خبراء يسخرون من إجراءات السيسي لمواجهة كورونا
رامي ربيع
مقدمة
ما زلنا مع امتحان العالم، كورونا، الاسم الذى استحال فى مصر إلى الحذر بعد موجة غريبة من السخرية والتندر، هذه الموجة التي قادتها وسائل الإعلام الموالية لنظام الانقلاب في مصر، قبل أسبوعين، بمواجهة المخاوف المشروعة والمنطقية لتفشى الفيروس، تتحمل البلاد الآن تبعات استهانة أشد غرابة إزاء التوجهات الحكومية المعلنة لمكافحة انتشار الوباء، إلى الحد الذي تناشد فيه الحكومة المواطنين بأخذ تعليماتها على محمل الجد.
وفي محاولة لتقليص حركة المواطنين فى الشارع، أصدر رئيس وزراء الانقلاب قرارا بإغلاق المطاعم والمقاهي والمحال التجارية من السابعة مساء وحتى السادسة صباحا أمام الجمهور. قرار تفيد تقارير بأنه واحد من توجيهات سيادية تحاول تلافى فرض حظر للتجوال لما يترتب عليه من تبعات على الجيش والشرطة.
وتبدو إجراءات الحكومة للتعامل مع الوضع المعيشي من بين المفارقات اللافتة أيضا فى عالم المصريين الخاص، فبينما حملت الأسابيع الماضية أخبار أثرياء العالم وهم يتبرعون بمئات الملايين من الدولارات لمساعدة بلدانهم، كانت الأخبار لدينا تتحدث عن طمأنة الحكومة ودعمها للمستثمرين فى مواجهة مخاطر الأزمة.
طمأنة واجبة بعد حملة مطالبة رجال الأعمال بالتبرع، الحملة التى وجد فيها البعض إحراجا لهؤلاء الأثرياء، فكان رد نجيب ساويرس، رجل الأعمال ومؤسس حزب المصريين الأحرار، أكثر إحراجا للسائلين عن مواجهة كورنا، وذلك عبر تعليق مقتضب يرى فيه الصلاة أجدر من التبرع.
عمومًا لا يحتاج المصريون إلى مثل هذا الحرج، فتحدى الخير لا يعرف حدودًا، وهذا ما أثبته سعد سمير، لاعب المنتخب ومدافع النادي الأهلى، بلفتة إنسانية نحو الأسر الأكثر احتياجا فى مواجهة الوباء عبر إطلاقه مبادرة لتحمل تكاليف 20 أسرة من أجل البقاء في المنازل أطول فترة ممكنة.
خطوة جديدة
قناة "مكملين" ناقشت، عبر برنامج "قصة اليوم"، مستجدات الأزمة والتدابير الشخصية والعالية لاحتواء فيروس كورونا.
وفى خطوة جديدة لتقليص حركة المواطنين فى الشوارع والحد من انتشار فيروس كورونا فى مصر، أصدر رئيس الوزراء مصطفى مدبولى قرارا بتعليق عمل المطاعم والمقاهي وكافة المحال التجارية من السابعة مساء وحتى السادسة صباحا، حتى نهاية مارس الجاري، باستثناء المخابز ومحال البقالة والصيدليات.
وقد سبق لصحيفة العربي الجديد أن نشرت فحوى هذا القرار، أول أمس الأربعاء، نقلا عن مصادر حكومية أكدت أن اتخاذ هذه الخطوات جاء بتوصية مباشرة من وزارة الصحة التي ترى ضرورة تطبيقها بشك عاجل واتخاذ تدابير تحمل فى طياتها حظرا للتجوال.
الخطوة التي يحاول النظام تلافيها لوجود عدة اعتبارات لدى الجيش والأمن العام، وعلى رأسها خشية قيادة القوات المسلحة من احتكاك أفرد الجيش بالشارع، وبالتالي زيادة فرص تعرضهم للعدوى.يأتي هذا فيما تتواصل الانتقادات للإجراءات الحكومية المتبعة لاحتواء أزمة انتشار الفيروس، فى ظل تصاعد الدعوات لشديد التدابير الحمائية، فضلا عن التدابير الشخصية والمنزلية لاحتواء ظاهرة تفشى الوباء.
الدكتور ياسر الديب، استشاري مكافحة العدوى ورئيس قسم المكافحة بمستشفى الخور، رأى أن أعداد الإصابات بفيروس كورونا في أوروبا، تزايدت بشدة خلال المرحلة الأولى، أعقبها تراجع، ثم بدأت الأعداد في الزيادة مرة أخرى، مضيفا أن الزيادة كانت 5% منذ يومين، وأمس سجلت 9.5%، وهي زيادة كبيرة ليرتفع العدد الكلي إلى 227 ألف مصاب حول العالم، وإذا استمرت الزيادة بهذا القدر دون تحكم قد يتخطى عدد المصابين مليون شخص بنهاية شهر أبريل.
فيروس مسائي
وسخر الديب من قرار حكومة الانقلاب بغلق المحال التجارية والمطاعم والكافيهات في الفترة المسائية فقط، متسائلا: "هل الفيروس يعمل في الليل فقط وينام في النهار؟"، مضيفا أن طبيعة الفيروس تتصف بالرغبة في التكاثر عن طريق إصابة أشخاص آخرين، وحظر التجوال يسهم في تقييد الفيروس ووقف انتشاره فيسهل السيطرة عليه.
وأوضح الديب أن الفيروس أكثر بقاء في الهواء، ويظل في الهواء لمدة 3 ساعات، وهناك نوعين من العزل أفضلهما العزل الهوائي، مضيفا أن الفيروس يظل على الأسطح فترة طويلة وهذا مصدر خطورته.
بدورها رأت الدكتورة منى عمران، عضو مركز العلاقات المصرية الأمريكية، أن القرارات التي اتخذتها حكومة الانقلاب مؤخرا جاءت متأخرة جدًا بعد استمرار رحلات الطيران لإيطاليا والصين، رغم ارتفاع أعداد الإصابات في الدولتين في بداية الأزمة .
وأضافت منى أن الحكم على حجم الأزمة في مصر غير ممكن بسبب عدم وجود اختبارات وغياب الشفافية والثقة في تصريحات المسئولين الحكوميين، مشككة في تصريحات منظمة الصحة العالمية حول تفشي الوباء في مصر.
ورحبت منى بخطوة الإفراج عن عدد من المعتقلين السياسيين، مضيفة أن هناك ما يقرب من 100 ألف معتقلي سياسي في مصر، وهؤلاء يواجهون خطر كورونا بسبب التكدس في زنازين رديئة التهوية وتفتقر للنظام، محملة عبد الفتاح السيسي، قائد الانقلاب، وحكومته المسئولية عن سلامة المعتقلين.
المصدر
- تقرير: خبراء يسخرون من إجراءات السيسي لمواجهة كورونا بوابة الحرية والعدالة