبيق العدالة في العالم، وهي كل لا يتجزأ، وكان عليها التعامل مع جثة بن لادن بالطريقة الإنسانية والإسلامية، وفي الوقت التي تقوم فيه بدعم الثورات العربية، وفرض العقوبات على بعض الأنظمة العربية التي تمارس القمع والقهر ضد شعوبها، نجدها تمارس سياسة الكيل بمكيالين تجاه ما يجري في فلسطين، وتنسى أن هناك شعب ما زال تحت الاحتلال وترتكب بحقه الجرائم بشكل يومي.

وبرغم الجدل الذي كان سائدا في السابق حول بن لادن والصمت العربي حول طريقة الأخذ بالثأر منه ومقتله على طريقة القبائل في العصور الغابرة، وهو مستمر في الكذب على العرب، و لم يستطع كسب ود العرب، وهم حتى الآن لم يصدقوه، ليس فقط لأنه أهان مشاعر المسلمين والعرب في طريقة مقتل بن لادن ودفن جثته، وعدم إكرامها، فمواقفه تتضح يوما بعد يوم في التعامل مع القضايا العربية، وانه ليس مختلفاً عن سلفه بوش، ووسيط غير نزيه، ومنحاز لجانب دولة الاحتلال، وحكومتها الأكثر يمنية وعدوانية في العالم.


المصدر