انفلونـزا الخنازيـر وقـرار وزراء الصحـه العـرب

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
انفلونـزا الخنازيـر وقـرار وزراء الصحـه العـرب

بقلم:الدكتورعبدالحميدالقضاة

اعتقد ان قرار وزراء الصحه العرب الاخير الذي استثنى كبار السن وصغارهم ( اكبر من65 واقل من12 سنه ) كما استثنى مرضى السكري وضغط الدم والكبد والكلى والسمنه ومرضى الاستقلاب قد تجاوز الحد المطلوب وسيحرم الكثيرين من الحج دونما مبرر مقنع...... فانا ارى ان الجزء الاول من القرار صحيح .

فرغم ان هذا الوباء أقل خطورة على البشر من غيره ، الا أن نسبة الذين ماتوا بسببه لا يتعدون واحداً من كل مائتي مصاب، وهم ممن عندهم ضعفٌ في جهاز المناعة إما لصغر سنهم أو كبره ، اما الجزء الثاني وهو استثناء مرضى السكري والضغط......الخ فلا داعي له لانه سبب غير مقنع علميا ولا منطقيا .

واعتقد انه اضفى على القرار كله جوا من الشك والريبة وافسد ضرورة الجزء الاول في اذهان الناس . لهذا فانا ادعو الى التراجع عن هذا الجزء من القرار والغائه للاسباب التاليه :

اولا : ان.نسبة المصابين باحد هذه الامراض المزمنه في العالم العربي ربما تتجاوز الخمسين بالمائه خاصة عند من تجاوزت اعمارهم الخمسين عاما..وهم الفئة الاكثر طلبا للحج... فهل حرمان هذه الشريحه العريضه القادره جسميا امر منطقي ؟

ثانيا  : كل دول العالم وخاصة الموبؤة منها ( امريكا واوروبا مثلا) تشجع السياحة وتدعو لها بل ترحب با لجميع ولم تستثن احدا لا من ناحية العمر ولا من ناحية المرض رغم انها بلاد موبوءه وتعرف طبيعة هذا الوباء وسرعة انتشاره.

ولم تطلب من مواطنيها عدم السفر. كما انها لم تعتذر عن استقبال احد على اراضيها .فهل يا ترى هم جهله ام متخلفون ام لايهتمون بمواطنيهم ؟ ....لا , بل يعرفون جيدا طبيعة هذا الوباء ويعرفون كيفية التعامل معه.

ثم لم نسمع يوما انهم قننوا او طلبوا من الالاف المؤلفه من المسيحيين الاصحاء او المرضى ان يؤجلوا زيارتهم للفاتيكان كل يوم احد !!! .

ثالثا : كل ما تطلبه منظمة الصحه العالميه من الناس هو ان يغسلوا ايديهم كل ساعتين مره , والبعد عن مخالطة المصابين ولبس الكمامات عند الضروره واخذ المطعوم حال توفره.......وهل هناك معتمر او حاج الى بيت الله الحرام الا ويقوم باكثر من هذا ..., يغسل يديه ويتوضأ مرات و مرات في اليوم , وهل الوضوء الا غسل متكرر للمناطق المكشوفة من جسم الانسان ليزيل ما علق بها من جراثيم وغبار .

ولهذا فنحن بحاجه إلى المزيد من الإلتزام بالأوامر الإسلامية ، فعدا عن تكرار الوضوء يقول لنا صلى الله عليه وسلم " بركةُ الطعام الوضوء قبله والوضوء بعده " ثم إتباع آداب العطاس لمنع انتشار الرذاذ ، ثم السلام بالمصافحة لا بالتقبيل حسب اوامر الحبيب المصطفى....وللمزيد من الإحتياطات لابد من إستعمال الكمامات لُمخالطي المصابين وفي التجمعات الكبيره .

مع اخذ المطعوم حال توفره.اذن فالحاج الملتزم باوامر ربه يقوم باكثر مما تطلبه منظمة الصحه العالميه . ليحصل على الاجر والثواب فضلا عن الصحة والعافيه .

رابعا : أشهد بأن الجهود العظيمة والمتجددة التي يقوم بها المعنيون بخدمة الحرمين الشريفين تستحق الإعجاب والثناء والدعاء . فهم يأخذون بكل الأسباب الممكنة .

ورغم ضخامة هذه الجهود وتكاليفها الباهضه وضرورتها بنفس الوقت إلا أنني أعتقد أن ما يجتمع عندهم من بشر وميكروبات مسببة للأوبئة من كل حدب وصوب ...لا يمكن بحال من الأحوال أن تكون هذه الإجراءات كافية لوحدها لصدها ومنع اذاها ...وهنا تتجلى قدرة الله وتوفيقه وحفظه لضيوفه في حرمه المقدس .وقبوله ومباركته للاسباب البشرية التي اتخذت,على ضعفها بجانب قدرة الله القاهره.

فلو كانت الأسباب المتخذه لوحدها تمنع انتشار هذا الوباء, فلماذا لا تفعل فعلها في أمريكا وأوروبا ؟؟!!..وهل الأسباب الوقائية المأخوذة في المملكة العربية السعودية أكثر منها في الولايات المتحدة الأمريكية ؟؟ أم هو حفظ الله تبارك وتعالى لزوار بيته من حجاج ومعتمرين !!

وكيف نفسر ونفهم اذن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي رواه البخاري و مسلم بان الدجال والطاعون لا يدخلان المدينه المنوره (" على ابواب المدينة ملائكه.لا يدخلها الطاعون والدجال) رواه البخاري ومسلم.

فالأخذ بكل الأسباب الممكنة واجب شرعي وضرورة بشريه لا بد منها ..ولا يختلف عليها عاقلان.ولكن ذلك وحده لا ولن يكفي . ولو كان يكفي ويمنع.. .

فكيف اذن نفسر حدوث حوالي مليون إصابةللان في الولايات المتحدة الأمريكية لوحدها !! هل هولاء القوم لا يأخذون بالأسباب العلمية والصحية ؟!!

ام هم جهلة, ونظامهم الصحي متخلف ؟ !!إذن مع الأخذ بالأسباب لابد ان نوقن قبل ذلك وبعده من ان إرادة الله هي التي تسير الأمور حسب مشيئته.. .أما نحن البشر فعندما ناخذ بالاسباب الصحيحه نكون قد خرجنا من دائرة التقصير والاتكاليه وعملنا ما نستطيع حسب الفهم الصحيح للدين.

خامسا : وهذا هو الأهم بنظري, فبحكم إختصاصي بالجراثيم الطبية ، أعتقد أن ميكروبات الأوبئة المختلفة من فيروسات وبكتيريا وفطريات وطفيليات ، تجتمع كل عامٍ بأعداد لا يعلمها إلا الذي خلقها مرات ومرات في مكة المكرمة والمدينة المنورة مع الحجاج والمعتمرين الذين يأتون من كل أصقاع الدنيا مع اختلاف عاداتهم وتباين مستوى معرفتهم ونظافتهم ، ففيهم من أجهل الناس إلى أعلمهم ، جاءوا من أفريقيا ومعهم ميكروبات أوبئتها الخاصة وشرق وجنوب شرق آسيا بجراثيمها الاخرى .... يجتمعون ومعهم مليارات المليارات من الميكروبات الممرضة... ومع هذا كله لم نسمع يوما عن إنتشار وباء الكوليرا أو التوفئيد أو الدفتيريا أو الحصبة ..او غيرها بين الحجاج و المعتمرين..!! فما سر ذلك يا ترى ؟؟!!

فقد رصدت أكثر من مائة نوع من هذه الميكروبات التي تُسبب أوبئة مختلفة مع حجاج أفريقيا و أهل الشرق وحجاج الغرب ...... وهي تتواجد بمليارات المليارات معهم وعليهم ، وتتكاثر بسرعة أكبر في الجو الحار ، فدرجة الحرارة في المناسك مناسبة جداً لتكاثرها ، و اجسام الحجاج مرهقة ومتعبة من السفر الذي بدوره يُضعف فعالية جهاز المناعة عندهم ، كلها عوامل مواتية وجاذبة ومشجعة للميكروبات لإحداث أمراض تنتشر إنتشار النار في الهشيم عند هذا الجمع الهائل من الحجاج .

ورغم أن السلطات الصحية السعودية تأخذ بكل الأسباب الممكنة ، وتوفر أقصى ما يستطاع من درجات النظافة ، إلا أن ذلك لوحده بأي حال من الأحوال ، لا يمكن أن يكون كافيا للوقوف أمام هذه الجيوش الجراره ، التي لا تعد ولا تحصى من الميكروبات المختلفة ، التي لا تقف دقيقة واحدة دون أن تتكاثر ، إذ أثبت علماء الجراثيم أن الخلية البكتيرية الواحدة تصبح مليارا بعد عشر ساعات !!....

ومع هذا كله لم نسمع يوما عن وباء الكوليرا ( علما ان السلطات الصحية السعوديه تكشف حوالي ثلاثين حالة كوليرا كل عام في موسم الحج كما صرح الدكتور حسين الجزائري , المدير الاقليمي لمنظمة الصحه العالميه ) قد إجتاح الثلاثة ملايين حاج ، الذين يجتمعون في صعيد واحد وفي وقت واحد ، يشربون من نفس الماء ويتنفسون من نفس الهواء بل وياكلون نفس الطعام !!.

وسر الأسرار في ذلك كله ، كما أعتقد ، أنها ميكروبات ممرضة كثيرة مع وقف التنفيذ بامر الله...!! فهؤلاء الحجاج والمعتمرون هم ضيوف الرحمن .....!!

ومن اكرم على صفوة العباد من خالقهم... خاصةً في بيته المقدس ...!! نعم ميكروبات معطلة القدرة بأمر الله .....!! لأنها جندي مطيع من جنوده الكثيره ( وما يعلم جنود ربك إلا هو ) .

والدليل على ذلك من القران الكريم ، حيث يقول الله تبارك وتعالى في سورة البقرة ( أوْ كَالَّذِي مـَرَّ عَلَى قَرْيَـةٍ وَهِـيَ خَـاوِيَةٌ عَلَى عُـرُوشِهَا قَالَ أَنَّـى يُحْـيي هـذِهِ اللهُ بَعْـد مَوْتِهَا فَأَمَاتَـهُ اللهُ مائَةَ عـامٍ ثـمَّ بَعثـهُ قـَال كَـمْ لَبِثْتَ قَََـال لَبِثْتُ يوماً أو بَعـضَ يومٍ قَـال بل لَبِثْتَ مائةَ عـامٍ فانظُر إلى طَعَامـِكَ وشرابِكَ لـم يَتَسَنَّه وانظُرْ إلى حِمَـارِكَ ولِنَجْعَلـَكَ آيةً للنَّاسِ وانظُرْ إلى العِظَامِ كيف نُنشِـزُهَا ثُـمَّ نَكْسُوها لَحْمـاًً فَلَمّـَا تَبَيّـَنَ لَهُ قَـالَ أَعْـلَمُ أنَّ الله عَلَى كُلَّ شَيءٍ قَدِيـرٌ ) .

ففي هذه الآية الكريمة ، يذكر الله تبارك وتعالى عن الطعام والشراب بأنه لم يتسنه ، أي لم يفسد ، بمعنى لم تحلله البكتيريا وتخربه كما تفعل عادة ، وكما هو مألوف لدينا رغم أنه مكث مائة عام ، وفي الأحوال العادية اي سنة الله في الكون أن لا يمكث الطعام والشراب في العراء أكثر من عدة أيام ، حتى تتلفه الميكروبات و يتحول إلى مواد أخرى كليا ، ولا يبقى طعاما على الإطلاق .... !!

إذن أوقف الله تبارك وتعالى فعل الميكروبات الموجودة على الطعام والشراب والموجوده في الهواء المحيط ، فلم تحرك ساكناً ، بل كانت جنديا مطيعا لأمر ربها ....!!

وفي نفس الآية الكريمة يأمر الله تبارك وتعالى الميكروبات الموجودة في جسم الحمار أن تُحلل لحم الحمار وعظامه .....!! لهذا أصبح تُرابا كغيره من المخلوقات عندما تتفسخ وتتحلل بفعل الميكروبات التي خلقها الله لهذا الغرض .

ثم أراه الله الآية العظيمة امام عينيه كيف ينشز الله العظام من العدم ثم يكسوها لحما ، فيعود حماره امامه كاملا , كما تركه قبل مائة عام . فلما راى ما حصل امام عينيه قال ( قَـالَ أَعْـلَمُ أنَّ الله عَلَى كُلَّ شَيءٍ قَدِيـر ) .

ففي الحادثة نفسها في هذه القصة ، نرى وبمنطوق القرآن الكريم حالتين مختلفتين تماما ، لهما علاقة بالميكروبات وطاعتها المطلقه لخالقها  :

الأولى : أوقف الله تبارك وتعالى فعل الميكروبات فلم يتحلل الطعام والشراب رغم مرور مائة عام.وهذا عكس المالوف والمعروف.

والثانية : أجرى الله سنته ، وترك الميكروبات على سجيتها تقومُ بعملها المعتاد ، فتحللَ الحمارُ كلياً .كما يحدث لغيره بالعاده.

وأخيراً : فانا مع الأخذ بالأسباب ومع الجزء الاول من قرار وزراء الصحة العرب ولست مع الجزء الثاني اطلاقا.

واطالبهم بالغائه لانه بنظري ليس في محله ولا مبرر له واطالب الحكومات بعدم الاخذ بهذا الجزء ليقيني بأن الله تبارك وتعالى سيكرم الآخذين بالأسباب الصحيحه شريطة ان يوقنوا بان الامر كله بيد الله " ولله الأمر من قبل ومن بعد ولكن أكثر الناس لايعلمون " .

فالميكروبات مخلوقات مطيعة ، وجنود جاهزة لتنفيذ أوامرخالقها دون تلكأ وتباطئ أو كلل وملل . نعم هي ميكروبات ممرضة ...ولكن مع وقف التنفيذ بقدرة خالقها خاصة في البيت العتيق.... حرمـه المقدس .....!!فلا غرابة فهم ضيوف الرحمن وخاصته ....وهم في رعايته وحفظه فلا تقلقوا عليهم من إنفلونزا الخنازير.

المصدر