محامٍ يطالب بإعدام موكله
تمَّ اعتقال الإخوان ومحاكمتهم في تنظيم 1965م، وطلبت المحكمة من كل معتقل أن يوكِّل محاميًا يدافع عنه، ومن لم يفعل كانت المحكمة تنتدب له محاميًا يدافع عنه، وفي إحدى الجلسات وقف المحامي يدافع عن أحد الإخوة، وكان مما قال هذا المحامي: "يا حضرات القضاة، هذا الوجه الذي ترونه الآن- ويشير إلى الأخ الذي يدافع عنه- وجه قد تمرَّس بالإجرام، صحيح أنه لم يولد كذلك.
ويعارضه القاضي ليبدي شيئًا من النزاهة: يا أستاذ، دع هذا الكلام للنيابة.
ويمضي المحامي في مرافعته، ناعتًا الأخ بالإجرام والتآمر، ويصفرُّ وجه الأخ الشاب ثم يهدأ، ويبتسم وتتسع ابتسامته حتى تملأ وجهه، ثم ينفجر في ضحكة ساخرة مجلجلة مريرة، بينما يد القاضي تدقُّ بعنف على المنصة، وعندما انتهت الجلسة همس الأخ لوالده من القفص: كم أعطيت هذا الرجل؟! فقال له الأب: ثلاثمائة من الجنيهات.
فابتسم الأخ وهو يقول لأبيه: كان يمكن لوكيل النيابة أن يقول هذا ببلاش.