هردبيسة
لم يكن الإمام البنا يعتمد على الخطب والمقالات فحسب، بل كان يجمع الناس على التآخي بهدف وحدة الصف؛ ففي أحد معسكرات الجوالة قدم الشيخ مصطفى العالم- رئيس الإخوان بميت غمر، وكان مشرفًا على مطبخ المعسكر- وجبة، عبارة عن رغيف من الخبز وبعض من الأرز وطبق من الخضار المطبوخ، وكان طعامًا لذيذًا، وعندما سأله إخوانه عن اسم هذه الطبخة، قال: إنه شيء يسمَّى سيكا.
أما الحلو فكان شبيهًا بالمهلبية، فيها طعم فاكهة غير واضحة، وعندما سئل عن اسمها قال: سكسوكة.
وعندما حضر الإمام بعد المغرب وعلم بموضوع السيكا والسكسوكة سأل الشيخ مصطفى عن سرِّهما؟ فقال: أما السيكا فهي عبارة عن خليط من أقراص الطعمية والطماطم والبصل، وحينما سأل عن سبب تسميتها بالسيكا قال: إنها كلمة لا معنى لها تتفق مع نوع الطعام الذي لا معنى له، فأطلق الإخوان عليها: هردبيسة.
أما السكسوكة فهي منقوع الأرز، مضافًا إليه تين شوكي فُصِل بذره عن لحمه، مضافًا إليهما بعضٌ من السكر، ووضع ماء الأرز المضاف إليه عجين التين بالسكر على النار، إلى أن صارت النتيجة شيئًا شبيهًا بالمهلبية.