تعليمات جديدة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

من كتاب (تاريخ الإخوان المسلمين فى حرب فلسطين)ل كامل الشريف

تعليمات جديدة


الحلقة السابعة:

تعليمات جديدة:

بعد وصول قوات الجيش المصري إلى فلسطين أصدرت أوامرها إلى قائد قوات المتطوعين البكباشي أحمد عبد العزيز، باعتبار المتطوعين قوات خفيفة الحركة، تنتقل بسرعة أمام الجيش وتقوم بالأعمال الفدائية.. وبالفعل تم تنفيذ الأوامر بذلك، وتحركت قواتنا في اتجاه بئر السبع عبر صحراء النقب، وفي الطريق وقبل الغروب اكتشفنا مستعمرة "تل العمارة" وتبعد عن الطريق بحوالي خمسمائة متر، فتوقفت القوة، وبدأت في قصفها بالمدفعية حتى اشتعلت فيها النيران، وعاودنا السير حتى وصلنا إلى بئر السبع، وهناك كان الاستقبال حارًا، مثلما استقبلتنا من قبل "خان يونس" و"غزة" وعسكرت القوة في مدرسة بئر السبع..

وفي صباح اليوم التالي أمر البكباشي أحمد عبد العزيز اليوزباشي عبد المنعم عبد الرؤوف بأنه يتجه إلى بلدة "العوجة" وأن يستقر بها حتى صدور أوامر أخرى، وأعطاه فصيلتين من الإخوة الليبيين، ومجموعتين من المصريين، واتجه عبد المنعم عبد الرؤوف إلى العوجة، ولكنه وجد أن قرية "العصلوج" محاطة بعدد من المستعمرات، وأن استيلاء اليهود عليها يهدد بقطع الطريق بين مدينة الخيل وبئر السبع، وتم التخطيط لضرب مستعمرة "بيت إيشيل" المواجهة لمدرسة بئر السبع، والقريبة جدًا من المدينة واشترك في التنفيذ الملازم حسين حجازي والملازم حمدي واصف والملازم أنور الصبيحي الذي بدأ في توجيه المدفعية وقصف المستعمرة، وشاهدنا أبقار الفريزيان تجري هربًا من قوة النيران، وتوقفت المدفعية على إثر إصابة الملازم أنور الصبيحي بطلقة طائشة في جبهته، استشهد على إثرها، ودفن في مقابر بئر السبع.. وكان أول شهيد من الضباط الرسميين وهو أيضًا من المنتمين إلى الإخوان المسلمين..

ثم صدرت أوامر أخرى من قيادة الجيش بترك جزء من قوتنا في بئر السبع لحمايتها، حتى تصل إليها قوات من الجيش المصري، والتقدم ببقية القوة إلى الخليل – بيت لحم، وطلب القائد أحمد عبد العزيز من اليوزباشي محمود عبده البقاء هو وقواته في بئر السبع، ولم يتبق من كتيبتنا إلا خمس فصائل من الكتيبة الليبية وأربع فصائل من دول المغرب العربي، وكان اليوزباشي كمال الدين حسين قد عاد من القاهرة بعد أن تم علاجه مما أصيب به في معركة "كفار ديروم".

لم نكن نعرف سببًا لانتشار قواتنا الصغيرة وتوزيعها على مناطق متعددة، خصوصًا بعد تزايد عدد الضحايا من شهداء وجرحى.. وأذكر أن رئيس بلدية بئر السبع ظل يلح على القائد أحمد عبد العزيز كي يبقى لحماية المدينة، لكنه أخبره بأنه لا يستطيع مخالفة أوامر قيادة الجيش.. وتحركت قواتنا في اتجاه مدينة الخليل ثم إلى بيت لحم.. وصلنا مدينة الخليل بعد العشاء، حيث اتجه الركب على مسجد الخليل إبراهيم "أبو الأنبياء" عليه السلام وصلينا العشاء وزرنا قبر سيدنا إبراهيم عليه السلام وقبر السيدة زليخة وهي مدفونة داخل المسجد، ثم اتجهنا إلى مدرسة الخليل في أول البلدة للعسكرة فيها..

لم يكن بالخليل مستعمرات يهودية ولا بجوارها، والسبب كان في شدة بأس عائلاتها وتماسكها – وهم جميعًا مسلمون – على غير الوضع في مدينة القدس ونابلس التي كانت المستعمرات اليهودية تحيط بهما، خصوصًا مدينة القدس الجديدة، أما مدينة القدس القديمة فبها حي بالكامل يسكن فيه اليهود مع العرب تحت حماية الانتداب البريطاني، كما كان في الطرف الجنوبي لبيت لحم مستعمرة تسمى "كفار عصيون" طهرها رجال الجهاد المقدس الفلسطينيين بقيادة الشهيد حسن سلامة الذي استشهد في نفس المعركة وكان قد تسلم القيادة بعد استشهاد البطل المجاهد عبد القادر الحسيني..

أما مدينة بيت لحم التي ولد فيها السيد المسيح عليه السلام.. ففيها كنائس كثيرة وثلاثة أرباع سكانها من المسيحيين والربع مسلمون، وتقع بين الخليل والقدس فوق جبال ووديان.. وعلى الطريق المؤدي إلى القدس تقع مستعمرة "رامات رحيل" وهي مستعمرة كبيرة جدًا وبها عدة ثكنات مرتفعة وتتكون من ثلاثة أو أربعة طوابق، وبها أيضًا حظائر لتربية البقر الفريزيان والدواجن والمخازن الغذائية لتموين المستعمرات المجاورة لها والقدس الجديدة.

الهجوم على رامات راحيل:.

عاينت القيادة المستعمرة، وأعدت خطتها لاقتحامها، وكان قائد المدفعية في المعركة هو اليوزباشي كمال الدين حسين، واستخدمنا المصفحات اليهودية – التي اغتنمناها في الهجوم على رامات راحيل، لكن الهجوم بالمدفعية لم يسفر عن النتيجة المطلوبة، وحدثت لنا خسائر كبيرة لأن العصابات الصهيونية كانت تقيم المستعمرات على أساس الاستعداد لحرب قادمة، فتبنى الدشم المسلحة والخنادق تحت الأرض وتمدها بالمياه والكهرباء.. وقد رأيت بعيني هذا الاستعداد بعد دخولي المستعمرة في التاسع عشر من مايو 1948م.

بعد انتهاء مهمة المدفعية رابطت قواتنا بقيادة الأخ المجاهد أحمد لبيب الترجمان بالقرب من المستعمرة، وفي اليوم التالي اقتربنا أكثر من المستعمرة.. كان عددنا حوالي 35متطوعًا وسرنا كيلو مترين على الأقدام بين الجبال الوعرة والوديان، وتعرضنا للإرهاق الشديد، خصوصًا وأننا كنا نجر مدافع الهاون الثقيلة وصناديق الدانات، وكل صندوق به ثلاثون دانة، لكن الإيمان والروح المعنوية كانت عالية جدًا بين الجميع.. كانت بلدة صور باهر عن يميننا ودير مار الياس عن شمالنا، وأخذنا مواقعنا خلف المستعمرة بقيادة الأخ أحمد لبيب الترجمان، وصدرت الأوامر للمدفعية بإطلاق النار، فأطلقت ثلاثمائة قذيفة وتحت ستار الدخان، تقدم الجنود المتطوعون المشاة على داخل المستعمرة مكبرين: الله أكبر ولله الحمد، فبثوا الرعب في قلوب الأحياء من اليهود، وأصابهم الذعر فانسحبوا من خنادقهم إلى المستعمرات المجاورة، وعندما صعد الإخوان إلى الدور الأخير لأول مبنى في المستعمرة، قام أحد الإخوان مؤذنًا، وقام اثنان بالنفخ في البروجي وثالث رفع العلم، وأدى ذلك كله لإرباك العصابات اليهودية بصورة كبيرة.

أفاق اليهود من المفاجأة فبدأوا يتجمعون ويحاولون دخول المستعمرة مرة أخرى، فشرعنا في حرقها ونسف بعض البيوت، واشتدت المعركة رغم قلة عددنا بالنسبة لمساحة المستعمرة واستحكاماتها ودشمها وخنادقها.. وجاء البدو الذين يعيشون بالقرب منها لسلب ما فيها من غنائم الأبقار والدجاج والمواد الغذائية والملابس وغيرها وهي كثرة.. أما نحن فقد اتخذنا مواقعنا داخل المستعمرة لمهاجمة اليهود، وكان بجوار باب المستعمرة دشمة مسلحة دخلتها مع أحد الإخوان، وعندما اشتد الهجوم، كان لابد من ترك المكان، وخرج الأخ الذي كان معي مسرعًا، فأصيب، لكنه استطاع النجاة بفضل الله، وبقيت أنا داخل الدشمة حتى حانت الفرصة فخرجت مسرعًا ولم أصب بسوء والحمد لله.

وفي اليوم التالي واصلت العصابات اليهودية محاولاتها المضنية لدخول المستعمرة، واستولوا على البيوت القريبة منها لتكثيف الهجوم، وفي تلك الأثناء حضرت قوة من الجيش الأردني وبعض الفلسطينيين لمساعدتنا، وظلت المعركة طوال الليل، دون أن تصلنا أية تعزيزات من الأسلحة أو الذخيرة أو المواد التموينية، واضطررت إلى الذهاب إلى القيادة لأبلغها بذلك، وحضر من القيادة اليوزباشي كمال الدين حسين ومعه المؤن، وكانت المستعمرة قد انقسمت إلى قسمين، قسم مع القوة العربية والإخوان والثاني مع العصابات اليهودية.

ثم أصدرت القيادة أمرً للأخ أحمد لبيب الترجمان بسحب القوة من مستعمرة رامات راحيل إلى مركز القيادة، وتركها للفلسطينيين، والاكتفاء بنيران المدفعية الرابضة خلف المستعمرة في الناحية المواجهة لمدينة القدس، وتم تكليف الأخ حسين حجازي بأخذ جزء من القوة والعسكرة في صور باهر في مواجهة رامات راحيل.

تشتت القوات:

وبهذه التوزيعات إلى مواقع متعددة مثل الفالوجا والعسلوج وبئر السبع والظاهرية والخليل وبيت لحم وصور باهر تشتت قوات المتطوعين مما أثر على مكاسبنا خصوصًا مع الصدمة الكبيرة التي أحدثها قرار الحكومة المصرية بمنع المتطوعين الحاصلين على إجازات قصيرة من العودة إلى فلسطين مرة أخرى، وكان هذا القرار خاطئًا بكل المقاييس العسكرية والوطنية والدينية وكان له انعكاسات سيئة بعد ذلك.. واشتد ضغط اليهود القادمين من المستعمرات الأخرى حتى استعادوا السيطرة مرة أخرى على رامات راحيل وأخرجوا منها قوة الجيش الأردني والفلسطيني، بعد أن دمرت تمامًا.. لكننا خسرناها كموقع استراتيجي مهم، لأنها – كما قلت – تقبع فوق ربوة عالية، وتشرف على منطقة القدس الجديدة، وكذلك جميع المستعمرات المجاورة، ولكن قدر الله وما شاء فعل.

وبالرغم من الإرهاق الشديد للقوة التي كان يرأسها الأخ أحمد لبيب الترجمان، والتي ظلت لمدة 45يومًا متواصلة تتحرك في منطقة أخرى من خان يونس إلى معسكر النسيرات إلى معسكر البريج إلى بئر السبع والخليل ثم إلى بيت لحم، وتشارك في المعارك، إلا أننا فكرنا في تكوين قوات كوماندوز لتنفيذ عمليات محدودة وسريعة، وكانت بجوار صور باهر مستعمرة تسمى "تل بيوت" بها أربع ثكنات كبيرة، وبعد أن استوطن الأخ حسين حجازي في المنطقة، وأقام علاقات مع الأهالي خصوصًا المجاهدين منهم، وعلى رأسهم شقيقين هما: أبو محمود وعبده، وكانا يرأسان القوة المسلحة من أبناء صور باهر وهم رجال بمعنى الكلمة وتعاونوا مع قواتنا بشكل كامل.. بدأ الأخ حسين حجازي في إعداد خطة لنسف مستعمرة "تل بيوت" وأعد المواد الناسفة واختار أخوين من قوتنا هم الأخ يوسف والأخ كمال عبد الجليل واثنين من قوة "أبو محمود" من أهالي صور باهر.. وتحرك الأربعة ومعهم الأخ حسين حجازي إلى المستعمرة في حيطة وحذر شديدين.. ويحمل كل منهم 4صناديق ألغام وقنبلتين من نوع الميلز، وساروا لمدة كيلو متر.. ووضعوا الألغام بجوار المبنى ومدوا فتيلا بطيئًا وأشعلوه وانسحبوا إلى الخلف.. وما هي إلا لحظات حتى انفجرت البيوت الأربعة، وكانت فرحتنا كبيرة لنجاح هذا العمل الفدائي.. كان ذلك في يوم 3من يونيو 1948 م، ويشاء القدر أن يكون هناك "عرس" في صور باهر في نفس اليوم، فاعتبرت العملية الفدائية هدية للعروسين.

أحدث الانفجار دويًا هائلا في المنطقة، ولم تكن القيادة على علم به، وعندما سأل القائد أحمد عبد العزيز عن الانفجار، أبلغه الأخ حسين حجازي بنسف "تل بيوت" دون أي خسارة في القوة المنفذة للعملية الفدائية، وكانت فرحة القيادة كبيرة، وفي اليوم التالي زار القائد المنطقة ليرى بنفسه أثر العملية الفدائية، ورأى المباني الأربعة للمستعمرة، وهي مستوية تمامًا مع الأرض، وكان برفقته بعض المصورين الصحفيين من مجلة "المصور" وصحفي من "أخبار اليوم" بالإضافة إلى الأستاذ محمد يوسف كبير مصوري جريدة "الأهرام".

ومن الطرائف التي تجريها أقدار الله سبحانه وتعالى أن إحدى الطائرات كانت تحوم حول المدرسة التي نعسكر فيها في صور باهر، ففهمت أنها تريد أن ترمي لنا شيئًا، فأعطيتها إشارة من مسدس الإشارة، فألقيت علينا بأشياء كثيرة منها مدفع هاون 81مللي وذخيرته وبنادق "استن" وبارشوتات وكانت فرحتنا كبيرة بهذه الغنائم، لأن قائد الطائرة اعتقد أننا من اليهود، فقد كانت الطائرة يهودية، واله يفعل ما يشاء ويختار!!.

كلام خطير:

وفي أحد الأيام التي تلت ذلك، جمعنا القائد أحمد عبد العزيز وخطب فينا قائلا: "أنتم خيرة شباب مصر ورجالها.. أنتم الصفوة ولن نعود إلى مصر إلا فاتحين بإذن الله تعالى، إن أمامنا فلسطين، سوف نخلصها من اليهود إن شاء الله، ثم نتجه إلى الدول العربية لنحررها من الاستعمار وأذنابه، أمامنا الأردن والعراق وسوريا ولبنان ثم نتجه إلى ليبيا وتونس والجزائر ومراكش "المغرب" ثم ندخل مصر إن شاء الله فاتحين، وهذه هي مهمتنا.."..

وأثناء الخطبة لاحظت أن المصور "محمد يوسف" التقط عددًا من الصور، وكان بيننا عدد من الصحفيين، وأيضًا أحد رجال المخابرات، ويدعى كمال صدقي الذي أصبح بعد ذلك من الحرس الحديدي "حرس الملك فاروق" كان كلام القائد خطيرًا جدًا، وأدركنا أنه لابد أن يصل إلى المسئولين لأنه يشكل خطرًا عليه وعلينا أيضًا.

وفي يوم 8 من يونيو 1948م تم الإعلان عن قبول الحكومات العربية لقرار الهدنة لمدة شهر، وكان قرارًا خاطئًا بكل المقاييس، خاصة بالنسبة للجيش المصري، فاليهود كانوا يدركون أنهم أصبحوا محاصرين من كل مكان، وأنهم لن يستطيعوا مد مستوطناتهم بالمؤن والأسلحة، ولكن بعد الهدنة، وفي اليوم الأول بدأت قوافل تموين المستوطنات اليهودية تتحرك أمام أعيننا دون أن يتعرض لها أحد، ولم نعد نملك إلا الحسرة والندم، الأمر الذي زاد من ألم النفوس وثبط الهمم والعزائم، وكان من نتيجة الهدنة المشئومة أن استولى اليهود على قرية العصلوج في أول يوم، مستغلين ضعف القوة التي تحميها، حيث كانت موزعة بين قرية "العوجة" و"العصلوج" على مفارق الطرق.

هاجمت قوة كبيرة من العصابات اليهودية قرية "العصلوج" تعززها المدرعات والمدفعية وكان عدد من المتطوعين الليبيين ضمن قوة الحراسة، وكانوا يفضلون العيش في المدن وليس في القرى، فتركوا الإخوان الثلاثة الباقين وانسحبوا، وواصل الثلاثة المقاومة حتى استشهدوا جميعًا بعد أن قاموا بنسف وتدمير الذخيرة والأسلحة التي كانت بحوزتهم حتى لا يستولي عليها اليهود، وهؤلاء المجاهدون الشهداء هم: عبد الوهاب البتانوني ورشاد محمد زكي، محمد حامد ماهر.. ولم يتمكن اليوزباشي عبد المنعم عبد الرؤوف من سحب أي عدد من قواته بالعوجة، التي كانت مركز تموين لقواتنا الأمامية في بيت لحم، خوفًا من استيلاء اليهود عليها، وبذلك يتم فصل قواتنا عن الأراضي المصرية.

وقام القائد أحمد عبد العزيز باستدعاء قوات الإخوان الموجودة في بئر السبع بقيادة الأخ محمود عبده، وكانت قوة كبيرة يصل تعدادها إلى حوالي 150أخًا، تم تدريبها في معسكر قطنا بسوريا، وانضم إليها عدد آخر من بيت لحم، ورجال "جاد الله" من عرب صور باهر وبدأ الأخ محمود عبده يصنع استحكامات ودشم خرسانية وخنادق، ولم يكن يفصل القوة عن مواقع اليهود أكثر من أربعين ياردة، وتحول المكان إلى ما يشبه القلعة المحصنة.

كان المجاهد اليوزباشي محمود عبده وهو من كرام الإخوان، هو الحاكم العسكري للمنطقة في صور باهر، والجميع يتلزمون بأمره، عسكريون ومدنيون لمعاملته الكريمة، رغم أنه كان شديدًا في عسكريته.. وكان من حسن معاملته للأهالي أنه كان يوزع الطعام على قواته، وعلى الفقراء من أهالي المنطقة من المؤمن التي تصل إليه، مما أشاع الحب والمودة بين القوات المجاهدة وبين أهالي صور باهر.