القدس توحدنا في ذكرى يوم الأرض

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
القدس توحدنا في ذكرى يوم الأرض
الاقصى.jpg


بقلم : زهدي إبراهيم الشيخ عيد

الثلاثون من آذار تتعلق به نفوسنا كفلسطينيين وأعيننا في كل أرجاء المعمورة لأنه يوماً ارتبط بالأرض التي هي اعز وأغلى ما نملك فهي بالنسبة لنا بمثابة العرض وهي تعني لنا كلمة سر بقائنا فهي إما أن نكون أو ألا نكون .

يتزامن يوم الأرض لهذا العام مع المساعي الجادة المبذولة لإنهاء الانقسام الفلسطيني وذلك من خلال المبادرات المختلفة إضافة إلى الحراك الشعبي الذي يقوده بالدرجة الأولى الشباب كما انه يتزامن مع تشديد الإجراءات الاستيطانية التي تدعمها حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل ولا تقل أهمية تزامن يوم الأرض فيما سبق عن أنها تأتي في هذا العام الذي يتطلع فيه شعبنا إلى استحقاق سبتمبر الذي من المفترض أن يشهد قيام الدولة الفلسطينية المستقلة .

إن يوم الأرض له مكانة خاصة وتأثير عظيم كما انه يعمق الوعي السياسي لدينا كفلسطينيين لأنه في مثل هذا اليوم من العام 1976 م انتفض أهلنا في الداخل في إضراب شامل ضد مصادرة آلاف الدونمات من أراضيهم على أيدي القوات الصهيونية متحدية ولأول مرة بعد احتلال فلسطين عام 1948 م وكان هذا اليوم هو الذي اسقط القناع عن الكيان الصهيوني الذي كان يدعي أو يعتقد البعض انه متقبل لأي أقلية دينية أو عرقية غير يهودية على ارض فلسطين .

إن الأرض هي مركز الصراع ولب القضية وبقائنا مرهون بالحفاظ عليها والتمسك بكل شبر منها فالصراع مستمر منذ ثلاثون عاما حتى يومنا هذا ولا يزال الكيان الصهيوني يتبع سياسة مصادرة الأراضي وبوتيرة تتصاعد بشكل لافت تكاد تصل إلى أعلى مستوياتها في عامنا هذا معتمدا بالدرجة الأولى على انقسامنا كفلسطينيين على أنفسنا وانشغال العالم بأحداث ومتغيرات من حولنا ويزيد من هذا التصاعد ضعف الإدارة الأمريكية الحالية بالإضافة إلى وجود حكومة يمينية ترأس دولة الاحتلال والتي تعبر عن المستوطنين الأكثر تطرفا والذين يحاولوا قضم اكبر مساحة ممكنة من أراضينا وخاصة في القدس والأغوار دون إغفال باقي أراضي الضفة بشكل عام قبل استحقاق سبتمبر بل وفي محاولة لإفشال هذا الاستحقاق والذي إذا نجحت المساعي الفلسطينية في تحقيقه فإنها ستصطدم بواقع رهيب يمثل دولة مسخ عبارة عن تكتلات منفصلة ناهيك عن الفصل الجغروسياسي بين غزة والضفة بسبب الاحتلال والانقسام .

إن ما يميز يوم الأرض منذ ثلاثون عاما هو خروج جماهير شعبنا بشكل عفوي إلى الشارع دونما تخطيط وان تقود تلك الجماهير نفسها وبشكل منظم وهذه الميزة التي نتطلع لها اليوم في الأراضي الفلسطينية على وجه الخصوص حيث أننا اليوم أحوج ما نكون إلى النزول للشارع من كافة أبناء شعبنا أينما وجدوا ليشكلوا قوة ضغط شعبية ورسالة واضحة وصريحة لا لبس فيها بأن الشعب يريد إنهاء الانقسام على طريق إنهاء الاحتلال ومن هنا فإننا ندعو أجهزة الأمن في كلا من غزة والضفة إلى احترام حرمة هذا اليوم والتعامل بوطنية ومهنية مع أبناء شعبنا الذين ندعوهم إلى التظاهر السلمي والمشاركة الفاعلة في الحراك الشعبي لإنهاء الانقسام والاحتلال

كما وإننا ندعو أطراف النزاع إلى احترام إرادة الشعب الذي هو مصدر السلطات والاستفادة من هذه الأجواء الايجابية التي يوفرها يوم الأرض الخالد وليكونوا على قدر المسئولية وعند حسن ظن الشعب بهم وليتجاوبوا مع المبادرات المطروحة لإنهاء الانقسام وإعادة اللحمة لشطري الوطن وندعو الجميع بدون استثناء إلى تبني مبادرة " القدس توحدنا " لإنهاء الانقسام فأن لم تكن القدس توحدنا فما الذي سيوحدنا إذن ؟؟؟

ونؤكد مرة أخرى عن استعدادنا التام لمناقشة هذه المبادرة مع الجميع للخروج من هذا المأزق المهين للأرض والإنسان .

زهدي إبراهيم الشيخ عيد

المنسق العام للحملة العالمية لنصرة القدس " القدس توحدنا "


المصدر