شكرًا "أرييل شارون"

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
شكرًا "أرييل شارون"

بقلم الأستاذ "فهمي هويدي"

فهمي هويدي.jpg

هذا شكرٌ معجونٌ بالكراهية، الشكر له أسباب متعددة سأوردها حالاً، أما الكراهية فسوف يغنيني عن أي شرح لأسبابها أن أُشير إلى أن الأمر متعلق بـ"أرييل شارون" وممارساته، التي كان أحدثها إشرافه الشخصي على قتل الشيخ "أحمد ياسين"؛ لثقتي في أن مجرد ذكر الاسم يستدعي تلقائيًّا سيلاً من معاني الكراهية ومترادفاتها.

(1)

قبل سنتين كان زميلنا الأستاذ "عادل حسين"- الأمين العام لحزب العمل المصري-، رحمه الله، يقول ضاحكًا: إن "أرييل شارون" هو مبعوث العناية الإلهية لإيقاظ الأمة العربية، وفي بداية هذا العام كنت في العاصمة الأردنية عمَّان، سمعت من الأستاذ "منير شفيق"- المحلل الإستراتيجي الفلسطيني- نفس الفكرة، وقد زاد عليها أن نجاح الرئيس الأمريكي "جورج بوش" في انتخابات الرئاسة القادمة لن يخلو من مصلحة إستراتيجية؛ لأن ذلك سيكون كفيلاً بالقضاء على هيبة الولايات المتحدة وتدمير سمعتها في العالم، وهو ما أنجزت إدارته فيه الكثير خلال الولاية الأولى، وإذا ما قدر له أن يستمر في ولاية ثانية، فإن ذلك سيكون انتصارًا كبيرًا لكل الذين يكرهون الولايات المتحدة وينقمون عليها.

نشأة حماس.jpg

كنت في الكويت حين وقع اغتيال الشيخ "أحمد ياسين"- 22/3/2004 م- ولاحظت الغضب والاستنفار لدى قطاعات عريضة من الناس، كانت محسوبة إلى عهدٍ قريبٍ ضمن الذين استشعروا خليطًا من الحساسية والاستياء إزاء الموقف الفلسطيني، متأثرين في الأغلب بالتعبئة الإعلامية السلبية التي ما برحت تتهم الفلسطينيين بتأييد "صدام حسين" ونظامه، خصوصًا في غزوه للكويت عام 1990 م، يوم ذاع خبر اغتيال الشيخ وجدت الصورة قد اختلفت- في الشارع على الأقل- حيث نسي كثيرون مشاعر الحساسية والاستياء، وشهدت المدينة في ذات اليوم مؤتمرين كبيرين للتضامن مع الفلسطينيين والدعوة إلى مواصلة المقاومة و(الجهاد) من أجل تحرير الأرض المحتلة؛ أحدهما طلابي في الجامعة، والآخر شعبي عام دعت إليه جمعية الإصلاح.

وقالت لي محامية كويتية: إن القلوب التي ماتت فلسطينيًّا، دبت فيها الحياة، وانتفضت بعد قتل الشيخ "ياسين"، أدركت مما رأيت وسمعت أن المرارة التي رانت على قلوب كثيرين قد انكسرت في أعقاب ذيوع خبر الجريمة البشعة، فاستعدتُ نبوءة "عادل حسين" وتحليل "منير شفيق"، وبدأتُ في قراءة السلوك الإسرائيلي (الصهيوني) من زاوية أخرى، لا تقف عند وقائع الجرائم التي ترتكب في الدم الغزير الذي يُراق كل يوم، إلى هدم البيوت وتجريف الأراضي، وإنما تتجاوزها إلى ما ينجم عنها من أصداء وغايات، لم تكن في حسبان البغاة والقتلة الذين خططوا للجرائم أو نفذوها.

(2)

السفاح شارون.jpg

سيدخل "شارون" التاريخ باعتباره رجل الإبادة والاستئصال، الذي أوغل إلى أبعد مدًى في الدم الفلسطيني؛ بل والعربي أيضًا، صحيح أن أمثاله كثيرون في إسرائيل (الكيان الصهيوني)، إلا أن بعضهم فعلها ثم أقلع عن القتل بالسلاح أو آثر أن يمارسه بأساليب أخرى، كالخنق بقفازات ناعمة أو بالتركيع (السلمي)، كما يفعل أركان حزب العمل؛ ولكن من الثابت أن "شارون" نجح في أن يقدم نفسه باعتباره القاتل (الأصولي) الذي أغمد السلاح في القلب الفلسطيني حتى آخر لحظة في حياته، غير مكتفٍ في ذلك بالإجهاز على البشر، وإنما متطلعًا إلى اغتيال الحلم الفلسطيني أيضًا.

يَذكر الجميع اشتراكه في المذبحة التي قام بها الإسرائيليون (الصهاينة) في قرية (قيبة) الفلسطينية عام 1953 م، التي قتل فيها 69 مدنيًّا، وقيامه بالهجوم على غزة، وقتله 37 مصريًّا عام 1955 م، وقيادته للهجوم على شواطئ بحيرة (طبريا) السورية قبل حرب عام 1967 م، مما أسفر عن قتل 50 جنديًّا سوريًّا.

أما دوره في احتلال لبنان عام 1982 م، وفي مذبحة (صبرا وشاتيلا) التي قتل فيها ألفين من الفلسطينيين، فإنه يحسب عليه باعتبارها من أفظع جرائمه وأكثرها وحشية؛ الأمر الذي فضح أمره حتى بين الإسرائيليين (الصهاينة)، فتوارى بعض الوقت- بعد إدانته رسميًّا وحرمانه من تولي وزارة الدفاع- ثم ظهر مرة أخرى، رافعًا لواء التوسع في الاستيطان والتعجل في التخلص من الفلسطينيين، بالترويع والطرد والإبادة، وهي الأساليب التي اتبعها بدقة منذ توليه رئاسة الحكومة قبل أكثر من ثلاث سنوات، واعدًا بأنه سوف يقضي على الانتفاضة خلال مائة يوم، وشاء ربك أن يخيب أمله، فلا تنطفئ جذوة الانتفاضة، وإنما تتواصل وتتأجج حينًا بعد حين؛ بل شاء ربك أن يوقعه في شر أعماله، ليرتكب حماقته الكبرى، التي جعلته يقرر قتل الشيخ "أحمد ياسين"، ويشرف بنفسه على ذلك، ويهنئ رجاله علنًا على نجاحهم في ارتكاب الفعل الفاضح.

هي مفارقة لا ريب؛ إذ يأتي "شارون" مستعليًا ومستقويًا بترسانة الأسلحة التقليدية وغير التقليدية، ومحتميًا بالغطاء الأمريكي، ويظل يلاحق الانتفاضة الفلسطينية محاولاً سحقها طيلة سنوات ثلاث، مستخدمًا في ذلك أمضى أسلحته، وراكبًا أعلى خيله، ثم يفشل في بلوغ مراده، ولا يجد مفرًّا في النهاية من الاختباء من بطولة الشباب الفلسطيني المسلح بقوة الإيمان وعدالة القضية وراء السور الذي شرع في بنائه، ويلجأ إلى إطلاق ثلاث طائرات بعد فجر ذلك اليوم لكي ترمي الشيخ العاجز بثلاثة صواريخ فتاكة، بينما هو خارج من صلاة الفجر فوق مقعده المتحرك، في عملٍ خسيسٍ لا هو من شيم المحاربين الشرفاء، ولا هو من ممارسات الأقوياء، وهو مشهد قلب الصورة رأسًا على عقب، وجدنا فيه "شارون" هو العاجز اليائس، في حين طالت قامة الشيخ حتى رأيناه ماردًا عملاقًا استحق لقب (الشهيد المنتصر)، ذلك الذي أُطلق على "الحسين بن علي" بعد المقتلة التي أوقعها به "يزيد بن معاوية"- "شارون" زمانه- في (كربلاء).

(3)

شكرنا المغموس في الكراهية جِدٌّ وما هو بالهزل، وإذا سألتني لماذا الشكر أصلاً؟ فعندي في الردِّ أسباب كثيرة في مقدمتها ما يلي:

- أنه كشف لنا عن الكثير من المستور والمخبوء في إسرائيل (الكيان الصهيوني)، ذلك أنه منذ جاء إلى السلطة نجح في إقناعنا بأن المزاج الإسرائيلي (الصهيوني) يتبنى التطرف ويحتمي به، وأن الأصوات التي تتحدث عن السلام أو تراهن عليه لا تمثل سوى شرائح استثنائية، لا وزن لها ولا قيمة، وحين تكشف استطلاعات الرأي بعد وقوع جريمة القتل عن أن 61% من الإسرائيليين (الصهاينة) يؤيدون سياسته، فإن الرسالة هنا تصبح شديدة الوضوح في التعبير عن استحالة التعايش بين العرب والإسرائيليين (الصهاينة)، الأمر الذي يترجم لنا الشعار الذي رفعه البعض عندنا يومًا ما، ممن قالوا بأن ما بيننا وبين إسرائيل (الكيان الصهيوني) هو صراع وجود لا صراع حدود، مع فارق أساسي هو أننا رفعنا الشعار وهتفنا له، في حين أنهم نفَّذوا الشعار على الأرض، دون أن يرفعوه أو يهتفوا له.

وإذا اعتدنا في أدبياتنا السياسية أن نفرق بين الإسرائيليين الصهاينة وعموم اليهود، وحرصنا على أن نبين أن مشكلتنا الحقيقية مع الأولين دون الأخيرين، فإن ممارسات "شارون" والتأييد الواسع لسياساته من أغلب الجاليات اليهودية في الخارج غيَّرت من ذلك التقدير؛ إذ فتحت أعيننا على حقيقة أن المسافة بين الطرفين ليست بالبعد الذي افترضناه، الأمر الذي نبهنا إلى أننا بالغنا في إقامة ذلك التمييز الذي دأبنا على الالتزام به، ومن ثمَّ تعين علينا أن نعيد النظر فيه وفي النتائج المترتبة عليه.

- أنه أقنع الجميع- والشعب الفلسطيني في المقدمة- بأن المقاومة المسلحة هي الخيار الوحيد، وهو بذلك أسدى خدمة جليلة لمنظمات المقاومة، خصوصًا تلك التي تتبنى العمليات الاستشهادية، من حيث إنه بممارساته الاستئصالية صادر أية إمكانية للتفاوض والالتقاء حتى على نقطة وسط، ذلك أن نهجه يبعث إلى الفلسطينيين برسالة تقول: إما الاستسلام والركوع وإما الموت، وحين يغدو الموت هو الخيار الباقي أمام ذوي النظرة السوية الذين يستشعرون الحد العادي من المروءة والكرامة، فإن الاستباق إليه أولى من انتظاره، ولذلك لم أستغرب الأنباء التي ترددت عن مضاعفة أعداد المتطوعين للعمليات الاستشهادية في أعقاب قتل الشهيد "أحمد ياسين".

- أنه ألغى كل اتفاقات الحلول السلمية التي تمَّ توقيعها مع الحكومات الإسرائيلية (الصهيونية) السابقة، من (أوسلو) إلى (خريطة الطريق)، وهي الاتفاقات التي بذل كثيرون جهدًا كبيرًا لفضح ثغراتها والتنديد بتحيزها لإسرائيل (الكيان الصهيوني)، وضغطها المستمر على المقاومة لتقليص دورها وتجريدها من سلاحها وتجفيف منابع قوتها، هذا الجدل من جانبنا حسمه "شارون" بضربة واحدة، حينما لجأ إلى مشروع الحل من طرف واحد، الذي قررت إسرائيل (الكيان الصهيوني) أن تفرض بالقوة الحدود التي تريدها، مما يؤدي إلى ابتلاع 48% من أراضي الضفة الغربية دفعة واحدة.

- بممارساته تلك فإنه وحَّد الصف الفلسطيني إلى جانب خيار المقاومة، وأجبر الدوائر التي انخرطت في المسيرة السياسية، وتلك التي راهنت على الحوار مع الإسرائيليين (الصهاينة) على التراجع، والكفِّ عن إطلاق دعاواهم، وهي ذات الأجواء التي قربت المسافات بين فصائل المقاومة؛ الأمر الذي تجلى في العملية النوعية الجريئة التي نفذت مؤخرًا في سيناء بالتعاون بين منظمتي (حماس) و(فتح).

- لا تنس في هذا السياق أن "شارون" كان له فضل إطلاق الانتفاضة الثانية، التي عرفت باسم (انتفاضة الأقصى)؛ إذ كانت زيارته التي اقتحم بها المسجد الأقصى، مع نفر من بطانته- سبتمبر 2000 م- قد استفزت المسلمين، وكانت بمثابة الشرارة التي فجرت الانتفاضة، بعدما كانت الأمور قد هدأت نسبيًّا في أعقاب انتفاضة عام 1987 م، وجاءت الانتفاضة الثانية أعنف من الأولى التي عرفت في حينها باسم (انتفاضة الحجارة).

لا تنسَ أيضًا أن "شارون" وأفاعيله هي التي فضحت إسرائيل (الكيان الصهيوني) وكشفت عن وجهها القبيح أمام العالم الخارجي، وحين اعتبرت شعوب أوروبا أن إسرائيل (الكيان الصهيوني) هي الخطر الأكبر الذي يهدد السلام العالمي، فلم يكن ذلك نتيجة جهد دعائي بذلناه، وإنما ذلك إنجاز صنعه "شارون" على يديه، يحسب له ويُشكر عليه.

لا تفوتك أيضًا ملاحظة إسهامه المتميز في فضح الإدارة الأمريكية وتسويد صفحتها، ذلك أنه بابتزازه المستمر لإدارة الرئيس "بوش" واستغلاله لحرج موقفها في سنة الانتخابات، فإنه وضعها في مربع التناقض مع العالم العربي؛ إذ أنه بإقدامه على ارتكاب مختلف الجرائم بحق الفلسطينيين، واضطرار الإدارة الأمريكية إلى تغطية ممارساته بذريعة (الدفاع الشرعي) أو غير ذلك، فإنه يمعن في توريطها كاشفًا للجميع تحيزها- عن غير قصد بطبيعة الحال- وهو ما يوفر علينا الجهد الذي نبذله لإثبات عدم جدارة السياسة الأمريكية في المنطقة بالثقة، ورفض التعويل عليها من أي باب.

(4)

حين ارتكب "شارون" جريمته في أجواء الإعداد لعقد القمة العربية، وبعد ثلاثة أيام من اجتماعه مع الملك "عبدالله بن الحسين"- ملك الأردن- وفي مناسبة مرور 25 عامًا على توقيع اتفاقيات (كامب ديفيد)، فإن رسالته هنا تغدو مسكونة بإشارت عدة.

- الإشارة الأولى: تعبر عن استهانته بكل هذه الملابسات، وإبلاغ الكافة بأنها- بالذات القمة العربية- لا تعني شيئًا عنده، فلا هي تشكل عنصر ضغط ولا مصدرًا للحرج أو إعادة الحسابات.

- الإشارة الثانية: أنه بفعلته تلك كان صريحًا في إغلاقه الباب في وجه الحديث عن مبادرات السلام عبر القمة أو غيرها؛ حيث يتعذر من الناحتين السياسية والأدبية أن يطرح العرب أية أفكار تتعلق بالسلام، في حين أن إسرائيل (الكيان الصهيوني) تواصل اجتياح غزة وتقتل شيخ المجاهدين، وتتباهى أمام الملأ بذلك؛ بل وتذهب إلى حدِّ القول إن 70 قياديًّا فلسطينيًّا مدرجون على قائمة الاغتيالات.

- الإشارة الثالثة: أنه بما فعل أحرج جميع الذين راهنوا على السلام مع إسرائيل (الكيان الصهيوني)؛ دولاً كانت أم منظمات عربية، مِن ثَمَّ فلم يعد أحد مستعدًّا لاستمرار تلك المراهنة، وقد لاحظنا في الآونة الأخيرة أن كثيرًا ممن عملوا على تسويق مشروعات السلام الإسرائيلي (الصهيوني) التزموا الصمت؛ بل إن منهم من اضطر إلى مهاجمة السياسة الإسرائيلية (الصهيونية) ومقاطعة ما سُمِّي بالأنشطة المشتركة مع الإسرائيليين (الصهانية).

- الإشارة الرابعة: أن "شارون" أراد بهذا الإحراج المفترض أن يعمق الفجوة بين الحكومات العربية وشعوبها، وكأنه بعث برسالة تقول: ها هي حكوماتكم عاجزة عن أن تفعل شيئًا في الردِّ على إسرائيل (الكيان الصهيوني)،. كما أنها لن تكون قادرة على الدفاع عنكم ضدَّ أي عدوانٍ آخر، مِن ثَمَّ فالمراهنة عليها رهان على جوادٍ خاسرٍ.

- الإشارة الخامسة: أن "شارون" بما فعله أراد أن يبلغ الفلسطينيين بأن العرب لن يفيدوهم في شيء، وسيظلون عاجزين عن أن يمنعوا عنهم شرًّا أو يقدموا لهم خيرًا، وبتصوير المأزق الفلسطيني على ذلك النحو، فإنه أراد أن يشيع اليأس في نفوسهم، أملاً في فرض الركوع والاستسلام عليهم في نهاية المطاف.

- الإشارة السادسة: هي أن "شارون" بما فعل أراد أن يبلغ الجميع بأنه لا مكان للمقاومة في الخرائط الجديدة، سواء تعلقت بالشرق الأوسط بصيغته الراهنة، أو ذلك (الكبير) الذي يصل إلى إندونيسيا.

(5) سوف نضاعف الشكر للسيد "شارون" إذا تسلمت الأطراف العربية رسالته، وردت عليها بما تستحقه، وهو استحقاق ليس مكلفًا- كما قد يبدو لأول وهلة- لأن قطع العلاقات مع من أغلق الباب أمام أي حديث عن السلام هو في حقيقة الأمر من قبيل تحصيل حاصل، وبسبب من ذلك فقد استسخفتُ كثيرًا ما قرأته قبل أيام عن أن الإدارة الأمريكية تطلب من العرب تجاوز جريمة اغتيال الشيخ "أحمد ياسين"، بمعنى اعتبار الحادث كأن لم يكن، (هل يجرؤ أحد على مطالبة واشنطن بالتجاوز عما جرى في 11 سبتمبر؟!).

ولم يكن أقل من ذلك سخفًا ما نشرته الصحف في وقت لاحق عن ترتيبات جارية الآن لعقد مؤتمر عالمي في المغرب من أجل السلام بين أئمة المسلمين وحاخامات اليهود!! ربما من باب "العفو عما سلف" واعتبار ما جرى كأن لم يكن.

السؤال الذي ألحَّ عليَّ بعد الذي قرأتُ هو: إذا لم نستلم رسالة الجريمة التي ارتكبها "شارون" ونستوعب مضمونها الآن، فمتى يحدث ذلك إذن؟