دعوة الإخوان المسلمين دعوة عالمية وليست محلية

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث


دعوة الإخوان المسلمين دعوة عالمية وليست محلية
المستشار حسن الهضيبي المرشد االثاني للإخوان المسلمين

في 20 من رمضان سنة 1372 وفي الاحتفال بغزوة بدر القي الأستاذ حسن الهضيبي المرشد العام للإخوان المسلمين كلمة عن فهم الإخوان ومأخذهم للأمور وأسلوبهم في الجهاد والعمل :

أيها الإخوان :

أن ما تمتاز به دعوتكم أنها تذكر الناس بقرانهم وسنة رسولهم . هذا القرآن الذي طالما قراه الناس علي الأموات وما نزل ألا ليقرأه الإحياء فتكون لهم الحياة وصدق الله العظيم : ِ"يأيها الذين اًمنوا استجيبوا الله وللرسول إذا وعاكم لما يحييكم " ِومن ثم يقرأ الإخوان المسلمين القراًن معاني لا ألفاظا ويقراونه وطنية وأخلاقا واجتماعا وما أشد حاجة الناس إلى هداية القران في هذا النواحي . ولو كان أعداؤنا يعرفون أن القراًن يقرأه المسلمون اليوم كما كان يقراه المسلمون في صدر الإسلام ويتأثرون به كما كانوا يتأثرون وان قراءته تهز شعرة واحدة في أبدان المسلمين ما إذاعته علي المسلمين إذاعات لندن وباريس و إسرائيل . ولكنهم يذيعونه علي المسلمين يطربون له كالأنغام جلبا للتسلية وتقضي بها أيام المأتم والأفراح .. ثم لا شي وراء ذلك .

أيها الإخوان :

أن دعوة الإخوان المسلمين لم تعد دعوة محلية تنحصر في حدود وطن صغير ، وإنما غدت دعوة عالمية تشمل العالم الإسلامي بأسره وتوقظ في المسلمين روح العزة والكرامة والتقوى – فهي اليوم عنوان انبعاث لا نوم بعده وتحرر لا عبودية معه وعلم لا جهل وراءه . ولم يعد من السهل علي آية طاغية أن يحول دون انتشار هذه الروح أو امتدادها وما ذلك إلا أنها تعبير صادق عن شعور عميق ملأ نفوس المسلمين جميعا ويستولي علي مشاعرهم وعقولهم .. وهو أنهم لا يستطيعون اليوم نهضة بدون الإسلام .. ف الإسلام في حقيقته ضرورة وطنية وإنسانية .

إن الإخوان المسلمين يضعون كل إمكانياتهم رهن وصول مصر إلي حقها الكامل لا يضنون في سبيل ذلك بدمائهم ولا بأموالهم ولا بجهودهم وإن لهم من إيمانهم وصدق وطنيتهم وقوة تربيتهم ما يجعلهم قادرين علي تحمل الأعباء الجسيمة في معركة مصر المقبلة . وإذا كان غيرهم يتعين قيامه بهذا الواجب بما تفرضه عليهم الوطنية فإن الإخوان المسلمين يرون في قيامهم بنصيبهم في تلك المعركة عبادة يتقربون بها إلي الله ويشترون بها الجنة .

إن الله جعلكم جنودا لقضية الحق والفضيلة والعزة في وطنكم وفي العالم الإسلامي كله وإذا كان من واجب الجندي المخلص أن يكون مستعدا دائما للقيام بواجبه فكونوا مستعدين دائما لما يؤدي بكم إلي النصر في الحياة .. فطهروا قلوبكم وحاربوا أهواءكم وشهواتكم قبل أن تحاربوا أعداءكم فإن من انهزم بينه وبين نفسه في ميدان الإصلاح اعجز من أن ينتصر مع غيره في معركة السلاح .