عبد الرحمن عطبة
بقلم:ربيعة بن صباح الكواري
مقدمة
على هذه الأرض الطيبة عاش الكثير من الأشقاء العرب، وقدموا للمجتمع القطرى خدمات جليلة سنظل نتذكرها ونفخر بها ما حيينا، لأنها نبعت من قلوب مخلصة لهذا الوطن حيث قدمت له وقتها وجهدها وسهرت الليالى من أجل اشعال شمعة فى طريق التعليم..
فى وقت كان الوطن تقل فيه الكفاءات الوطنية وكان الاعتماد الاكبر فيه على اخواننا العرب فى ذلك الوقت وبخاصة خلال حقبتى الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، وجاء الوقت لنتذكر مآثر هؤلاء وانجازاتهم التى قدموها للمجتمع القطرى بكل أمانة وانصاف؛
ومنهم المربى الراحل الدكتور عبد الرحمن عطبة أحد الرواد العرب الذين خدموا التعليم فى قطر منذ الخمسينيات، فكان نعم المربى ونعم الاستاذ، وقد ودعناه قبل عدة أسابيع فى مسقط رأسه بمدينة (حلب) السورية رحمه الله رحمة واسعة.
مسيرة حافلة فى التعليم
من هؤلاء المغفور له باذن الله تعالى التربوى والمربى الفاضل الأستاذ الدكتور عبد الرحمن عطبة (1927-2012) من سوريا الشقيقة، الذى غاب عن الدنيا قبل أسابيع فى مسقط رأسه (مدينة حلب) بعد ان خدم قطر ثم غادرها الى وطنه الام وهو يفتخر ويعتز بكل ما قدمه لدولة قطر ولشيوخها وأعيانها من خدمات مخلصة فى التعليم لا يمكن لنا ان ننساها أبدا.
التحق الفقيد الدكتور عطبة فى مجال التعليم بدولة قطر فى الخمسينيات، وعمل بعد ذلك فى الفترة ما بين 1960-1963 حيث عمل كمدير لوزارة التعليم " المعارف سابقا وعمل " مفتشا للغة العربية، كما عمل أستاذا فى قسم اللغة العربية بكلية الانسانيات والعلوم الاجتماعية بجامعة قطر لقرابة 19 سنة امتدت من 1979 حتى 1997 م.
وقد تشرفت شخصيا بالدراسة على يديه ابان دراستى فى مرحلة البكالوريوس بجامعة قطر فى الفترة ما بين 1984-1987 م والتى انهيتها فى مدة ثلاث سنوات ونصف السنة، حيث نهلت من علمه الغزير وبخاصة فيما يتعلق بمقررات درستها معه حول " المكتبة العربية "
حيث تعلمت فى هذه المقررات كيفية البحث فى المكتبات ومعرفة طريقة الدراسة بشكل خاص فى المعاجم والموسوعات وكتب التراجم العربية القديمة، وكانت من أفضل المقررات التى أفادتنى كثيرا فى حياتى بعد التخرج بل كانت بمثابة البوابة التى فتحت لى آفاق الدراسات العليا حتى نلت شهادة الدكتوراه بفضل تشجيعه الدائم لى.
وكان رحمه الله كثيرا ما يردد أمامى مقولته التى لم ولن أنساها أبدا، حيث كان يقول:
- " أنتم أهل هذا البلد، ولن يبنى أى وطن الا على أكتاف أبنائه وبناته، وأنتم خير من سيقود طريق مرحلة البناء والتنمية لقطر الغد ".. وقد كان هدفه من هذه المقولة مواصلة درب العلم وتفتيح عقولنا للعلم والمعرفة؛
ومقولته هذه تذكرنى بمقولة شهيرة، فعندما سئل حمدون بن أحمد عن السلف الصالح: ما بال السلف أنفع من كلامنا؟ فقال: " لأنهم تكلموا لعز الإسلام ونجاة النفوس ورضا الرحمن، ونحن نتكلم لعز النفوس وطلب الدنيا ورضا الخلق ". وهذا كان ديدن الفقيد عبد الرحمن عطبة.
بدايات النهضة فى قطر
صدر للمفكر الكبير الكثير من المؤلفات العلمية فى شتى المجالات منها ما يتعلق بالخواطر والسير الذاتية وكتب المعاجم والموسوعات والتقارب بين الأديان، ولكن أبرز هذه المؤلفات واهمها فى رأيى كان كتابه الأخير الذى كان عنوانه: " بدايات النهضة فى قطر: مآثر ومفاخر وذكريات "
حيث وثق فيه الفقيد الأحداث التاريخية والاجتماعية والسياسية التى وقعت أحدثها داخل المجتمع القطرى وبشكل خاص فى الخمسينيات والستينيات والسبعينيات من القرن الماضي.
وأبرز مؤلفاته العلمية على الاطلاق:
- الزاد فى الأدب العربي 1955
- دراسات فى التراجم والنقد والبلاغة وموازين الشعر 1956
- موضوعات فى الانشاء الأدبى والشرح الأدبى 1957
- الموجز فى الأدب العربي (بالاشتراك مع عبد الرحمن باشا وخليل هنداوي) 1957
- الموجز فى الأدب العربى (بالاشتراك مع صبرى الأشتر)
- المقتبس من الأدب العربى (بالاشتراك مع محمد عبد الرحيم كافود وعمر الدقاق وعلى عبد الخالق) 1995
- فى رحاب اللغة العربية 1997
- مع المكتبات العربية 1997
- تطور الشعر فى بلاد الشام فى القرنين الثانى والثالث الهجرى 1987
- موسوعة المصادر والمراجع 1998
- من قضايا الأدب العربى واللغة 1998
- صفحات من دفتر الإسلام 1998
- المسلمون والنصارى 2000
- الشعر الحديث والتراث 2000
- الصوبرى شاعر الطبيعة 2005
- من إلهامات الحج والحرمين 2005
- الإسلام والآخر 2006
- مريم عليها السلام من منظور تاريخى
- بدايات النهضة فى قطر مآثر ومفاخر وذكريات.. وغيرها.
أعماله الخيرية وعلاقاته بأهل قطر
توجه الفقيد فى اواخر أيامه الى الأعمال الخيرية حيث ساهم فى بناء احد الجوامع الكبيرة فى مدينة " حلب " السورية وبتبرع من احدى المحسنات القطريات وتم افتتاحه قبل سنة تقريبا.
ولم يكن المرحوم منكبا على الأعمال الخيرية فيما يتصل ببناء المساجد فقط، بل كان يتميز اثناء زيارته للدوحة للقاء الوجهاء والشيوخ وأهل العلم من الادباء والفقهاء والشعراء من القطريين والعرب، وهذا ما زاد من مكانته العلمية بين سكان قطر؛
وكان يحضر مجالس الأدباء والمفكرين من أمثال مجلس الداعية الراحل السيخ احمد بن حجر والشيخ عبد الله بن زيد آل محمود والشيخ جاسم درويش والشيخ عبد الله الأنصاري رحمهم الله جميعا، وكذلك مجلس المفكر الدكتور محمد عبدالرحيم كافود، كما كان يحضر مجالس أغلب شيوخ ووجهاء قطر الكرام.
وقد قامت لجنة الاحتفال بالعيد الوطنى قبل سنتين مشكورة بدعوة الفقيد للمشاركة فى احتفالات الدولة بعيدها الوطنى حيث قدم ورقة عمل حول تاريخ التعليم وبداياته الأولى فى قطر ضمن ندوات تلك الاحتفالية وهو خير وسام يمنح لمثل هذه الشخصية التى خدمت قطر على مدى عقود.
كلمة أخيرة
أحببت كتابة هذه السطور عبر هذا المنبر تخليدا لذكرى استاذى الراحل والاعتراف بجميله وفضله علي فى مواصلة درب العلم والمعرفة، خاصة والعالم أجمع يحتفل هذه الايام باليوم العالمى للمعلم، فجعل الله ما قدمه هذا الرجل من جهود مخلصة لهذا الوطن فى ميزان حسناته، وللفقيد الرحمة، ولأهله وذويه الصبر والسلوان انا لله وانا اليه راجعون.
المصدر
- مقال: عبد الرحمن عطبة موقع بوابة الشرق
للمزيد عن الإخوان في سوريا
1- الشيخ الدكتور مصطفي السباعي (1945-1964م) أول مراقباً عاماً للإخوان المسلمين بسوريا ولبنان. 2- الأستاذ عصام العطار (1964- 1973م). 3- الشيخ عبدالفتاح أبو غدة (1973-1975م). 4- الأستاذ عدنان سعد الدين (1975-1981م). 5- الدكتور حسن هويدي (1981- 1985م). 6- الدكتور منير الغضبان (لمدة ستة أشهر عام 1985م) |
7- الأستاذ محمد ديب الجاجي (1985م لمدة ستة أشهر). 8- الشيخ عبدالفتاح أبو غدة (1986- 1991م) 9- د. حسن هويدي (1991- 1996م). 10- الأستاذ علي صدر الدين البيانوني (1996- أغسطس 2010م) 11- المهندس محمد رياض شقفة (أغسطس 2010) . |