مسيرة ومؤتمر لإخوان البحيرة دعمًا لفلسطين والوحدة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
مسيرة ومؤتمر لإخوان البحيرة دعمًا لفلسطين والوحدة


منصة المتحدثين

(13-05-2011)

البحيرة - شريف عبد الرحمن:

نظَّم الإخوان المسلمون بمحافظة البحيرة، اليوم الجمعة، مسيرةً ومؤتمرًا جماهيريًّا حاشدًا بميدان الساعة؛ دعمًا للوحدة الوطنية المصرية وللقضية الفلسطينية.

ورفع المتظاهرون اللافتات التي تدعم الوحدة الفلسطينية وترفض الفتنة الطائفية بين شركاء الوطن، مسلمين وأقباطًا، كما رفعوا اللافتات الداعمة للقضية الفلسطينية، منها: "نعم للمقاومة.. لا للمساومة"، و"فلسطين في القلب"، و"فلسطين وطن واحد"، و"القدس زهرة المدائن"، و"لا للفتنة الطائفية"، و"مصر لكل المصريين".

كما ردَّد المشاركون العديد من الهتافات، منها:

"وقفة وقفة وطنية.. ضد الفتنة الطائفية"، و"فلسطين عربية.. وحدة وحدة وطنية"، و"نرعى العهد ونرعى الذمة.. والأقباط أبناء الأمة"، و"مسلمين ومسيحيين.. مصر لكل المصريين"، و"يا فلسطيني يا فلسطيني.. دمك دمي ودينك ديني"، و"الله أكبر وتحيا مصر".

وخرج أهالي البحيرة بمسيرة كبيرة من مسجد الهداية، شارك فيها أطياف القوى السياسية، عقب صلاة الجمعة، طافت أرجاء وسط دمنهور، واختتمت عند ميدان الساعة.

وأكد محمد سويدان، مسئول المكتب الإداري للإخوان بالبحيرة، أن أعداء الثورة يريدون أن يكيدوا لشعب مصر، مطالبًا بأن نكون جسدًا واحدًا أمام أعداء هذه الثورة المباركة؛ لإقرار الحق وإعلاء العدل والحرية في مصر، والذي طال عليه الفساد، واستبدَّ به المفسدون، وعانى فيه الشعب المصري الظلم والقهر والاستبداد؛ لتأتي رسالة التحرير لتحرر هذا الشعب العظيم من ظلم المفسدين.

وشدَّد على أن أعداء هذه الحرية في تيه ودوار، وأن الثورة ستستمر في طريقها رغم أنفهم، وأن محاولات سرقة الثورة والانقلاب عليها لن تنجح، وقال: "لقد قدَّر الله لمصر هذه الحياة فهي باقية ومستمرة".

وأوضح سويدان أن مصر قبل نور الإسلام كانت قبطيةً مسيحيةً، وعاش شعب مصر بعد الفتح الإسلامي لمصر، وعاش أجدادنا الأقباط معهم حياة العدالة والمساواة والنور والحق، وكانت رسالة عمر بن الخطاب لمصر: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا؟"، واستمر هذا الحب والتآلف، وعاشوا مع إخوانهم أكثر من 1400 عام بلدًا موحدًا متماسكًا، تحمي فيه مصر كل الأطياف ولا تفرِّق بين أحد.

وأوضح أن ما نقوله هو الذي في قلوبنا وسلوكياتنا، فهو دين نتعبد به إلى الله، وأن التعامل مع المسيحيين بالبر والعدل هو أمر رباني نتعبد به إلى الله، فالبر يسبق العدل.

وفي كلمته، أكد الأنبا بولس نعمة الله، أن هذه الحشود أكبر رد على تلك الفتنة التي تحوط بوطننا الغالي مصر، مشيرًا إلى أن المسيحيين والمسلمين عاشوا يدًا واحدةً لا تقبل التفرقة بالمرة؛ لأننا صُهرنا في بوتقة واحدة، لا يمكن أن ينفصل المسلم عن المسيحي

وقال:

"عشنا معًا دمًا واحدًا، الفرقة لا نعرفها أبدًا، ففي حرب 67 اجتزناها جميعًا وعشنا حلاوة نصر 73، وكانت تلك الفرحة الغامرة ما كنا نحلم بها، وهذه المفاجأة العظيمة لهذا الشعب العظيم هي فرحة ثورة 25 يناير التي أبهجتنا جميعًا وحققت الآمال، وأخذت بيد المحبط اليائس، وردت اعتباره، والحقوق الغائبة إلى أصحابها".
اخبار2192011.jpg

وشدد على أن المصريين نسيج واحد سيستمر، متهمًا من يحرِّضون على هذه الفتنة بأنهم ثورة مضادة؛ لإفشال الثورة المصرية، وأنهم مجموعة من الفلول التي ستزول والأحقاد ستنتهي، مشيرًا إلى إنهاء هذه الأمور بأيدينا جميعًا.

وطالب الجميع بأن نقف يدًا واحدةً ضد التيارات المصطنعة، مشيرًا إلى أننا لم نر مطلقًا الاعتداء على الكنائس والمساجد، مؤكدًا أنه شيء غريب على طبيعة شعبنا، قائلاً:

"رأينا المسلمين وهم يحمون كل الكنائس خلال ثورة 25 يناير، والمسيحي يعطي الماء للمسلم لكي يتوضأ، والمسلم يدافع عن المسيحي أثناء صلاته بميدان التحرير؛ ولكنْ هناك أيادٍ غريبة تعمل على زعزعة السلام والاستقرار؛ ولكن نحن جميعًا نفخر بمصرنا، ولا يوجد سلام ولا أمان ولا محبة إلا في مصر التي تحمي كل الديانات".

وشدد على أن مصر ستعيش سالمة، وسيبعد عنها الله كل تيار مغرض وحاقد في وطننا الذي سنحميه جميعًا بروح ثورة 25 يناير التي أعطت المساواة للجميع، وأن وقت الخصومات والصراعات والتجاوزات قد انتهى مع المرحلة الماضية لمصر، وعلينا الآن أن نضع أيدينا في يد بعض لبناء مصرنا الغالية.

وعن نكبة فلسطين أكد م. سمير عامر، منسق اللجنة الشعبية لنصرة فلسطين بالبحيرة، أن أي جرح يتداوى مع الزمن؛ ولكنَّ جرح النكبة يزداد عمقًا يومًا بعد يوم؛ لكوننا ابتلينا بأنظمة عربية فاسدة وتاريخ مزور ومزيف وإعلام كذلك، مشيرًا إلى أنه مع ثورة 25 يناير تتبدل الأوضاع إلى الأفضل بإذن الله.

وأرسل عامر تحيةً إلى المجلس العسكرية الذي نجح في الصلح بين فتح وحماس في جلسة واحدة، وتحية أخرى إلى وزير الخارجية المصري الذي حسم قضية معبر رفح. وطالب الحضور بثلاثة واجبات عملية، هي: الدعاء بالنصر والتحرير والجهاد بالمال، من خلال التبرع بكل غالٍ وثمين، ومقاطعة سلع العدو، وتفعيل المنتج الوطني وتشجيعه.

وفي كلمة المرأة، أكدت د. هالة الجندي، إحدى قيادات العمل النسائي بالبحيرة، أن الكيان الصهيوني أنشئ على أشلاء القرى الفلسطينية وهدمها، وظلم شديد وانتهاك لحقوق كل فلسطيني، والشعب الفلسطيني تحرَّك وجاهد واستشهد منه الآلاف من أبناء هذا الشعب العظيم.

وأضافت:

"كتبت المرأة صفحات من نور في تاريخ الأمة والقضية الفلسطينية، فهي تربي أبناءها وتدفع زوجها للشهادة والجهاد، ضاربةً مثالاً بالشهيدة فاطمة النجار التي قاربت على الـ60 عامًا، والشهيدة هبة الدراغمة طالبة كلية الآداب، وعشرات الأسيرات في سجون الاحتلال الغاشم اللاتي قدمن جميعًا للقضية الفلسطينية".
اخبار2202011.jpg

وأرسلت د. هالة الجندي عدة رسائل للقوات المسلحة ووزير الخارجية المصري، منها: الاعتراف بكل الحقوق الفلسطينية، والمطالبة بعودة اللاجئين الفلسطينيين، والإسهام في الإفراج عن كل المعتقلين الفلسطينيين، ومنع تصدير الغاز للصهاينة وبيعه، والاستمرار في فك الحصار وفتح معبر رفح.

ووجهت رسالة إلى شعب مصر بأنه في حاجة إلى البناء، وأن تعود المصانع إلى الإنتاج، وأن يحسن كل منا ويتقن عمله، فهذا وقت تحسين الأداء، وتحسن الأجور يأتي لاحقًا.

وأوضح م. حسني عمر، عضو المكتب الإداري للإخوان بالبحيرة، أن طبيعة الصهاينة أنهم لا يقاتلون إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر، فهم يخافون من الموت، ويحملون عناصر الهزيمة في نفوسهم، وأنهم لم ينتصروا في معركة واحدة إلا بالخيانة مثل حرب 48 كانت خيانة الحكام العرب، وأكد أن الصهاينة في غيظ شديد لما تحققه ثورة شعب مصر من إنجازات ملموسة، وأنهم موقنون بأنه إذا استيقظت الشعوب ضد حكامها الظالمين وقتها فلن يكون للصهاينة قرار.

وأشار إلى أن المقاومة تثبت دائمًا نبلها من أجل تحرير الأرض والعرض، وكيف أن حزب الله استطاع أن يدحر الصهاينة في عدوانها على لبنان، وكيف أن انتفاضة الحجر استطاعت أن ترعب وتخيف الصهاينة المعتدين المجرمين.

اخبار2212011.jpg

وطالب م. عمر المسيحيين بالاندماج أكثر في المجتمع وفعالياته، وأن نكون معًا يدًا بيد في العمل الاجتماعي والحزبي، ودعا الأقباط إلى الانضمام للأحزاب السياسية المختلفة، خاصةً الانضمام إلى حزب الحرية والعدالة، وأن بابه مفتوح لكل شرفاء هذا الوطن، وأنه يشرف بانتماء كل مصر لخدمة هذا الوطن.

وأكد م. عمر أن فلول الحزب الوطني المنحل وأمن الدولة قد ضاقت عليهم مصالحهم بعد هذه الثورة، محذرًا من الشائعات التي يطلقونها ويقع فيها الشباب المغرر به، مشددًا على أننا كمصريين سنقف صفًّا واحدًا قويًّا في وجه ما يُدبر لعدم سرقة ثورة شعب مصر السلمية الراقية.

وأكد عصام حمبوطة، المحامي وأحد رموز الإخوان، في ختام المؤتمر، ضرورة تجنب الفتنة، مشيرًا إلى أن المواطنة معيار اكتساب الحقوق وترتيب الواجبات، وأن سيادة القانون هي الحاكم لكل المجتمع المصري، والدولة هي الممثل لكل المواطنين.

المصدر