15 طنًّا إلى كندا.. السيسي يواصل استنزاف ثروات ذهب “السكري”
أحمدي البنهاوي
مقدمة
في مسلسل فسادٍ لا يتوقف في منجم السكري، برعاية عسكر الانقلاب، أعلنت وزارة البترول والثروة المعدنية عن أنه تم بيع 15 طن ذهبٍ وفضةٍ (تعادل 482 ألفًا) من منجم السكرى خلال عام 2019، وبلغ إجمالي قيمة مبيعاتهم 650 مليون دولار، كما تبلغ قيمة الإتاوة المستحقة 3% حوالى 19.5 مليون دولار.
غير أنَّ تساؤلات عديدة أطلقها نشطاء ومغردون مصريون عن حق مصر في ثرواتها التعدينية كالذهب الذي يتم استخراجه من المنجم، ومناجم أخرى، فما زالت التقارير تظهر أن إنتاج المنجم يخرج يوميا في حراسة أمنية مشددة عبر مطار القاهرة الدولي إلى كندا من أجل تحويله إلى سبائك، بما يقدر يوميا بمليار جنيه، إلا أن عودة تلك السبائك لا يسمع عنها أحد شيئًا.
وشهد عام 2019، تصديق عبد الفتاح السيسي على تعديل بعض الأحكام بقانون الثروة المعدنية رقم 145 لسنة 2019 فى شهر أغسطس الماضى، والذي حدد لوزارة البترول والثروة المعدنية والهيئة العامة للثروة المعدنية إتاوة لا تقل عن 5% ولا تزيد على 20% من حصيلة الخام، والنتيجة أنه من قيمة مبيعات هذه الكمية بلغ نحو 650 مليون دولار، كان نصيب الهيئة (الحكومة) 19 مليون دولار.
ويقدر احتياطي منجم السكري بـ15.5 مليون أوقية من الذهب، وهو ما يجعله واحدا من أكبر مناجم الذهب في العالم. وكانت الهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية قد حصلت على 18.9 مليون دولار، عوائد من شركة "سنتامين مصر" للتنقيب، نظير عملياتها في منجم "السكري" للذهب خلال عام 2018، كما حصلت على نحو 107.88 مليون دولار أرباحا خلال العام الماضي.
وتعمل في مصر حاليا شركتان لإنتاج الذهب، هما "سنتامين الأسترالية" في منجم "السكري"، و"ماتزهولدنج القبرصية" والتي تعمل في منجم "حمش".
تعليقات نشطاء
حساب فاطمة قال
- "موقع مصراوي التابع للنظام: مصر باعت 15 طن دهب وفضة من منجم السكري 2019.. لا ويقولك متسألوش بنجيب الفلوس في العاصمة الإدارية منين دي بره ميزانية الدولة".
أما منى فقالت:
- "650 مليون دولار.. حد يحسبها كده على أساس 16 جنيها مصريا ويقولى راحت فين أظن من حقى كمصرية أعرف ومين اللى سمح بخروج الكمية الكبيرة دى أصلا من المنجم".
وأضاف حساب "#عاجل_مصر":
- "أرباح منجم السكري خلال 11 شهرا: 18.4 مليون دولار إتاوة".
وأشار تيتو "TeToOo" إلى أن
- "منجم السكرى طلع إنتاج 15 طنا.. اتصدر تمنهم 650 مليون دولار، بيقولك بقي نصيب مصر حاجة اسمها رسوم إتاوة 3% يعني مجرد رسوم 19.5 مليون دولار.. يعني المنجم عمل بـ650 مليون دولار نصيبنا 19.5 مليون دولار.. مين ابن العر$$ اللي عمل الاتفاقية دى؟!!".
وعلى فيسبوك قال "Abdo GOk":
- "النهاردة تم بيع 15 طنا من منجم السكري والسعر كان كويس بـ650 مليون دولار، يعني طن في 43.5 مليون دولار… لكن المهم في بيان وزارة البترول بيستعلم عن خطة لبيع الثروات المعدنية كخام من غير أي تصنيع وهيخدوا بس رسوم وخلاص، وطبعا ده استنزاف للمواد الخام بأقل سعر.. حتى صفقة الدهب الدولة خدت 19 ميلونا رسوما وبس".
وكتب حساب "AHLAWY" معتبرا أننا أمام
- "نهب منجم السكري.. التفريط في تيران وصنافير.. التفريط في مياه النيل.. التفريط في حقول الغاز".
وترحمت "الملاك الحزين" على فاروق، وقالت:
- "رحم الله الملك فاروق.. قال سنترك منجم السكرى للذهب إلى الأجيال القادمة حتى جاء العسكر ليستولي عليه بدهبه من عام 1952 .. إلى الآن يتم استخراج الذهب بمعرفة الجنرالات ولا يعلم عنه الشعب شيئًا، ويذهب إلى كندا لينقي ويدمغ ويدخل ثمنه في حساب العسكر بسويسرا.. العسكر يستولى على كل نفيس في أم الدنيا".
أما "مصطفى" فتساءل
- "هو منجم السكري بس؟ طب حد سمع جبل الكريستال في سيناء؟ وحد سمع عن مثلث المعادن على شواطئ البحر الأحمر؟ وحد سمع عن الذهب الموجود في بحيرة السد ومصب نهر النيل؟".
واعتبر "Chico" أن
- "أحد مهام السيسي إفقار الناس.. عشان ما يفكروش غير في كيفية كسب لقمة العيش حتى ولو بطرق هم غير راضيين عنها.. وعشان ما يخليش عندهم وقت يفكروا في سرقة السيسي وعصابته لذهب منجم السكري ومليارات الدولارات.. وعشان ما نفكرش في خيانة السيسي لما باع تيران وصنافير.. ولما قصف أهلنا في سيناء".
كذاب يا سيسي
وفي واحدة من ترهاته، زعم عبد الفتاح السيسي أن الفراعنة قبل 7 آلاف سنة أجهزوا على الذهب الموجود في منجم السكري بالصحراء الشرقية، لكن تكذيبه جاء مباشرة من رئيس إدارة تأمين المنجم عصمت الراجحي.
وقال الراجحي، في تصريحات تلفزيونية:
- إن حجم الإنتاج الفعلي من 22 يناير 2010 وصل إلى 17 طنا من الذهب، ما يعادل 250 ألف أوقية ذهب، مضيفا أنه سيتم تنفيذ المرحلة الرابعة بهدف مضاعفة الإنتاج إلى 500 ألف أوقية. وكشفت داخلية الانقلاب في 2018 عن ضبطها قبل أيام، 6 أطنان ونصف من الذهب الخام المستخرج من منطقة الصحراء الشرقية لدى مجموعة من اللصوص.
وفي أول رد فعل من السيسي على الواقعة، لم يأمر بمحاكمة سريعة لهم ولا الكشف عن جميع أفراد العصابة التي دبرت عملية السرقة الضخمة، بل طالب داخلية الانقلاب ومحافظ البحر الأحمر بغير ذلك، قائلا: "موضوع مناجم الذهب اللي انتوا بتتكلموا عليها لا بد إن إحنا نعملها تحرك، اعملوا الطرح اللي انتوا عايزينه، لكن المجموعة اللي بتقولوا عليهم دول كانوا شغالين وأرجو إن هما لو مقبوض عليهم يتم الإفراج عنهم، دول مش قطاع طرق".
وسبق لبرلمان الثورة أن أظهر أن العقود التي أبرمها سامح فهمي، وزير البترول في عهد المخلوع مبارك، منحت المستثمر الأسترالي حقوقًا كبيرة في استغلال المنجم الذي بات دخوله محظورًا على المصريين، بينما هو مفتوح على مصراعيه للأجانب.
المصدر
- تقرير: 15 طنًّا إلى كندا.. السيسي يواصل استنزاف ثروات ذهب “السكري” بوابة الحرية والعدالة