بيوت النواب.. نظرة من الداخل
تحقيق- روضة عبد الحميد
2006-19-08
مقدمة
كل بيت مكون من أب وأم وأبناء يمارسون حياتهم بشكلٍ طبيعي هادئ حتى يحدث تغيرٌ في مسئولياتِ الأب خاصةً إذا ارتبط ذلك بالعملِ العام كأن يُصبح الأب نائبًا في مجلس الشعب، وهنا يحدث التأثير على مستوى رعايةِ الوالد وممارسته لدوره، أي أنَّ هناك تكلفةً أو ضريبةً تدفعها الأسرةُ إزاء ذلك خصوصًا إذا كان ربُّ هذه الأسرة عليه أن يُلبي احتياجات كل أبناء دائرته.
إنَّ المطلوبَ من النائبِ في هذه الحالةِ أن يكون في عون كل محتاجٍ، صادقًا في كل ما وعد الناس التي ترى أن حقَّها أن تُجاب لها طلباتها بعد أن منحته ثقتها، ولكن ترى كيف تسير بيوت النواب من الداخل؟.
عمل عام
ونبدأ بحنان كريمة النائب "محمود مجاهد" التي تقول إن والدها أصلاً قريبٌ من الناس وبطبيعةِ الحال كان يساعد في حل مشاكلهم مثل الطلاق والنزاعات الشخصية، وخلال فترة الانتخابات كنا معه في كلِّ ما يقوم به، فكان عملاً جماعيًّا بالنسبة لنا، ولم نشعر ببعده أو انشغاله عنا، وإن كان هو من البدايةِ مشغولاً، وبالطبع زادت انشغالاته لكنه ليس بعيدًا عنا ويحاول تعويضنا عن فتراتِ انشغاله في الفتراتِ التي يكون فيها معنا؛ وأما عن طبيعة الأضواءِ فأكدت أنَّ احترامَ الناس لهم شيء عادي، وأكملت وبالطبع نحن لا نذهب لأي مكانٍ نقول فيه أنا بنت فلان!!! ولو قلت ذلك فسيكون بتكبر.
قدوة
ويؤكد محمد- طالب بأولى تجارة- نجل النائب "أحمد الخولاني" أنَّ لدى والده مسئولياته التي أصبحت كبيرةً جدًّا، ويضيف: نحن جميعًا سعداء بنجاح تلك القوة، وذلك التيار الذي يخاف على البلد وناسه؛ ولكن لم يُخفِ محمد معاناته من أنَّ الناس أصبحت تنظر إليهم على أنهم قدوةٌ ولا بد أن يكونوا متفوقين.
وتُشاركه الرأي والدته "الأخصائيه الاجتماعية مريم توفيق زوجة البرلماني" أحمد الخولاني قائلةً: إن مسألةَ الانشغالات مفروغٌ منها والتليفونات زادت جدًّا، فمعظم الناس "غلابة" وتظن أن عضو مجلس الشعب سيحل كل المشكلات؛ وأضافت: إننا نبذل جهدنا ونُقدِّر موقفه والحمد لله.
الأم هي المحور
أما مصعب أكرم الشاعر 23 سنة بكالوريوس طب- فيؤكد أنَّ في بيوتِ النواب تصبح الأم هي المحور الرئيسي، ففي بيتٍ مثل بيتهم؛ حيث أربع أبناء يدرسون الطب، وحيث انشغل والده تمامًا فوجوده محفوظ، فهو يعود للمنزل قبل الفجرِ بشيء بسيط وأحيانًا بعده؛ حيث إنه قد يبدأ عيادته من الساعةِ الحادية عشر إلى الفجر.
وتقول لنا سعاد مرسى- ربه بيت- زوجة النائب "صبحي صالح" أنه فرق شاسع بين حياة الأسرة قبل البرلمان وبعد دخوله؛ فبعد الانتخابات انشغل زوجي أكثر في القاهرة، وأصبح يقضي بالأسبوع هناك وحتى إجازة المجلس ممكن أن ينزل خلالها لجان القاهرة وخلال الأسبوع ينزل الدائرة يمرُّ على الناس.
وتضيف: وقد بذلنا جهدًا في تنظيمِ الوقت حتى أصبح عندنا يوم للبيت وطلباته و"مشاويرنا" غالبًا خلال أسبوع إجازة المجلس فننزل لها في الأسبوع مرة واحدة؛ أما عن تأثير البرلمان على حياتهم برغم تلك الانشغالات فأكدت لنا أن هناك تأثيرًا إيجابيًّا على حياتهم؛ حيث إنَّ الأولاد أصبحوا يتحملون المسئوليةَ بصورة أكبر، وكل مَن يقدر على تحمُّل نوعٍ من المسئولية في البيت فيتحملها وطبعًا الأب يكون معنا بالتليفون.
توفيق ورضا
وتقول هالة محمد حافظ ليسانس آداب زوجة البرلماني "حمدي حسن": كان أثر دخوله البرلمان علينا صعبًا؛ حيث خلق تغييراتٍ في حياتنا؛ لأن الأولاد لم يعودوا يرون أباهم، وأصبحت معظم احتياجات البيتِ عليَّ أنا، ولكن كلهم يتحملون المسئولية ورغم ذلك، فهم بالتأكيد في حاجةٍ لوالدهم بشكلٍ أكبر؛ حيث إنَّ وجودَه في البيتِ قليل.
وأضافت: لكن الحمد لله نحن راضون، ونشعر أننا نعمل شيئًا لله، وهذه هي ضريبة العمل العام، وفي الجولات الانتخابية كان المردود إيجابيًّا، وهو ما أدخل علينا شعورًا بالبهجةِ والسعادة، والأولاد كانوا فرحين أنهم يحققون شيئًا مع والدهم.
المصدر
- بيوت النواب.. نظرة من الداخلإخوان أون لاين