متى يتوقف العدوان على القطاع؟

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
متى يتوقف العدوان على القطاع؟
علم فلسطين.jpg


بقلم : معتصم حمادة

هذا هو السؤال الذي يطرحه الفلسطينيون وأصدقاؤهم في كل لحظة وهم يتابعون أنباء المجزرة الوحشية التي ترتكب .

بحق أبناء الشعب الفلسطيني في القطاع, بدم بارد , وتحت نظر المجتمع الدولي وبصره, وقد بات أخرس لا يستطيع الاحتجاج ولو لفظياً.

قد صمت العواصم كلها, ومن تحدث منها, حاول أن يبرر العدوان ـ للأسف, بذريعة أنه حرب ضد إرهاب حركة حماس, علماً أن العدوان لا يطال حماس وحدها, ـ ونحن ضد أن يطال حماس أو أياً من الفصائل والقوى السياسية ـ بل كل القوى وأنباء الشعب, الأطفال والنساء منهم قبل الرجال والمقاتلين.

وبتقديرنا, ما دام العدو الإسرائيلي لا يتعرض لضغوط كافية فإنه لن يرتدع, ولن يتوقف عن عدوانه.

بدا هذا واضحاً في تصريحات قادة العدو حين أكدوا أن العدوان مفتوح زمنياً, وأن لا نية لدى إسرائيل لوقفه قريباً.

بتقديرنا أن وقف العدوان يحتاج إلى سلسلة من المواقف والإجراءات و التحركات من بينها:


  • على الصعيد الفلسطيني الداخلي, نرى أن يتوجب اتخاذ خطوة ذات قيمة عملية ومعنوية في أن, تتمثل في الإعلان عن تشكيل غرفة عمليات عسكرية مشتركة, ذات مرجعية سياسية موحدة في القطاع, تكون معنية بإدارة المعركة على كل المستويات.

أهمية هذه الخطوة, ميدانياً , أنها تنظم القوى البشرية والعسكرية للمقاومة, وتستغل قدراتها بشكل أفضل, وتوزع المسؤوليات على الجميع, وأهمية هذه الخطوة سياسياً, أنها ستسحب البساط من تحت أقدام العدو الإسرائيلي.

فالمعركة ليست مع حماس, بل مع الشعب الفلسطيني بكل قواه السياسية دون استثناء: أما على الصعيد المعنوي فهذا من شأنه أن يعيد تقديم الحالة الفلسطينية في القطاع موحدة في وجه أعدائها, وأنها تجاوزت حالة الانقسام, الأمر الذي يؤكد للشارع الفلسطيني جدية القيادات واستعدادها للقيام بكل ما يلزم لضمان سلامة الشعب وانتصاره على أعدائه.

  • رابطاً بما سبق, نعتقد أن العدو لن يكف عن العدوان, ما دام لا يدفع ثمناً باهظاً لعدوانه.

وإذا ما راقبنا طبيعة المعارك للاحظنا أن ميزان الخسائر مختل بشكل كامل لصالح العدو الإسرائيلي فإن خسائره لا تعادل حتى خسائر حوادث الطرق.

لذلك نرى أن على المقاومة أن ترد على العدوان ليس بعشرات الصورايخ بل بالمئات, في محاولة للضغط على الأهداف الإسرائيلية, حتى المدنية منها, وبحيث تنتقل المعركة في جانب منها إلى داخل المدن والقرى والمستوطنات الإسرائيلية خلف «الخط الأخضر» , وبحيث يصبح مطلب وقف إطلاق النار مطلباً إسرائيلياً, كما هو مطلب فلسطيني.

  • في السياق نفسه, لابد من تحرك مقاوم في الضفة الفلسطينية, بحيث لا يكتفي الشبان برمي الحجارة على الحواجز الإسرائيلية.

لابد من سلسلة عمليات قتالية ضد الأهداف الإسرائيلية تحذر الجميع من أن الوضع الفلسطيني كله مرشح للانفجار الشامل في الضفة إلى جانب القطاع.

فالقطاع ليس يتيماً, بل هو جزء لا يتجزأ من الوطن الفلسطيني, أو لن تقف المقاومة في الضفة مكتوفة الأيدي تتفرج على شلال الدم يسيل في القطاع ولا تبدي إزاء ذلك حراكاً.

  • بعد أن تتوفر ضرورات التوازن النسبي (طبعاً) في القتال , وبعد أن نتلمس أن العدو بدأ ينزف, كما هو القطاع ينزف , لا نرى ضيراً في أن تكلف إحدى العواصم العربية بطرح مبادرة لوقف إطلاق النار, بشكل متوازن, يضمن للمقاومة كرامتها.
  • وقف إطلاق النار في القطاع وفي الضفة معاً وليس في منطقة دون أخرى.
  • وقف الحصار المفروض على القطاع وفتح المعابر, بما في ذلك معبر رفح.
  • وقف الاستيطان في الضفة الفلسطينية بما في ذلك وقف تشديد جدار الفصل والضم العنصري.

إن الوصول إلى هذا الهدف يتطلب وحدة في الموقف الفلسطيني, الأمر الذي يتطلب تنسيقاً فلسطينياًـ عربياً, الأمر الذي يتطلب وقف الاحتراب الإعلامي الفلسطيني ـ الفلسطيني, والفلسطيني ـ العربي, والتحرك بحيث نستقطب تأييد الحالة العربية دون استثناء , دون الدخول في سياسة التمحور العربي القائمة حالياً إنها لن تعود على الحالة الفلسطينية بأية فائدة.

على خلفية هذه الرؤية وهذه المواقف , رفع وتيرة الحركة الشعبية العربية, و تحركات القوى الصديقة في العالم, واقتحام مجلس الأمن الدولي بموقف عربي متماسك, يستند إلى صخرة الصمود الفلسطيني, وأهم عوامل هذا الصمود وحدة الموقف الداخلي.


المصدر