تاريخ الإخوان في محافظة أسيوط

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
تاريخ الإخوان المسلمين في محافظة أسيوط

إعداد: ويكيبيديا الإخوان المسلمين


تاريخ المحافظة

محافظة أسيوط من محافظات صعيد مصر عاصمتها مدينة أسيوط، تتوسط محافظات الصعيد وتقع أسيوط بين مرتفعين جبليين ولذلك فمناخها قاري متطرف وهي تعد العاصمة التجارية للصعيد.

وتشتهر بأحيائها القديمة وأضرحتها خاصة في مدينة أسيوط وأبوتيج.ومدينة صدفا.

وتتكون المحافظة من 11 مركز، 11 مدينة، حيين، و 52 وحدة محلية قروية تضم 235 قرية و 971 عزبة ونجع.

ومراكزها هي:

ديروط والقوصية وأبنوب ومنفلوط وأسيوط والفتح وأبو تيج والغنايم وساحل سليم والبداري وصدفا والوليديه.


دعوة الإخوان في أسيوط وشعبها

لقد تلقفت محافظة أسيوط دعوة الإخوان منذ وقت مبكر على يد آل شريت منذ بداية انطلاق الدعوة في الإسماعيلية، يقول الأستاذ حسن البنا في مذكراته:

قام الأستاذ عبد الرحمن البنا شقيق الإمام والمشهور بعبد الرحمن الساعاتي، وزميل دراسته الأستاذ محمد أسعد الحكيم بتأسيس جمعية دينية في مدرسة التجارة المتوسطة بشارع الفلكي، هما وبعض زملائهما اتخذوا من مصلى المدرسة مقرًا لاجتماعاتهم، وبعد التخرج من المدرسة والعمل في هندسة ديوان السكة الحديد تم لهم تأسيس جمعية الحضارة الإسلامية في حجرة متواضعة لها فناء فسيح بحارة الروم.

وكان ممن انضم إليهم الأستاذ محمد حلمي نور الدين وغيره من الإخوان، وفي صيف عام 1929م الموافق 1348هـ دعت جمعية الحضارة الإسلامية الإمام الشهيد لإلقاء محاضرة لرواد الجمعية بعنوان "الإسلام أساس السعادة"، وبعدها اجتمع أعضاء جمعية الحضارة وقرروا الانضمام إلى جمعية الإخوان المسلمين في الإسماعيلية،

وعرضوا ذلك على الإمام الشهيد فوافق على ذلك، وأشار عليهم أن يتخذوا دارًا جديدة غير هذه الدار، فتم اختيار دار جديدة هي منزل سليم باشا حجازي بسوق السلاح، وقد عمل الإخوان بأنفسهم حتى أصبحت الدار مقصدًا لكثير من الطلاب والشيوخ، وكان منهم الشيخ محمد فرغلي والشيخ أحمد حسن الباقوري والشيخ محمد أحمد شريت وأخواهحامد شريت وأحمد شريت،

والشيخ عبد اللطيف الشعشاعي، والأستاذ محمد النبراوي، والشيخ جمال العقاد السوري الحلبي، وقد قامت الإسماعيلية بجهود مشكورة في إمداد فرع القاهرة الناشئ بالمعونات المادية حتى تصبح منبرًا لدعوة الإخوان في العاصمة المصرية.

وقد كان لجهود آل شريت الفضل في افتتاح شعبة أسيوط وكان يمثلها في مجلس شورى الإخوان كل من الشيخ مصطفى الرفاعي اللبان والشيخ حامد أحمد شريت.

وبعد هذه الانطلاقة بدأت الشعب في التكوين، وقد مثل شعب الإخوان في أسيوط عدد من الإخوان في مجلس الشورى العام للإخوان المسلمين الثاني والذي انعقد في بورسعيد في 2، 3 من شوال 1352هـ الموافقين 19، 20 من يناير 1934م، وقد اعتذر عن عدم الحضور بالبرق وبالخطابات الأستاذ الشيخ مصطفى الرفاعي اللبان والشيخ حامد أحمد شريت عن دائرة أسيوط، والأستاذ محمد أفندي بهي الدين سعد – أسيوط.

وبعد مرور عام انعقد مجلس الشورى العام الثالث في الفترة من يوم السبت 11 من ذي الحجة 1353هـ الموافق 16 من مارس 1935م حتى يوم الاثنين 13 من ذي الحجة 1353هـ الموافق 18 من مارس 1935م، وقد حضر عن الواسطى الأستاذ عبد الرحمن أفندي رضا، وعن ملوي الشيخ علي شعبان أفندي، وقد اعتذر الأستاذ محمد أفندي الكيلاني من ملوي، كما اعتذر من الواسطى الأستاذ عبد الرحمن أفندي رضا.

وفي عام 1936م افتتحت شعبة أبو تيج حيث جاء فيها:

دعا السيد مصطفى عمر مسلمي أبو تيج في سراياه لتأسيس شعبة الإخوان المسلمين بأبو تيج وانتخاب هيئة تقوم على إنشاء تلك الشعبة، وقد بدأ الاجتماع بتلاوة آيات من الذكر الحكيم ثم تحدث الشيخ عبد العزيز عمرو مبينًا أغراض الجمعية، ثم تحدث الشيخ محمد بدران مستعرضًا أحوال المسلمين ومظهرًا ما كان عليه السلف الصالح من عزة ومنعة ثم بين أن من أوجب الواجبات الانضمام إلى جماعة الإخوان المسلمين وبتعزيز فكرتهم والنهوض بجمعيتهم.

ثم تحدث الشاب هاشم أفندي محمد خليل مستعرضًا قرار الجمعية بشرح وافٍ ثم قام حضرة الأخ محمد أفندي عبد الحافظ ناظر المدرسة الابتدائية وطرح وجهة نظره في تشكيل الهيئة التي تقوم على الجمعية وحاز اقتراحه قبول جميع الحاضرين وكان تشكيل الهيئة كالتالي:

1- السيد مصطفى عمر رئيسًا.

2- حضرة صاحب الفضيلة القاضي الشرعي رئيسًا فخريًا.

3- حضرة الأخ المحترم الحاج أحمد محمد فرغلي رضوان أفندي أمينًا للصندوق.

4- حضرة الأخ المخلص أحمد بخيت أفندي الصدفي سكرتيرًا.

وقد أرجأ اختيار باقي الأعضاء حتى يوم 17فبراير 1936م المقبل، وذلك حتى تتمكن الهيئة من حسن اختيار الباقين فوافق الجميع.

وقد حيا الأستاذ عبد الرحمن عثمان المدرس بمدرسة فرغل هذا الاجتماع بهذه القصيدة:

يا صاح إن جماعة الإخوان

جمعية قامت على الإيمان

جمعية جمعت رجالاً كملاً

في الدين والدنيا وفي العمران

فنقيبها وأمينها ووكيلها

من صفوة الأمناء في الشبان

ورئيسها "البنا" الذي شهدت له

لغة الفصاحة في الورى ببيان

إن قلت ما الدين الذي دانت به

قلت الإخاء وآية الفرقان

أو قلت ما دستورها ونظامها

قلت الكتاب إمام كل زمان

وصحيح سنة خيرها وجاءنا

يهدي العقول بصادق البرهان

عضوا عليها بالنواجذ إنها

نطق الرسول أتي عن الرحمن

إن الأوائل لم يبيعوا مالهم

إلا بخلد في نعيم جنان

فتعاونوا وتشاوروا وتناصحوا

وتحرروا من ربقة الشيطان

وتسابقوا الخيرات حينًا واعلموا

أن الحياة سباقها برهان

من لم يعش للدين عاش لشهوة

والدين والشهوات يختصمان

لما رأينا الغرب يخطو خطوة

نحو العلا في العلم والعرفان

ملكوا البحار وأوشكوا أن يملكوا

جو السماء بروعة الطيران

قلنا: لنا في السبق آية ناهض

والحق أن لا سبق للكسلان

ومن الغريب علوا بباطلهم على

حق الشعوب بقوة الروغان

يا قوم إن عقولنا وعقولهم

في كفة الميزان تستويان

جمعوا القلوب على الحياة عزيزة

فتناولوا بالعز كل مكان

ما العز إلا في اتحاد جموعنا

يا هل ترى نقوى على الميدان

إن الشدائد إن توالت أيقظت

منا عزائم رحمة وحنان

إن كنتم ترجون دينًا خالصًا

فلتخلصوا الأعمال للديان

ولتطلبوا الغفران عما قد مضى

يغفر لكم ما سطر الملكان

وكان الإخوان بأبو تيج قد استطاعوا الاتفاق مع السيد عبد الحميد عزمي رئيس تحرير جريدة النادي بأبو تيج وصاحب امتيازها على أن تكون "النادي" صوت الإخوان المسلمين في الوجه القبلي، وقد وافق السيد عبد الحميد عزمي على ذلك وأصبح توجه الجريدة إسلاميًا، كما عنيت الجريدة بأخبار الإخوان المسلمين في القطر المصري عامة وبأخبار الإخوان في أبو تيج والصعيد بصفة خاصة، وقد عبر صاحب "النادي" عن ذلك بمقال تحت عنوان:

"هذا بيان للناس" هذا نصه: عندما عرض عليَّ صديق من الإخوان المسلمين أن أتجه بجريدة النادي اتجاهًا دينيًا للدعاية في سبيل انتشال الأخلاق من الوهدة التي تردت في حمأتها أحسست أنه قد كان في النفس شيء طالما كنت أبحث عنه، وطالما جهدت في سبيل العمل له، وأن طريق هذا الشيء قد وضح وبان عندما وصل إلى سمعي هذا البلاغ القدسي، ووالله لكأنه أمر سماوي قد عنيت به خاصة لاضطلع بأعباء هذه الدعوة.

وضعت يدي في يده، وأشهدت الله على البيعة، وراح كلانا يعرض هذه الفكرة مؤملين في الله سبحانه وتعالى أن يأتي ذلك اليوم الذي يتذوق فيه كافة المسلمين حلاوة ما تذوقناه.

ولعمري أي شيء في الحياة أعظم من ضمان تأخذه على الله بالنصر والتأييد إذا ما أخلصت في عملك وأسلمت وجهك له عز وجل مؤمنًا عاملاً.

وإننا في هذا الزمن الذي تبدل فيه كل شيء، وانقلبت فيه المعاني رأسًا على عقب والذي أصبح فيه الفقر يهون عليه إذا أخذت عليه مسالك العيش أن يبيع دينه بدنياه...

والذي أصبح فيه الغني يسد سمعه دون كل شيء إلا الاستماع على ما توصي إليه الشهوة السافلة الوضيعة.

إننا في هذا الزمن في حاجة شديدة إلى الدعاية السامية لتنبيه الغافلين وإسماع الغاوين، بل وزجرهم والأخذ على أيديهم.

بايعت الله على أن أقف بجريدتي لا بل وبروحي في سبيل معالجة هذه الخطوب التي تعركنا وتغرينا.

وقد آن أوان الجد، وقد شبعنا هزلاً وقد جاءت النذر فحق علينا أن نذكر.

وسوف يطالع القراء هذه الجريدة وسوف لا يرون فيها إلا لمحات بارقة من المعاني المحمدية السامية والمثل العربية الرائعة.

ونسأل الله جل شأنه أن يهدينا ويرشدنا إلى سواء السبيل إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير.

عبد الحميد عزمي صاحب النادي.

وفي مركز منفلوط وفي يوم الجمعة المبارك 9من ذي الحجة سنة 1355 - الموافق 22يناير 1937 اجتمع في منفلوط حضرات الإخوان الآتية أسماؤهم:

السيد محمد حامد أبو النصر والشيخ عبد الحميد عبد الستار والشيخ محمد السنوسي مقلد والشيخ متولي علي حمزة والشيخ عبد الرحيم عبد الحليم مقلد والشيخ مرسي عبد الجليل ومحمود إبراهيم عبد الدايم والشيخ محمد محمد صالح الحمصاني وغيرهم وقد أجروا عملية انتخاب هيئة شعبة الإخوان المسلمين بمنفلوط فأسفرت النتيجة عن اختيار الآتية أسماؤهم:

السيد محمد حامد أبو النصر رئيسًا، الشيخ عبد الحميد عبد الستار وكيلاً، محمد السنوسي مقلد سكرتيرًا، الشيخ متولي حمزة أمينًا للصندوق، وقرروا بعد هذا بالإجماع ما يأتي:

  • أولاً: اعتبار هذه الهيئة مؤقتة لحين نشر الدعوة بين الأصدقاء والأفراد وتوسيعها.
  • ثانيًا: عمل الإخوان على نشر الدعوة بكل الوسائل الممكنة.
  • ثالثًا: إرسال تلغراف للجنة الملكية الإنجليزية المؤلفة للفصل في قضية فلسطين تتضمن المشاركة مع الإخوان العرب أهل فلسطين.
  • رابعًا: توزيع رسالة المأثورات على الإخوان لحفظها والاستعانة بها على نشر الدعوة
  • خامسًا: تحديد يوم الجمعة من كل أسبوع لاجتماع الإخوان للنظر في شئون الشعبة ويلي ذلك الإمضاءات.

وفي عام 1937م جاء بيان بشعب وفروع الإخوان في أسيوط في مجلة الإخوان كالتالي:

المنطقة الرابعة عشرة – أسيوط

أ-أسيوط

3-ريفا .. مندوب/ الشيخ محمد سلامة

4-درنكة .. نقيب/ الشيخ محمود خليل قراعة

ب-أبو تيج

ج-ديروط

د-منفلوط

هـ-ملوي

و-أبنوب

ز-البدارى .. العقال البحري .. نائب/ الشيخ علي مرسي العقالي

وفي أغسطس من عام 1938م افتُتحت كثير من الشعب في هذه الرحلة المباركة، نذكر منها شعبة تل العمارنة بديروط، وشعبة المعصرة مركز ملوي، كما افتتحت شعبة ديروط، واختار الإمام الشهيد الأستاذ أحمد محمد قميص المحامى ليكون نائب الشعبة، وكان من نتائج زيارته إنشاء شعبة سوالم أبنوب بأسيوط، وكيمان المطاعنة.

كما جاء توزيع مناطق الإخوان في أسيوط عام 1940م كالتالي حيث كان مندوب هذه المنطقة الأستاذ محمد حامد أبو النصر:

توزيع مناطق الإخوان في أسيوط عام 1940م
بيان بشعب أسيوط 3.jpg


وكان توزيع مناطق الإخوان في أسيوط عام 1944م كالتالي:

بيان بشعب الإخوان 4.jpg


إخوان أسيوط في الهيئة التأسيسية

اختير عدد من الإخوان في أسيوط في الهيئة التأسيسية للإخوان، أمثال السيد محمد حامد أبو النصر – منفلوط، الشيخ حامد شريت – مفتش الوعظ بأسيوط، ومحمد فهمي مصطفى أبو غدير – أسيوط، حامد شريت، والحاج هاشم خليل – أبو تيح.

كما اشترك عدد منهم في الجمعية العمومية والتي عقد في عام 1945م وكان ممن حضر كالتالي:

أسيوط

أبوتيج

منفلوط

أبنوب

البداري

ديروط


زيارات الإمام البنا لأسيوط

الإمام البنا مع إخوان أسيوط أثناء زيارته لها

لقد حرص الإمام البنا على زيارة الشعب والمناطق وبحكم موقع ومكانة أسيوط كعاصمة الصعيد كان كثيرا ما ينزل عليه الإمام البنا.

فبعد زيارة الأستاذ البنا لمدينة طوخ قام برحلة إلى مدن الصعيد وقد كتب عنها الأستاذ مصطفى أحمد الرفاعي اللبان في مجلة الإخوان المسلمين واصفًا تلك الرحلة تحت عنوان:

"رحلة المرشد العام في الصعيد" والتي تمت في 20رمضان 1354هـ الموافق 16ديسمبر 1935م هذا نصها:

لقد كنت من الذين تمتعوا بمرافقة المرشد العام بعض الوقت حين جاء إلى الصعيد في أواخر رمضان الماضي، وانتظرت أن يكتب بعض الإخوان شيئًا عن رحلته النافعة وها هو قد طال انتظاري ولذا فقد اعتزمت كتابة هذه الكلمة تذكارًا لها.

علمت أن الأخ المرشد قادم من القاهرة في اليوم العشرين من رمضان بعد الظهر فذهبت لاستقباله، وهناك وجدت لفيفًا من الإخوان يحدوهم الشوق إلى لقياه ووصل القطار فأسرعت إلى لقائه وإذا وجهه يفيض بشرًا وعلائم النشاط التام ظاهرة عليه،

فسلمنا عليه وخرجنا من المحطة إلى مكتب الأستاذ محمد خلف الحسيني المحامي وهو شاب مسلم غيور على دينه معتز به فاستراح الأخ المرشد إلى نحو الساعة الرابعة ثم ركبنا السيارات إلى بلدة الواسطى وتعد من ضواحي أسيوط وكان في استقبالنا آل غدير الكرام وكثير من رجال البلدة، وهناك صلينا المغرب وتناولنا فطورنا الذي تخلله أحاديث شتى في العلم والأدب والدين والأخلاق،

وقد صلينا العشاء في مسجدها وأمنا الأستاذ الكبير الشيخ أحمد شريت المدرس بمعهد أسيوط والمشهور بعطفه على الجمعيات الإسلامية وكان المسجد مملوءًا فيه المئات من الناس المتعطشين إلى الوعظ والإرشاد، فوعظهم الأخ المرشد وعظًا مخلصًا وجلت منه قلوبهم وأحسوا بحاجتهم إلى العمل على الخلاص مما هم فيه من ضعف وفرقة وبلاء وتبعته بكلمة في رمضان ومعنى صيامه وفي ليلة القدر وسموها وجلالها،

وغادرنا المسجد إلى منزل كبير اجتمع فيه حفل عظيم وكانت ليلة عظيمة تكلم فيها الأخ المرشد فاحيا النفوس وأيقظ الأمل وبين للناس كيف ينقذون أنفسهم مما حل بهم بسبب التقصير وقد شاركه بعض الإخوان فجلوا مبادئ الإسلام العليا، بينوا كيف أهملها المسلمون وفيها سعادتهم وهناؤهم.

وقد سررت من هذه الليلة كثيرًا وربا أملي وقلت: لو أن الناس يعملون بما يسمعون لقدمنا على عهد يقظة شاملة تنتظمنا جميعًا فنحظى بالأماني ونظفر بالعزة والسلطان.

وفي 22رمضان سنة 1354هـ الموافق 18ديسمبر 1935م، عاد الأخ المرشد إلى أسيوط بعد أن ملأ الواسطى بعظاته القيمة وقد بقي إلى الساعة الواحدة مساء وسافر معه بعض الإخوان إلى منفلوط فالقوصية لزيارة شعبتها وتفقد أحوالها،

وفي 23رمضان سنة 1354هـ الموافق 19ديسمبر 1935م، رجع الأخ المرشد إلى أسيوط موفقًا وفي الساعة الثامنة مساء حفلت جمعية الشبان المسلمين بعدد كبير من المثقفين لسماع محاضرته القيمة، وقد جعلها في بيان أن الإسلام تكفل بجميع المبادئ التي تكفل رقي البشر وسعادتهم،

وفصلها تفصيلاً بديعًا سر منه السامعون كثيرًا وكان صوته موسيقيًا عذبًا وإلقاؤه سهلاً جميلاً وتمكنه من حشد الآيات القرآنية والأحاديث النبوية دلالة على قوله عجيبًا، وقد هتف له الناس كثيرًا وشكروا الله الذي هيأ لهم سماعه، وفي غرة شوال سنة 1354هـ 27ديسمبر 1935م،

بدأ يوم عيد الفطر المبارك وكان يومًا مشهودًا وخطب فيه الأخ المرشد بمسجد الفرغل ولقى قبولاً عظيمًا واستحسانًا عامًا، وعاد إلى أسيوط وقت الأصيل وحظيت به جمعية الشبان المسلمين مرة أخرى وخطب في ناديها فألان الأفئدة واسترعى الأسماع ونثر من درره ما نرجو أن يكون مفيدًا إن شاء الله.

ولما كانت الليلة الختامية لمقامه في أسيوط فقد حفلت بالعديد من إخوانه المخلصين وكان الأستاذ الشيخ شريت فارسها وداره العامرة ميدانها فدار الحديث عن الإسلام والمسلمين ووسائل تقويتهم ونهوضهم.

وفي 2شوال سنة 1354هـ الموافق 28ديسمبر 1935م، شد الأخ المرشد رحاله ليعرج إلى منفلوط ومنها إلى القاهرة خاتمة مطافه السعيد المفيد، وإن الأيام التي سعدت بلقائه فيها لا تنسى أبدًا وبخاصة أنها كانت لله وفي سبيل الله وجهادًا مشكورًا مخلصًا لا رياء فيه ولا سمعة.

في ديسمبر من عام 1938م زار الإمام البنا أبو تيج زيارة مفاجئة؛ حيث زار الإخوان وألقى محاضرة قيمة وهو في طريقه لحضور مؤتمر لطلبة الإخوان بأسيوط.

كما قام الإمام البنا برحلة الصعيد المعتادة فى صيف عام 1939م لمدة أربعين يومًا تقريبًا، ضمت جميع محافظات الصعيد؛ بدءا من المنيا وانتهاء بأسوان، زار خلالها أكثر من ثلاثين مدينة وقرية، وتفقد شعب الإخوان فى تلك المدن والقرى التى احتوى بعضها على أكثر من شعبة. وكان برنامج الرحلة كالتالي فيما يخص محافظة أسيوط:

بيان بشعب الإخوان 5.jpg


الإمام البنا مع إخوان أسيوط أثناء رحلة الصعيد

ولقد تسابقت بعض الوفود في البلاد التي زارها الإمام البنا والتي لم تكن فى برنامج زيارة الإمام البنا لدعوته لزيارتها؛ مما أحدث اضطرابًا فى برنامج الرحلة، لا سيما أن تلك الوفود لم تكن من الإخوان، كما أنها لم تكن من عوام الناس؛ بل كان بعضها من نواب البرلمان؛ مما اضطر الإمام لإجابة رغباتهم، وهو ما أحدث الاضطراب فعلا؛

فقد دعا الشيخ إسماعيل فواز عميد آل فواز عضو مجلس الشيوخ الإمام البنا لزيارة بلدته، فلبى فضيلة الإمام الدعوة، وتألفت شعبة جديدة للإخوان، وقد أدت تلبية الإمام للدعوات المختلفة لتأخير موعد انتهاء الرحلة لمدة أسبوع تقريبًا؛ حيث كان المقرر أن تنتهي فى 10سبتمبر، ولكنها امتدت إلى 16سبتمبر 1939م.

ولقد اصطحب الإمام فى تلك الرحلة الأخ الفاضل الشيخ عبد المعز عبد الستار والشيخ سليمان عويضة، كما اصطحب بعض الإخوة فى أجزاء من الرحلة،

كان منهم الشيخ أحمد حسن الباقوري الذى ساهم بالخطابة فى أكثر من موضع، وألقى قصيدة فى الواسطى أثناء زيارة الإمام لها، وهذا نصها:

أذّن النصر والتقت أعلامه

وانجلى الكفر حين رِيع ظلامه

أى ركب مظفر أينما راح

ففى قبضة الإله زمامه

كلما حلّ واديًا راح يجري

فى رباه الندى وفاض غمامه

وإذا صاح منشدًا رجع الكون

وأصغى فى غابِه ضرغامُه

أى ركب؟ وأى صحب كرام؟

بعد ما جانَب الزمانَ كرامُه

إنهم سادة الشباب تلاقت

فى ربا المجد والعلا أحلامه

فهم الخير فيضُه وجناه

وهم الحق سيفُه وحسامُه

أيها المرشد الكريم شبابا

تفتديه العلا وأنت إمامُه

عشت للحق مذ نشأت غلاما

فببُردَيْك شيخُه وغلامُه

فهو جند إذا دعوت سميع

يمنع الحق أن يحلّ حرامُه

بايع الله أن يموت وفيًّا

وعلى عهده استقر مقامُه

أسلمَتْك الأيام إياه غضًّا

فانجلَتْ عنه بالهدى أوهامُه

فإذا نفحةُ النسيم رضاه

وإذا وَقدَةُ الجحيمِ ضرامُه

أيهذا الشباب أنتم رجاء

للنبى الكريم طال قيامه

أنتم الأُسْد فى الوجود المعنى

وسواكم من الشباب نعامُه

والذى ينصر الإله عزيز

عزّ مَن كان بالإله اعتصامُه

يا شباب الإسلام والوطن البائسِ

أَوْهَى بناءَه حُكّامُه

أطلِقوا العهد فى حماه جموحا

غاربًا عنه سرجُه ولجامُه

ويحَ مصر وويح شعب بمصر

لو طوى الخلف لانطوت آلامُه

يا شباب الهدى وقد جمعتكم

فى رياض من التقى أرحامه

أى مجد لكم وأى فخار

أن يُرى الدينُ حُكِّمت أحكامُه

يا شباب الإسلام هزوا قناكم

صافحوا المجد إنكم قُوَّامُه

لم تقتصر رحلة الإمام البنا على الدعوة وزيارات الشعب؛ بل تضمنت عيادة المرضى ومواساتهم، كما تضمنت المشاركة فى عقد زواج بعض الإخوة، وإجراء المصالحة بين العائلات والمتخاصمين؛ ففى أثناء رحلة الإمام زار شعبة أولاد مازن، وبعد الزيارة اجتمع شباب أولاد مازن وأولاد يحيى لتوديع الإمام عند سفره إلى نجع حمادى، وركبوا السيارات، ولخطأ من السائقين اصطدمت سيارتان تصادمًا عنيفًا أدى إلى إصابة الإخوة رياض محمود وعبد اللطيف أبو طالب من إخوان أبو مازن،

فتوقف الركب، وطالب الجميع المرشد بإكمال المسير إلى نجع حمادى؛ لأن الجمع ينتظره هناك، وأن إخوان أبو مازن سيقومون بالواجب تجاه إخوانهم؛ حيث إن جروحهم بسيطة، لكن الإمام الشهيد رفض التحرك إلى نجع حمادى، وأصر على تغيير وجهة السير إلى البلينا، وهناك عرض الإمام الشهيد الأخوين على طبيب إخصائى، واطمأن عليهما.

وعندما انتهى من ذلك كان ميعاد حفل نجع حمادى قد فات، بالرغم من أن الجميع كان حريصا على حضور هذا الحفل.

وفي يوم الخميس 16جمادى الأولى 1357هـ الموافق 14يوليو 1938م، توجه الإمام البنا إلى شعبة الإخوان ببني مجد وبعد استقبال حافل من إخوان وأهالى بنى مجد والغداء وصلاة العصر أقيم سرادق ضخم ورغم ضخامته لم يتسع لكل الحضور، وبدأ الاحتفال من بعد صلاة العصر، وتعاقب الخطباء، واستمر الاحتفال حتى آخر الليل؛ حيث كانت كلمة الإمام هى مسك الختام.

ولقد ذكر الحضور بمجد الإسلام، وأشاد بعظمته، ودعا الناس لمناصرة دعوة الإسلام، وأخذ العهد عليهم بذلك، ثم فى الصباح الباكر اجتمع الإمام بإخوان شعبة بنى مجد حتى العاشرة صباحًا، ثم انتقل إلى منفلوط؛ حيث خطب الجمعة بمسجد الكاشف، ثم أعقبها بكلمة جامعة، ثم عرج الإمام على القوصية.

ولقد قام الإمام الشهيد عند زيارة الواسطى بمركز أسيوط بعقد زواج الأخ فهمى أبو غدير على كريمة عمه فضيلة الشيخ قاسم أبو غدير، وتولى الإمام صيغة العقد بنفسه، كما أتم المصالحة بين أسرة أبو غدير ممثلة فى الشيخ مصطفى أبو غدير وأسرة عمر بك طه من أهالى الواسطى بعد عداوة امتدت من عام 1907م حتى عام 1939م.

وفى يوم الجمعة في مارس من عام 1939م زار الإمام البنا إلى منفلوط، حيث زار السيد محمد حامد أبو النصر مندوب الإخوان بمنفلوط، وهنأه على سلامة وصوله من الحج وتمام نعمة الله عليه بأداء فريضة الحج. وقد ألقى الشيخ طه الأمين شاعر الإخوان بمنفلوط قصيدة، هنأ فيها الأستاذ محمد حامد أبو النصر بالعودة من الحج فى حضور المرشد.

وهذه بعض أبيات منها:

لربك فاشكر يا محمد حامد

فكل لما أوليت مُثنٍ وحامد

وأنى لهم أن يجحدوا الفضل والحجا

وأنت على خير وربك شاهد

وجدك طه المصطفى خير مرسل

وخير نبى جاء والكفر سائد

فعم به الإيمان والنور والهدى

ولم يبق غير الحق للناس رائد

فكيف وجدت الآن دين محمد

هناك؟ وهل سوق الشريعة كاسد؟

وهل حرمات الدين فيها مباحة

أم الكل عن حوض الشريعة ذائد؟

لك الله يا مصر من أن ترعوى

وفى أى أوقات تتم المقاصد

فإنى لأخشى أن تلم بأمتى

شدائد تغزو شعبها ومكايد

والله إن الأمر حق وواقع

وأكذب شىء ما تقول الجرائد

ثم خطب الإمام البنا الجمعة فى مسجد أبو النصر، وألقى محاضرة جامعة بعد الصلاة، ثم سافر الإمام البنا من منفلوط إلى أسيوط بعد صلاة العصر؛ وذلك لافتتاح دار الإخوان بأسيوط، وجمع الحفل إخوان المديرية، واستمر الحفل من بعد صلاة المغرب، وحتى منتصف ليل الجمعة موعد قطار الإمام الشهيد إلى القاهرة التى وصلها صباح السبت، وكان مما ألقى فى الحفل بعد كلمة الإمام الشهيد بعض قصائد الشعر، منها قصيدة للأخ الشيخ هاشم أحمد حمادة بمعهد أسيوط، وجاء فيها:

الله غايتنا القرآن مبدؤنا

هى العقيدة لا نبغى لها دونا

لكن أرى القوم فى لهو وفى لعب

حتى غدوا عن الإسلام لاهينا

سنوا القوانين أحكامًا ملفقة

هل كان ذلك تشريعًا وتقنينا

فليترك القوم قانونًا بوضعهم

فلا نقر سوى القرآن قانونا

ثم ألقى الأخ محمود الشافعىالطالب بمعهدأسيوط قصيدة، هذا مطلعها:

أسعد الكون بالعظات الغوالى

وأسكب المرشد فى سنا وجلال

جئت والغى يستزيد نشاطًا

فى حنايا الطغاة والجهال

وإذا صوتك القوى ينادى

راقبوا الله يا دعاة الضلال

وإذا صفحة النذير تدوى

من قضى العمر فى خداع الآل

كما زار الأستاذالبنا منفلوط في يناير من عام 1947م بناء على دعوة من الأستاذ محمد حامد أبو النصر واجتمع بمندوبي شُعب منطقة منفلوط للتفاهم في شئون الدعوة، ثم توجه فضيلته إلى المنيا واتجه إلى دار المنطقة حيث تباحث مع مندوبي المناطق والشعب في شئون الدعوة والموقف الحاجز..

ثم زار دار الأستاذ توفيق خفاجة، وفي الساعة السادسة والنصف حضر حفل الشاي بدار المنطقة بين لفيف من وجوه المدينة ومندوبي الإخوان من أسيوط ومنفلوط حيث ألقى كلمة الترحيب رئيس وسكرتير المكتب الإداري بالمنيا وأعقب ذلك حديث جامع لفضيلة المرشد العام أجاب فيه على كثير من الأسئلة.


أنشطة الإخوان في أسيوط

في المؤتمر العام السادس للإخوان

لقد نشط الإخوان في أسيوط وقاموا بعدد من الأنشطة والفعاليات والمشاركات فنجدهم لهم دور مثلا في المؤتمر السادس للإخوان والذي عقد عام 1941م، ففي يوم الخميس الحادي عشر من شهر ذى الحجة المبارك سنة 1359هـ الموافق التاسع من يناير 1941م توافد على دار الإخوان المسلمين بالحلمية أكثر من خمسة آلاف شخص من كافة أنحاء القطر المصري لحضور المؤتمر الدوري السادس، ولقد تحدث فيه قادة الإخوان كما تحدث الأستاذ عبد اللطيف العيلى من إخوان "ملوي"، الذي ألقى زَجَلا إسلاميًّا تناول فيه صميم فكرة الإخوان.

التصدي للتبشير والمنكرات

ولقد قاوم الإخوان التبشير في كل محافظات القطر المصري سواء في وجه بحري أو وجه قبلي وكان من نماذج من جهود الإخوان في مقاومة التبشير، ما حدث في منفلوط، فقد ظلت منفلوط بلدًا هادئًا ساكنًا مثال الاستمساك بعقيدته الإسلامية حتى هاجمته في رجب 1355هـ، سبتمبر 1936م عصابة من المبشرين "الفرنسيسكان" لفتح مدرسة للبنين والبنات، وقام الإخوان بها بتحذير الأهالي من شرورها، وقام البلدة على بكرة أبيها مسلميها ومسيحييها لصد هذه الغارة التي تمس الطرفين معًا، ووعد سعادة محمد الحفني الطرزي باشا وحضرة حسن بك يونس بالعمل على إنقاذ بلدهما الأمين من شر هؤلاء المضللين.

كما حارب الإخوان كل ما هو منكر بالحسنى واللين وتعريف المجتمع بالأخطار الاجتماعية التي تحاك له ، فقد جاء في مقال بجريدة الإخوان المسلمين في 18 مايو من عام 1937م تحت عنوان:

"في أبي تيج إن كان كذلك فهي هزيمة منكرة" وصف المقال لبعض ما حدث في مولد أحد العارفين من إباحة الخمر والميسر وحضور العاهرات في هذا الحفل وخروج الأهالي ومطاردتهم للعاهرات.

فقد أصبحت أماكن اللهو والرقص أماكن عبث وفجور وتهديد لحياة الآمنين، تنتهك فيها الحرمات والأعراض فهب الإخوان والأهالي منذ وقت مبكر بالتصدي لهذا الأمر وفي عام 1947م

حدث من أهالى أبي تيج الذين ضجوا بالشكوى لوزير الشئون الاجتماعية لانتشار الملاهي الخليعة والقمار والخمور بمولد الفرغل المقام بها وقد راجوا معاليه بإصدار أمره بمنع هذه الموبقات, ولقد ناشدت جريدة الإخوان معالي الوزير بالاستجابة لهذا الطلب

الاحتفال بالمناسبات الإسلامية والخدمية

ولقد احتفلت بذكرى الهجرة كثير من شعب الإخوان خاصة فى مديريات المحافظات والشعب والمراكز الكبيرة على مستوى الجمهورية وذلك فيفبراير من عام 1939م، ومن تلك الشعب: "بنها، بنى عديات، مركز منفلوط، والإخوان المسلمون فى أبى تيج.

وفى أسيوط فقد افتتح الإخوان العيادة الطبية عام 1945م، وكان مديرها الدكتور عباس محمد حسين، وكانت العيادة تقوم بمعالجة جميع المرضى مجانًا، شاملا العلاج لجميع الأمراض على اختلاف أنواعها، من التاسعة إلى الحادية عشرة صباحًا يوميًا، ما عدا يوم الجمعة.

نشاط دعوي

وقد أرسل مكتب الإرشاد عام 1938م إلى الشعب والمناطق لعمل الكتائب، وقد سارعت الشعب فى تكوين تلك الكتائب وسمتها "كتائب المجد"، ومن أمثلتها:

كتائب الواسطى: وفى الواسطى اتخذ الإخوان بها دارًا قديمة، وقاموا بإصلاحها وترميمها وتنظيف المنطقة المحيطة بها حتى تصلح مكانًا لمبيت الكتيبة، فضلا عن أن تكون منتدى لهم، وقد تكونت من الواسطى وأسيوط كتيبة ضمت كلا من:

1- شاكر محمد حسن

2- عبس حسن فراج

3- عطا الله إبراهيم

4- فرحان سيد

5- مصطفى سيد على

6- أحمد عبد الفتاح

7- قاسم أحمد حسانين

8- حسن عبد الوهاب

9- توفيق محمد حسين

10- أحمد سعودى

11- محمد حماد

12- حسين أحمد حسن

13- حسن مصطفى حسن

14- أبو القاسم نجيب

15- محمد سيد عبد الرحمن

16- سعد حسن على زرزور

17- محمد قاسم عبد الكريم

18- حسين محمد فاضل

19- محمد فاضل

20- على محمد أحمد أبو زيد

21- عبد العزيز محمد

22- قاسم أبو غدير

23- محمود محمد محمود أبو غدير

24- أحمد محمد محمود أبو غدير

25- سعيد أبو سلامة

26- محمد سيد أبو سلامة

27- مصطفى إبراهيم

28- أحمد محمد حسين بلدو

29- حمدى محمود عبد العال

30- أحمد محمود مصطفى

31- محمد سيد عبد العال

32- محمد على حسنين أبو غدير

33- قاسم محمد قاسم أبو زيد

34- محمد محمد أحمد أبو زيد

وقد قام مكتب الإرشاد فى شهرنوفمبر 1938م باستدعاء مندوبين من كل شعبة لتلقى دورة فى هذه الكتائب، وتلقى التعليمات والمطبوعات حتى تتم الكتائب على الوجه المرجو، وأُرسل إلى كل شعبة خطاب بذلك نورد نصه:

خطاب من مكتب الإرشاد العام إلى شعب الإخوان المسلمين

"حضرة الأخ المفضال، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وكل عام وحضراتكم وكافة الإخوان بخير وهناءة.

أما بعد..

فنظرًا لما يعتزم المكتب التقدم به من تكوين الكتائب عقب عيد الفطر المبارك نرجو أن تنتدبوا اثنين من الإخوان الأكفاء المخلصين بشعبتكم للحضور إلى دار الإخوان بالقاهرة والإقامة بها ليلتين أو ثلاثًا؛ ابتداء من ظهر اليوم الثانى من شهر شوال؛

لتلقى تعليمات وتسلم مطبوعات خاصة بهذا التكوين، تمكنهما من القيام بهذه المهمة فى شعبتهما بعد العودة من القاهرة، على أن تتفضلوا بإفادتنا عن اسمى الأخوين اللذين يقع عليهما الاختيار فى موعد غايته 25 رمضان المبارك سنة 1357هـ - 17 نوفمبر 1938م إن شاء الله؛ حتى يمكن إعداد ما يلزم لراحتهما فى هذه المدة، والسلام عليكم ورحمة الله.

وفي منفلوط أقام الإخوان المسلمون حفل تأبين للراحل الكريم سعادة الطرزي باشا أحد أعيان محافظة أسيوط وذلك تقديرًا لأثاره الجليلة وأعماله النافعة في سبيل الإسلام والوطن.

كما أقام الإخوان معسكرا كبيرا في أسيوط حيث قرر المركز العام لجوالة الإخوان المسلمين إقامة معسكر صيفي فيها في الفترة بين 20 يوليو حتى 30 من نفس الشهر عام 1939م، حيث كان مندوب هذا المعسكر الأستاذ يوسف أفندي غنيم، وقد جاء فيه:

"هذا المعسكر أقيم فى الجهة الغربية من الواسطى بجوار نهر النيل فى منطقة من الأرض فسيحة، وقد انتظم فيه إخوان شعب أسيوط المختلفة، وتم فيه نشر الدعوة كغيره من معسكرات الأقاليم؛ فقام الإخوان بزيارة الواسطى يوم الجمعة 11جمادى الآخرة 1358هـ، وصلّوا الجمعة فيها، وقاموا بشرح مبادئ الإخوان.

كما قاموا بزيارة بلدة الوليدية يوم الأحد الموافق 13جمادى الآخرة؛

حيث صلوا الظهر فى المسجد الكبير، كما ألقى داعية الإخوان الأخ مصطفى عبد البديع كلمة عن دعوة الإخوان، ثم اخترق إخوان الكشافة شوارع أسيوط حتى وصلوا إلى دار الإخوان، ثم عادوا ثانية بنفس الطريقة إلى معسكرهم".

وكان من أعجب المواقف التي ذكرها الإمام البنا في مذكراته فى ذلك المعسكر مشاركة الحاج سليمان صالح الحبارون شيخ الإخوان ببنى مجد التابعة لمركز منفلوط، والذى أشرف على بلوغ الثمانين عامًا، وإصراره على المشاركة الفعالة، وعلى أن يتساوى مع جميع إخوانه فى كل التكاليف؛

فيقوم بالحراسة، ويؤدى التدريبات الرياضية، كما يقوم بأعمال النظافة والطبخ كأى شاب من شباب الإخوان، ويحرص على ذلك.

وقد حدَّث الإمام الشهيد -رحمه الله- أنه فى إحدى دوريات الحراسة قبل فجر ليلة من الليالى مرّ يتفقد الخيام، وكانت مسماة بأسماء أبطال الصحابة؛ فهذه خيمة أبى بكر، وهذه خيمة أبى عبيدة، وهذه خيمة خالد، وأخرى لسعد بن أبى وقاص..وهكذا.

فخيل إليه أنه يرى أصحاب هذه الخيام داخل خيامهم، فأخذته نشوة من الحماسة، جعلته يلوح بسيفه فى الهواء، ويهتف بكل قوته بصوت غير مسموع حتى لا يوقظ النائمين "الله أكبر ولله الحمد"، قال: فما راعنى إلا أن رأيت نورًا موصلا بين سماء المعسكر وأرضه يجلله ويتغشاه، ذكرنى بخيط من النور رأيته مغرب يوم عرفة ممتدًا من السماء إلى الصخرات الكبار بجبل الرحمة سنة 1324هجرية،

حين أديت فريضة الحج، فشغلت بمشاهدته عن الهتاف، واستمر لحظات قصار، ثم عاد كل شىء كما كان، وزاولت مهمتى من إيقاظ الإخوان للاستعداد لصلاة الفجر، ولم أحدّث بهذا أحدًا غيرك لتطمئن على المعسكر، ولتعلم أننا والحمد لله على نور من ربنا.

أما قصة السيف فتتلخص فى أن الحاج سليمان -رحمه الله- حين قُبل بالمعسكر ونودى اسمه بين الجنود فيه، قال:

"اشتهيت أن أكون من سكان خيمة أبى بكر، ولكن لم أطلب هذا الطلب حتى لا يقال: جندى متمرد يختار لنفسه ويخالف النظام"، ولكن سرعان ما فوجئت بالأخ يوسف قومندان المعسكر يقول: "الحاج سليمان خيمة أبى بكر"، فقلت فى نفسى: "هذا أول التوفيق"، وحمدت الله.

وفى توزيع دور الحراسة انتدبنى "الحكمدار" ليخطرنى بدوريتى، فخرجت معه، وقلت له: هل يكون حارس بغير سلاح؟ وأين السيف الذى أجاهد به؟ فابتسم، وقال:

إنه حاضر، وسآمر لك به، وسرعان ما أمر، فأحضر سيفًا أثريًا، كان بعض الإخوان قد تبرع به للمعسكر، وقدمه إلىّ ضاحكًا، فتناولته فرحًا مسرورًا، وتقلدته لساعتى، واعتقدت أنه توفيق آخر، وأن عملنا فى هذا المعسكر سلسلة من التوفيق والحمد لله، وبهذه الروح كان الإخوان يقيمون معسكراتهم، ويزاولون فيها نواحى نشاطهم. فرحم الله الحاج سليمان، وأفسح له فى جنته، آمين.

نشاطهم نحو فلسطين

لقد نشط الإخوان نحو القضية الفلسطينية منذ عام 1933م، ولقد نشطت شعب الإخوان مع المركز العام في هذه القضية، وكان من هذه الشعب شعب الإخوان في أسيوط، فحينما عقدت اللجنة البرلمانية للدفاع عن فلسطين فقد أيدها الإخوان وأرسلوا برقيات للمركز العام، ومنهم الإخوان المسلمين ببني مجد حيث جاء في مجلة النذير عام في يونيو عام 1938م:

"الإخوان المسلمون ببني مجد - منفلوط يشكرونكم وشيوخ ونواب الأمة لاهتمامكم بقضية فلسطين ويؤيدونكم".

وأيضا: الإخوان المسلمون ببني مجد منفلوط يحيون المؤتمرين، ويطالبونهم بقرار حاسم ضد الغاصبين، ورفض مشروع التقسيم الجائر، وأيضا الإخوان المسلمون بسراوة منفلوط يحيون المؤتمرين، وينتظرون منهم موقفًا مشرفًا نحو قضية فلسطين".

وأيضا الإخوان المسلمون بالقوصية: "نأمل أن يوفق المؤتمرون لحل قضية فلسطين حلاًّ حاسمًا يصد غارة اليهود والمستعمرين، وينافي مشروع تقسيمها، ويحفظ وحدتها، ويصون كرامة الإسلام والمسلمين".

وأيضا الإخوان المسلمون بملوى يؤيدون قرارات المؤتمر، ويعلنون تضامنهم واستعدادهم لتلبية نداء الجهاد لإنقاذ الإسلام من مخالب الوحوش، ويضحون في ذلك بأرواحهم قبل أموالهم.

كما أرسل الإخوان المسلمون بملوى احتجاجًا إلى السفير البريطاني يستنكرون ما جاء بالكتاب "الأسود" الذي صرحت فيه بريطانيا بتسليم أرض العروبة إلى اليهود الظالمين، ويستنكرون ما تفعله السلطات البريطانية مع العرب البواسل.

وأرسل الإخوان المسلمون بأولاد يحيى الحاجر احتجاجًا جاء فيه:

نرفع صوت الحق عاليًا محتجين على تلكم التصرفات الظالمة التي آل إليها أمر فلسطين الشقيقة العزيزة التي تعد قطعة من الوطن الإسلامي العظيم.

ولم يقتصر الأمر على ذلك فعندما أعلنت الحرب في فلسطين عام 1948م شارك الإخوان بأسيوط فيها،

حيث ورد في جريدة الإخوان المسلمين اليومية، أن برقية وصلت للإخوان في الفشن تخبرهم بمرور المجاهدين من أسيوط في محطة قطار الفشن بقطار رقم 167 فقام إخوان منطقة الفشن بالمرور بالمدينة مرددين الهتافات الإخوانية داعين لنصرة فلسطين وسقوط دولة المستعمرين والغاصبين وقد شاركهم هذه العاطفة مئات من الأهالي والأعيان والموظفين.

كما تبرع الإخوان بكثير من الأموال للقضية الفلسطينية مثلما تبرع الأستاذ محمد حامد أبو النصر بـ 500 قرش، كما تبرع بـ 150 قرش الأستاذ أحمد أفندي عبد الرحمن وأحمد أفندي عبد الغني بمنفلوط، كما تبرع بـ 100 قرش الشيخ محمد سويلم الواعظ بمنفلوط، وايضا بـ 70قرش من فاعل خير بمنفلوط، كما تبرع بعض الإخوان من أسيوط بالأتي:

  • 1 جنية و 10 قروش من حضرة واعظ منفلوط الشيخ محمود سويلم
  • 5 جنية من مختار أفندي نور الدين
  • 3 جنية من الشيخ قاسم أبو غدير
  • 1 جنية من سعادة عبد السلام محمود بك مدير الشرقية السابق
  • 265 قرش من تحصيل الشيخ إبراهيم علي من مسجد الطوال بالسماعنة
  • 85 قرش من الشيخ عبد العال إبراهيم سعد
  • 1 جنية من سيد أحمد عبد الكريم أفندي بالسماعنة.

كما تجاوبت شعب الإخوان كعادتها مع مشروع التبرع لفلسطين عام 1945م، وتفاعلت لإنجاحه أيما تفاعل، ففي شعبة أبي تيج اجتمع لفيف من الإخوان المسلمين وتباحثوا طويلاً في قضية فلسطين في الأسبوع الذي وقفوه على نصرتها، وكان مما قرروه:

  • بذل أكبر مجهود ممكن في جمع قرش فلسطين.
  • جعل الاحتفال بليلة الإسراء فرصة مناسبة لتفهيم الناس ما يحيك أعداء الله للمسجد الأقصى، ثم صلاة الغائب على شهداء فلسطين".


موقف الإخوان بأسيوط نحو الدول العربية

لم يقتصر دور الإخوان وجهودهم على فلسطين فحسب بل اعتنوا أيضا بقضايا الدول العربية والإسلامية، ولقد شارك إخوان أسيوط في هذه الفاعليات، فعندما حضرت الوفود العربية إلى مصر لدعم سوريا ولبنان في محنتيهما ضد فرنسا استقبلها الإخوان، وحياهم الأستاذ السكري باسم الإخوان، وفي اليوم التالي احتشد الإخوان المسلمون في جامع الكخيا بميدان الأوبرا في صلاة العصر، وصلى بهم الأستاذ المرشد إمامًا، وبعدها دعا الإخوان إلى صلاة الغائب على أرواح الشهداء، فأدوا الصلاة،

وخرجوا بعدها في جموعهم وقد رفعوا أعلامهم وانتظموا في مظاهرة سارت من مسجد الكخيا إلى ميدان إبراهيم باشا، فشارع إبراهيم باشا، وكان الأخ حامد شريت سكرتير الإخوان بأسيوط يركب سيارة، ومعه المذياع، فأخذ يهتف وسط الجموع فيرد الإخوان هتافه بحماسة بالغة وشعور فياض، فدوى الهتاف بحياة سوريا المجاهدة ولبنان الباسلة، وسقوط فرنسا الغاشمة، كما هتف الإخوان بمبادئهم: الله غايتنا، والنبي إمامنا.


مشاركة الإخوان في الانتخابات

أعلن الإخوان دخولهم الانتخابات البرلمانية بناء على ما جاء في المؤتمر السادس وقراراته، وبناء على ذلك تقدم الأستاذ البنا عام 1943م أثناء وزارة النحاس باشا غير انه تنازل تحت الضغط، وحدثت مشكلة مع الأستاذ البنا، فقام بعض أعضاء مكتب الارشاد بتوضيح الصورة ومن أمثلة الزيارات التى قام بها أعضاء مكتب الإرشاد للأقاليم لتوضيح رؤية الإمام البنا للتنازل عن الانتخابات؛

الزيارة التى قام بها الأستاذ عبد الحكيم عابدين سكرتير عام الجماعة لأسيوط، وعقد لذلك اجتماعًا لنواب الإخوان فى دارهم بأسيوط، كما ذكر الأستاذ حامد أبو النصر ثم عاود الترشح هو وعدد من الإخوان عام 1945م أثناء وزارة أحمد ماهر، فقد تقدم للترشيح من الإخوان المسلمين كل من المرشد العام عن دائرة الإسماعيلية، والأستاذ أحمد السكري عن دائرة الفاروقية بحيرة،

والأستاذ صالح عشماوي عن دائرة مصر القديمة، والأستاذ عبد الحكيم عابدين عن دائرة فيدمين الفيوم، والأستاذ عبد الفتاح البساطي عن دائرة بندر الفيوم، والسيد محمد حامد أبو النصر عن دائرة منفلوط.


نشاط طلبة الإخوان بأسيوط

كان للطلبةالإخوان أنشطة كثيرة في أسيوط فقد قامت الشعب بتشكيل روابط للطلاب، وكان تكوين تلك الروابط هو بداية تكوين قسم الطلاب فى المناطق والشعب، حيث تكونت "رابطة أبو تيج" وقد تكونت فى أبو تيج التابعة لأسيوط رابطة أخرى للطلاب،

سميت "شباب محمد" فى أبو تيج، وانتخب الأخ محمد حسين أبو سالم سكرتيرًا لها، ووضعت تلك الروابط لائحة تنظم صفوفها، وتوضح أغراضها فى حدود القانون العام للإخوان المسلمين.

وكان من أنشطة تلك الرابطة نشر الفكرة الإسلامية، وتربية الأعضاء دينيًا وبدنيًا بتنظيم دروس فقهية وفرق للخطابة وأقسام للجوالة والرياضة البدنية، وتشجيع الاقتصاد الإسلامي والعناية بالأعمال الخيرية.

ولقد عقد الطلاب الكثير من المؤتمرات الطلابية فى تلك الفترة مثل المؤتمر الذي عقد في أسيوط فى مساء يوم الجمعة 10شوال 1357هـ الموافق 3ديسمبر 1938م؛ حيث بدأ المؤتمر بقراءة القرآن الكريم، ثم استهل كلمات المؤتمر الشيخ محمد حسنين مقرر المؤتمر،

ثم تلاه الأستاذ عبد الحكيم عابدين عن الجامعة، ثم قدم الأخ حامد شريت مندوب دار العلوم الذى اعتذر عن عدم إلقاء الكلمة حتى يفسح المجال للإمام الشهيد، وتنازل الخطباء عن كلماتهم، ثم أنشد الأخ عبد الستار إبراهيم قصيدة من شعره الإسلامى أثارت إعجاب الحضور، ثم ألقى الإمام البنا كلمته ثم ختم المؤتمر بتلاوة قراراته.

وفي أسيوط أيضا أقام قسم الطلبة مؤتمرا في يوم الخميس 13من صفر 1365هـ الموافق 27/1/1946م بدار الإخوان بأسيوط, حيث رفعوا قرارات المؤتمر إلى الملك فاروق والتي جاء فيها

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ

الى مقام حضره صاحب الجلالة مولانا الملك المعظم فاروق الأول ملك وادي النيل يا صاحب الجلالة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وبعد فأن طلاب الإخوان المسلمين بالمعاهد والمدارس الثانوية بأسيوط يرفعون إلى مقام جلالتكم مذكرتهم هذه متضمنة قرارات مؤتمرهم المنتقد في يوم 13 صفر 1365هـ الموافق 17/ 1/1946م) بدار الإخوان المسلمين بأسيوط وأرسلوا برقية للملك جاء فيها:

يا صاحب الجلالة: إن الشباب إذ يرفع لجلالتكم تلك القرارات يلتمس فيكم الأصل ويرقب في ذلكم الرجاء ويؤمن الإيمان العميق قرب فجر النصر والسلام العام والقرارات يا صاحب الجلالة كالآتي:

  • (1)- تأييد مكتب الإرشاد العام في كل خطواته.
  • (2)- ضرورة السعي الجدي لتوحيد صفوف لصالح الوطن.
  • (3)- تعميم الجامعات الشعبية لإيقاظ الروح القومي في الشعب .
  • (4)- إصدار تصريح من جانب مصر باعتبار أن المعاهدة لاغيه قانونا .
  • (5)- الجلاء فورا عن وادي النيل من منبعه إلى مصبه من كل القوات الأجنبية.
  • (6)- مقاطعة الزعماء الحكم حتى تتحقق أهداف البلاد.
  • (7)- وحدة وادي النيل تحت التاج المصري وتحضير قناة السويس.
  • (8)- على وزارة المعارف تدريس الحقوق الوطنية بمدارسها المختلفة.
  • (9)- مطالبة الانجليز بسداد ما عليهم من ديون لمصر بالطرق المشروعة.
  • (10)- تدعيم مقاطعه الصهيونية بحث الحكومة على إصدار قانون يحرم على كل مصري التعامل مع من يثبت اتصاله بصهيوني ,وتجريد كل يهودي من جنسيته المصرية لو تشيع للصهيونية.
  • (11)- استقلال البلدان العربية واعدة المستبعدين السياسيين وفى مقدمتهم الزعيم الوطني الكبير سماحة المفتى «محمد ابن الحسيني»، وإننا يا صاحب الجلالة نضع أمالنا بين أيديكم راجين العمل على تحقيقها.

دامكم الله يا صاحب الجلالة ذخرا وملاذا وللعروبة والإسلام خصبا وملجأ الإخوان المسلمون بأسيوط، قسم الطلبة

كما قام طلبه الإخوان بكلية الزراعة (قسم البكالوريوس) بدمنهور جامعه فاروق الأول برحله إلى الصعيد,وفى هذه الرحلة قاموا بزيارة إخوانهم طلاب معهد أسيوط, وأقام لهم المكتب الإداري بأسيوط حفل تكريم, كما قاموا بزيارة إخوانهم في كوم امبو وأسوان, ثم عادوا إلى بلادهم سالمين.

ولقد حدث أن خرجت المظاهرات في معهد أسيوط في عام 1947م فتعاملت معه لداخلية بالشدة والعنف كل ذلك كان يؤدى في بعض الأحياء لتعطيل الحكومة للدراسة لتهدأت الطلبة , مما دفع النائبين محمد حنفي الشريف ومحمد توفيق خشبه أن يتقدما باستجواب عما حدث من أحداث في معهد أسيوط بين الطلبة والبوليس والتي أدت لتعطيل الدراسة بالمعهد, وتقديم شيخ المعهد والأساتذة استقالتهم, وسفر الطلاب إلى بلادهم.

كما عقد طلاب الإخوان في أسيوط مؤتمرهم السنوي في مارس من عام 1947م في فناء المدرسة الإسلامية بأسيوط فى تمام الساعة السادسة والنصف مساء وخطب فيه الشيخ الباقوري وعبد العزيز كامل والشيخ عبد المعز عبد الستار وفهمي أبو غدير المحامى ورئيس المكتب الإداري.

كما قام قسم الطلبة بأسيوط بعمل حفل تعارف، ألقيت فيه القصائد والأناشيد، وقد تزاحم الإخوة الطلبة على التعرف على إخوانهم الذين لم يعرفوهم.


نشاطهم الجوالي والرياضي

لقد كان لإخوان أسيوط فرقة جوالة تابعة لجوالة المركز العام كما كان لهم فرق رياضة، فقد كانت جوالة الإخوان تقوم بعمل استعراضات فى كثير من المناسبات والاحتفالات, حيث قامت بعمل استعراض تقدمت فيه فرق البوليس وطافت بأنحاء البلد حتى وصلت إلى المديرية فاستعرضها مدير أسيوط وذلك في فبراير من عام 1947م.

أما في الرياضة فقد تقابل فريق مكتب إداري أسيوط مع فريق مكتب إداري بني سويف يوم 25/ 4/ 1947م على أرض إخوان المنيا وقد تغلب فريق بني سويف على أسيوط 4 مقابل 1.


صحافة الإخوان في أسيوط

34-غلاف-النادي.jpg

كان للإخوان في أسيوط جريدة تتحدث عنهم وتتابع أخبارهم وهي صحيفة النادي والتي كانت تصدر في أبو تيج، وهي جريدة أسبوعية كانت تصدر بأبي تيج بالصعيد، أصدرها الأستاذ عبد الحميد عزمي عام 1930م.

وقد عرفت نفسها بأنها صحيفة سياسية أسبوعية جامعة، وحددت لنفسها شعارًا خاصًّا بها فذكرت شعار ﴿إِن يَنْصُرْكُمُ اللهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ﴾[آل عمران: 160]، وكان اشتراكها السنوي 100قرش.

وهذه الجريدة كانت أشبه بلسان حال الإخوان المسلمين بأبي تيج، فكانت تنشر أخبارهم بالصفحات الأولى، وكانت تعتبرهم أصلح فئة في المجتمع وسيكون لهم الغد القريب، وكانت ترد الافتراءات الصحفية التي كانت تثار ضد الإخوان، كما حدث من جريدة المصري،

وكانت تحث الإخوان على الاستمرار بنفس نهجهم، فهم كتائب الله، القرآن دستورهم، والرسول القائد إمامهم، وذلك هو بر السلامة، وكانت وجهة الجريدة إسلامية تدعو إلى تحرير الأراضي الإسلامية من كيد المستعمرين، كما كانت تؤكد أن المستقبل للإسلام دون غيره، فهو المنقذ لهذه البشرية، كما كان يكتب بها العديد من إخوان أبي تيج.

واهتمت المجلة بزيارات الإمام البنا لأبي تيج، وكانت تستفيض في عرض الزيارة وما نتج عنها مثل زيارته عام 1940م، وقد خصصت الجريدة مساحات كبيرة لأدب الإخوان وخاصة الشعر، فكانت تنشر أشعار الإخوان التي تلقى في احتفالاتهم بالمناسبات الإسلامية بصورة دورية.

ومن أهم الشعراء الذين اهتمت الجريدة بنشر شعرهم الأستاذ عبد الحفيظ محمد والذي كان يوقع على قصائده باسم "النسر"، مثل قصيدته:

في ذكرى غزوة بدر الكبرى عام 1939م، وكان مطلعها "حي بدرًا وأهلها مبعث النور من قدم".

ولم تكن الجريدة تهتم بأخبار الإخوان المسلمين بأبي تيج فقط، بل كانت تنشر أخبار الإخوان عامة، وأهم أعمالهم مثل:

دعوة مكتب الإرشاد العام لأعضاء الجمعيات الإسلامية والعلماء والمشتغلين بالسنة المطهرة وسيرة السلف إلى الحضور بدار الإخوان بالقاهرة للنظر في تقرير للجنة التحضيرية لمشروع إنشاء دار الحديث بالقاهرة، وتكوين لجنة إحياء ذكرى السلف الصالح، بالإضافة إلى نشر أخبار الشعب الأخرى، مثل:

الإعلان عن محاضرات الإخوان بشعب المنصورة بمناسبة شهر رمضان المبارك.

وقد رحبت الجريدة كثيرًا بعودة فتح جمعية الإخوان المسلمين بأبي تيج عام 1943م بعد إغلاقها في عهد وزارة النحاس، وهنأت الإخوان على ذلك.


الشعر والزجل عند إخوان أسيوط

برز عدد من إخوان أسيوط كشعراء أو زجالين أمثال عائلة آل قطب والشيخ أحمد حسن الباقوري وايضا الأستاذ عبداللطيف العيلي، والأخ عبد اللطيف العيلي كان مندوب جوالة الإخوان المسلمين بشعبة ملوي، وقد أهدى مجموعته الزجلية إلى الإمام المؤسس عليه رحمة الله.

يا مْربّي روحي يا مُرْشِدْنا
بالروح أفديك

وريتني كيف أنا أعيش مسلم

وأنا بأيه أهديك

يا بنّا من فضلك تقبل

مني الأزجال

هدية مش قيمتك لكن

على قدّ الحال

وفي المقدمة يقول بعد حمد الله والصلاة على رسوله الكريم: "فهذا كتيب صغير قد جمعت بين دفتيه أزجالاً نظمتها في مبادئ الدعوة التي أعيش لها وأسعد بالانتساب إليها دعوة الإخوان المسلمين، ولقد حرصت على أن يكون هذا الكتيب دعاية لدعوتي، فوضعت في أوله "تعاريف إخوانية" ليعم النفع، وتكثر الفائدة، وفقنا الله للجهاد في سبيله والعمل بشريعته إنه سميع مجيب".

والمجموعة بالفعل كما قال مؤلفها دعاية لدعوة الإخوان ومبادئها وأهدافها، ففي زجل بعنوان: "تحية" يقول:

يا بلبل يا طاير نواحي البقيع

تبلغ صحاب الرسول السلام

وتهدي التحية لطه الشفيع

يردد صداها صليل الحسام

هات إيدك نبايع "يا بنّا" يا مرشد

بنيت بالمسلح نفوس الشباب

بنيت جيش عرمرم لدينا مجند

يخوض المعارك يهد الصعاب

أساسه الشريعة وسنة محمد

ودينه النصيحة برفع الكتاب

وفي حفل افتتاح إحدى الشعب –هي شعبة الفكرية– يقول:

يا بلدنا دا عصرك بقى زاهر

وتاريخك أصبح شيء باهر

مكتوب فوق تاجك بجواهر

شرّفت "يا بنّا" الفكرية

نور طه الهادي دا نوّرنا

وهتفنا باسمه وكبّرنا

"والبنا" حبيبنا أهو جه زارنا

محروس م العين الحسودية

ويوضح همجية الغرب التي جلبت على شعوب أوروبا الدمار والخراب، ويظهر فضل المبادئ الإسلامية التي يدعو لها الإخوان، المستمدة من الكتاب والسنة:

إزاي أنا أوازن وريني

بين مبدأ غربي وبين ديني

هتلر والروسيا وموسوليني

يعطوك الصورة الحقيقية

في أوروبا الشعب بايت صابح

في مجازر قايمة ومدابح

والغرب جميعه صبح سابح

غرقان في البركة الدموية

في أوروبا بيفتحوا بقنابل

وبيقتلوا أطفال وأرامل

والمصطفى كان فتحه بوابل

من فضل ورحمة وحنية

يا نبينا أدينا إحنا جنودك

الغاب ضاق خالص بأسودك

راح نرفع في الدنيا بنورك

ونهز الكورة الأرضية

وفي إحدى احتفالات الإخوان بالإسراء والمعراج يقول:

يا رجب أهلاً بشهرك

يا أبو ليلة زاد حلالها

نلت فيها كل فخرك

يا رجب فيك أسرى طه

يا أبو ليلة زاد حلاها

للشعوب في الأرض ساعة

لاجل تتويج الملوك

وانت يا صاحب الشفاعة

تحت عرشه توجوك

تاج بيدّ الله بناها

وبعد أن يستعرض رحلة الإسراء والمعراج، يرحب بالإمام البنا، ثم يخاطب بلاد الشرق مستنهضًا إياها لأجل تحطيم القيود:

النسيم عمال يهفهف

خلّي كل الأرض جنة

والقلوب في الكون بتهتف

مرحبًا أهلاً يا "بنّا"

البلد نالت مناها

لك درر في الحق غالية

لك عمل فاق الكلام

"يا حسن" لك همة عالية

أمضى من حدّ الحسام

في السما ساكنة في علاها

مهما أمدح مش هاوفي

وأبقى "يا مرشد" ظلمتك

"يا حسن" اسمك دا يكفي

في الدلالة عن عظمتك

"بنّا" للإخوان بناها

يا بلاد الشرق مالك

ليه تملّي اليأس قاتلك

قومي قومي شوفي حالك

الفرص سنحت وجتلك

والحروب دارت رحاها

تيأسي ليه وانت دينك

دين ما يعرفشي الخمود

قومي جاهدي الله يعينك

لاجل تحطيم القيود

أو تموتي في حب طه

واللي قص الناس جناحه

برضه راح يطلع له ريش

الجرح هتطيب جراحه

لو مقدر له يعيش

لو يريد الله شفاها
وقد أصدر أزجاله في كتاب هذا غلافه:
أزجال.jpg


إخوان أسيوط بعد الإمام البنا

لقد ظل إخوان أسيوط على عهدهم للدعوة بعد استشهاد الإمام البنا وقد اختير الأستاذ أحمد شريت كعضو في مكتب ارشاد الجماعة والتي كان له دور كبير حتى تعرضت الجماعة لمحنة عام 1954م فزج بهم في السجون وقضوا سنوات كثيرة خلف السجون، حتى استشهد الشيخ حامد شريت عام 1966م بعد أكلة وجبة سمك فاسدة في السجن ولم سعفه السجن، كما استشهد الشيخ أحمد شريت عام 1970 في مستشفي السجن والتي لم يجد فيها أية عناية.

وحينما أفرج عنهم كانت المحافظة معقل جماعات الجهاد ووجد الإخوان فيها عنت كبير حتى استطاعوا بصبرهم أن يرسخوا في أذهان الناس الفرق بين دعوة الإخوان الوسطية وباقي الدعوات المتطرفة.

وتاريخ محافظة أسيوط كثير جدا وملئ بالأحداث التي تحتاج لصفحات كثيرة خاصة دور الإخوان في فترة السبعينيات وما بعدها حتى الآن.

المراجع

1- حسن البنا: مذكرات الدعوة والداعية، دار التوزيع والنشر الإسلامية.

2- جمعة أمين عبدالعزيز: أوراق من تاريخ الإخوان المسلمين، دار التوزيع والنشر الإسلامية.

3- محمد حامد أبو النصر: حقيقة الخلاف بين الإخوان المسلمون وعبد الناصر، دار التوزيع والنشر الإسلامية.

4- جريدة الإخوان المسلمين السنة الأولى، العدد 27، الموافق 23شوال 1352هـ ، 8 فبراير 1934م.

5- جريدة النادي بأبو تيج، العدد 38 ، 16ذو القعدة 1354هـ / 9فبراير 1936م.

6- مجلة النذير، السنة الثانية، العدد 31، 4 شعبان 1358هـ الموافق 19سبتمبر 1939م.

7- مجلس النواب, مضبطة اليوم الأول للجلسة الثانية عشرة، الاثنين 27 من صفر 1366هـ, 2/1/1947 ص 469:481.


للمزيد عن إخوان أسيوط

من أعلام الإخوان في أسيوط

ملفات متعلقة وأبحاث

أخبار متعلقة

تابع أخبار متعلقة

وصلات فيديو