عبد المعز عبد الستار

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الشيخ عبد المعز عبد الستار


إعداد: ويكيبيديا الإخوان المسلمين

تقديم

الشيخ عبد المعز عبد الستار أحد الرعيل الأول لجماعة الإخوان المسلمين .

وهو من علماء الأزهر الشريف و دعاته و الذي كان له عظيم الأثر في نفوس سامعيه .


وهو الذي كان له عند الإمام الشهيد حسن البنا مكانة قديرة فاختاره دون سواه عام 1946م في أول مهمة دعوية أو قل جهادية بالكلم لا بالسلاح على أرض فلسطين فأدى ما وكل إليه على أحسن ما يكون.


وهناك زار العديد من بلدان فلسطين كحيفا و يافا و القدس ليعود بعد ذلك إلى أرض مصر مواصلا جهاده الدعوي في تعبئة الإخوان استعداداً للجهاد في فلسطين.


بداية التعارف على جماعة الإخوان المسلمين

يقول الشيخ عبد المعز:

" ذات يوم ذهب أحدنا للصلاة في مسجد غير الذي اعتدنا الصلاة فيه، وتأخر قليلاً، وكان اسمه نور المتيم يرحمه الله وكان زميلاً لنا في الأزهر، وأحد أعضاء اللجنة.
فقلت له ما الذي أخّرك يا شيخ نور؟قال في المسجد داعية شاب يتحدث حديثاً عجباً، جميلاً، ويقول إنه من الإخوان، وهو شاب أزهري.
فقلت له ولماذا لم تقل لنا لنذهب معك؟.. هيا بنا.
وذهبنا بالفعل، فإذا هذا الشاب يتحدث عن الإسلام، ومجده، وعن المسلمين وواجبهم في الدفاع عن الإسلام وشرفه، وعن الجهاد، وأنه ما ترك قوم الجهاد إلا ذُلُّوا، ويعرض شيئاً من تاريخ الإسلام.. فسَرَّنا حديثُه هذا.
وكان هذا الداعية ضيفاً عند أحد الصالحين، الذي كان يعمل عند خالي، في ماكينة طحين، واستأذنَّا في زيارته، وكان الضيف هو "محمد البنا"، ومعه طالب آخر اسمه محمد عبدالحافظ، ابن عُمْدة "المَرْج".. وكان "الإمام البنا" إذا جاء الصيف يوزّع الإخوان على القرى، فكان نصيبنا محمد البنا، وكان طالباً في مثل سني، لكن بمعهد القاهرة، في السنة الرابعة، وكان محمد عبد الحافظ طالباً بالحقوق."

ويكمل الشيخ عبد المعز حديثه عن محمد البنا قائلا:

" كان شقيق الإمام البنا، وبقي عندنا أياماً، وعرض علينا دعوة الإخوان، ورسائل الإمام، وأذكر منها "رسالة إلى أي شيء ندعو الناس؟"، و"دعوتنا".. وكان شيئاً رائعاً حقّاً."

ويواصل الشيخ قائلا :

" نعم التحقت بالإخوان؛ لأني وجدتها دعوة عملية، قوامها "أعتقد، وأتعهّد".. "أعتقد، وأتعهّد".. شيء جديد، فسألنا وما المطلوب منا؟ قالوا تكونون على صلة بنا، وزادوا على ذلك بالقول نحن بيننا وبين المجاهدين في فلسطين صلة (الحاج أمين الحسيني، والشيخ عز الدين القسام)، وإذا فرغتم من جمع التبرعات؛ فنحن مستعدون لتوصيلها إلى الشيخ القسّام وإخوانه المجاهدين."

اللقاء الأول مع الإمام البنا

يحكي عنه الشيخ عبد المعز فيقول:

" التقيت الإمام البنا في سنة 1937م...فقد حاولت أن أتصل به بعد أن فرغنا من جمع التبرعات، وذهبنا إلى الدار لنسلمه المبلغ الذي جمعناه، ليوصله إلى فلسطين فعرفنا أنه في الصعيد، والإخوان منتشرون معه، ولم نجد أحداً في الدار، فذهبنا إلى الخطيب وسلمناه المبلغ، ونشر ذلك.
بعدها التحقت بكلية أصول الدين، وأُنشئت في كل من الأزهر والجامعة بعثة للحجّ، وفتحوا الباب لمن يرغب بالحجّ، وكانت السعودية قد تنازلت عن الرسوم التي تأخذها، وخفّض "طلعت حرب" للطلبة سعر التذاكر في الباخرتين اللتين كان يملكهما (زمزم، والكوثر)، والدولة دعمت الرحلة، المهم اشتركنا في البعثة."

ويخبر الشيخ عبد المعز أن الشيخ البنا كان في وداع البعثة وهنا كان لقاؤه به فيقول :

" وفي الصباح، ذهبنا للمحطة، وإذا بشابٍّ ملتحٍ جميلٍ، وراءه الشيخ خالد السيد، وكان زميلاً لنا، وصار فيما بعد عميداً ومديراً لمجمع البحوث الإسلامية، الذي أنشئ بدلاً من لجنة كبار العلماء، فقال صاحبنا هذا هو الأستاذ البنا.
وكنت لحظتها داخل القطار، وفَرِحاً بشبابي، فمن ذا الذي يحجّ في مثل سني؟ فنزلت لما رأيته، فضمّني إليه قائلاً "أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك، زوّدك الله التقوى".

عضويته في مكتب الإرشاد

يذكر الأستاذ محمد حامد أبو النصر في كتابه حقيقة الخلاف بين " الإخوان المسلمون " وعبد الناصر... تفاصيل اختيار مكتب الإرشاد الثاني قائلا :

" فلما أجريت انتخابات مكتب الإرشاد الثاني في عهد فضيلة المرشد الراحل الأستاذ حسن الهضيبي في ديسمبر سنة 1953 أظهرت نتيجة الإنتخابات معاني كامنة في نفوس أعضاء الهيئة التأسيسية للإخوان المسلمين ، وكانت هذه المعاني تؤكد وجوب ربط العناصر القوية في شكل جماعي تحت قيادة المرشد العام للجماعة بشكل طمأن النفوس وطوح بكل فكرة تقول بضد هذا الاتجاه وكانت النتيجة الطبيعية لهذا إبعاد هؤلاء عن عضوية مكتب الإرشاد

حيث أسفرت نتيجة الانتخاب علي اختيار الأخوة:

  • الأستاذ عبد المعز عبد الستار.... عضوا.
وبحكم اللائحة الداخلية للهيئة التأسيسية ضم المكتب إلي عضويته كلا من الأخوة :الأستاذ منير أمين دله الأستاذ صالح أبو رقيق، الأستاذ البهي الخولي وابتدأ المكتب يؤدي عمله في ثقة واطمئنان .."

فكان تشكيل المكتب الأخير كما يقول الأستاذ محمود عبد الحليم:

" مكتب الإرشاد العام الأخوة الأساتذة محمد خميس حميدة والبهي الخولي والشيخ محمد فرغلي ومحمد حامد أبو النصر والشيخ أحمد شريت والدكتور حسين كمال الدين والدكتور كمال خليفة وعبد الرحمن البنا وعمر التلمساني وعبد القادر عودة وعبد الحكيم عابدين وعبد المعز عبد الستار ."

الشيخ عبد المعز ... و قدره في الإخوان

كان للشيخ عبد المعز مكانة كبرى في نفوس الإخوان وكذلك عند قيادة الجماعة وكان كثيرا ما يقدم للإخوان خطيبا في حضور كبار الإخوان وكان من ذلك أن استشهد بكلامه الأستاذ حسن الهضيبي الذي جاء في رسائله من خطاب فضيلتة في إحدى المرات بحضور عدد من قيادات الإخوان منهم الأستاذ سيد قطب.. بالمنصورة في شهر المحرم 1373 سبتمبر 1953 ما نصه: " يا إخوان ..الحاجة الأولى التي نستفيدها من كلام أخي عبد المعز وكلام أخي سيد .. استفدنا أن الرسول صلى الله عليه وسلم منح الدعوة كل وقته .."
فكانت كلمات الشيخ عبد المعز قواعد تدرس وتوجه للإخوان عبر مرشدها العام لما لها من عمق فكري ووضوح عملي ..

ويشير إلى هذه المكانة أيضا الأستاذ عباس السيسي مخبرا عن حدث كبير وحساس ناب فيه الشيخ عبد المعز عن المرشد حسن البنا في خطابه للطلاب فيقول الأستاذ السيسي:

" كان مساء الخميس من كل أسبوع فى المركز العام القديم من عام 1940 موعدا للقاء دائم لفضيلة :المرشد العام مع الطلاب .. وكانت محاضرة ذلك اليوم (نظرة الإسلام للمرأة)، وبينما فضيلته يتحدث إلينا إذا بجلبة تحدث خارج الصالة، ويتقدم أحد الأخوة بورقة مكتوبة، فيقرأها الأستاذ المرشد ثم يستأذن معتذرا عن المحاضرة ويخرج.. وبعد فترة من الوقت يعتلى الشيخ عبد المعز عبد الستار المنصة ويتحدث إلينا حديثا حماسيا ينبئ أن فى الأمر شيئا. نتبين بعده أنه قد صدر أمر عسكرى بنقل الأستاذ إلى قنا .."

و مرة أخرى يظهر دور الشيخ عبد المعز في موقف شائك يحدثنا عنه الأستاذ عباس السيسي قائلا :

" وحين سدد الإخوان ثمن الدار وتم تأثيثها، دعا المركز العام الإخوان للاحتفال بافتتاح دارهم الجديدة وأعد لذلك استعراضا لجوالة الإخوان فى حدود عشرين ألف يمثلون جميع الشعب والمناطق فى أنحاء البلاد، وأعد لك الفرق الوافدة مراكز إيواء مجهزة بكل وسائل الراحة والتموين..
وبينما كانت وفود الإخوان فى طريقها إلى القاهرة عصر يوم الخميس استعداداً للاحتفال الكبير فى صباح يوم الجمعة صدر قرار من دولة أحمد ماهر باشا رئيس الحكومة بمنع الاحتفال ومنع الاستعراض، ولكن أكثر المدعوين كانوا قد وصلوا إلى القاهرة واستضافتهم مراكز الإيواء فصدر توجيه من المركز العام بأن يؤدى الإخوان جميعهم صلاة الجمعة فى جامع الأزهر. وما أن أقترب موعد الصلاة حتى لم يعد فى ساحة المسجد متسع لأحد فى الوقت الذى حاصرت قوات الشرطة كل الطرق المؤدية إلى المسجد ..
وما أن انتهت الصلاة حتى اشرأبت الأعناق إلى الشيخ عبد المعز عبد الستار كان موجودا بالمسجد .. فقال فضيلته يحدثنا وبعد أن حمد الله تعالى وأثنى عليه قال بصوت قوى: أيها الإخوان نحن لم نلتق فى هذا المسجد على شكل مظاهرة، وإنما ليس فى القاهرة بعد قرار مصادرة الاحتفال بافتتاح دارنا مكان يتسع لهذا اللقاء فى شكله وفى مضمونه سوى الجامع الأزهر ..
وصاح الأستاذ أيها الإخوان إننا لسنا راغبين فى إثارة ولا خائفين من أية قوة، ولكننا أبعد نظرا من أن تستفزنا الحوادث فنغامر بأمر دعوتنا، وإننى والله أيها الإخوان لأضع الحق فى يمنى وأضع روحى فى يسارى لا أخاف فى الله لومة لائم، وليس أعظم فى الصبر من أن يملك الإنسان نفسه عند الغضب، والآن أيها الإخوة لقد حققنا بهذا اللقاء بعض ما تجيش به نفوسنا بنحوكم، كما أنكم أعلنتم بهذا اللقاء مدى ارتباطكم بدعوتكم فى دقة التنظيم وسرعة الاستجابة وضبط النفس، فإنى أهيب بكم أن تنصرفوا فى هدوء مشكورين مأجورين ولا تعطوا لأعدائكم فرصة الاصطدام بكم..
ودوى المسجد بالهتافات الإسلامية، وبدأت هذه الجموع تنصرف فى هدوء ونظام، ولا أكون مبالغا إذا قلت إن بعض الإخوان غلب عليهم البكاء والنشيج من جلال الموقف وروعته.. وخرجت الوفود من الجامع جماعات فى صمت."

وينقل الدكتور محمود عساف شهادة الإمام البنا في الشيخ عبد المعز التي تدل على مكانته ... وأنه من رجال الدعوة فيقول:

" كان الأخوة الأزهريون الذين يترددون على المركز العام يوميا أربعة : الشيخ محمد الغزالي , والشيخ زكريا الزوكة , والشيخ عبد المعز عبد الستار , والشيخ السيد سابق . وكانوا جميعا طلابا بالأزهر أو حديثي التخرج .
وكان الشيخ سيد سابق قد بدأ في إصدار كتابه: فقه السنة في سلسلة من الكتيبات التي كان كل منها يباع بخمسة مليمات . قرأت منها : الطهارة وأنواع الماء والصلاة . . . ولقد استعدت هذه الذكريات وأنا أقرأ كتابه الكامل الشامل : فقه السنة المكون من 3 مجلدات ضخمة . وكان الشيخ الغزالي مشهورا بعلمه الواسع وأسلوبه المنطقي في الخطابة والذي كان يدخل القلوب , وكان الشيخ عبد المعز متحمسا يثير من يخطب فيهم ويملأهم حماسا .
قلت للإمام مرة : شتان بين هؤلاء وبين باقي رجال الدين الأزهريين .
فقال :إن هؤلاء رجال دعوة .."

بصمة العزة في تاريخ فلسطين

الشيخ عبد المعز عبد الستار متحدثا في مؤتمر نصرة الأقصى بالدوحة عام 2009

ويسطر الأستاذ كامل الشريف في سفره الإخوان المسلمين في حرب فلسطين الدور التربوي الكبير الذي قام به الشيخ مع أخوانه في حفز الهمم نحو الجهاد يقول عن الإخوان :

" نجح عدد من شبابهم في التسلل إليها والاشتراك مع الثوار في جهادهم وبخاصة في مناطق الشمال حيث عملوا مع المجاهد العربي الكبير (الشيخ عز الدين القسام) وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية أخذ :الإخوان يعملون للقضية عملا إيجابيا فأرسلوا وفودا من دعاتهم وشبابهم يؤلبون العرب ويستحثونهم للكفاح ويتولى نفر منهم تدريب الشباب الفلسطيني تدريبا سريا؛
ولقد نجحوا في ذلك إلى حد بعيد حتى أصبحت شعبهم ودورهم هي مراكز القيادة وساحات التدريب ولا يزال أهل فلسطين يحمدون للداعية الإسلامي (سعيد رمضان) مواقفه الكريمة وأثره البالغ في توجيه الشباب العربي وجهة خالصة ويذكرون بالفخار والإكبار جهود الأساتذة (عبد الرحمن الساعاتي ؛ وعبد المعز عبد الستار ؛ وعبد العزيز أحمد ) وغيرهم من كرام الدعاة والمدربين وما كان لهم من حسن التوجيه وطيب الأثر .."

ويكتب في هذا الدور الأستاذ أبو الفتوح عفيفي في كتابه رحلتي مع الإخوان قائلا:

" لا شك أن أجواء في الثلاثينيات والأربعينيات مكنت الإمام البنا من تعبئة الجماهير لنصرة فلسطين، ولا ينكر أحد دور الإخوان في حشد الأمة لمواجهة الخطر الصهيوني، فقد كان المظاهرات مشتعلة في القطر المصري كله؛ تنطلق من الأزهر الشريف الذي كان وقتها حاملاً لواء المقاومة وكان مدافعًا عن الإسلام والمسلمين.
كان الإمام البنا يخطب في جموع المتظاهرين بالأزهر .. وصالح حرب والشيخ عبد المعز عبد الستار والحاج أمين الحسيني مفتي القدس الذي كان يدعو الأمة للجهاد وإنقاذ فلسطين من اليهود."

ويخبر أحمد عادل كمال بكتابه النقط فوق الحروف عن دور الشيخ عبد المعز الذي بدأ الصلة بقضية فلسطين من بدايتها فيقول:

" ولقد بدأت صلة الإخوان بقضية فلسطين عام 1937 حين اندلعت الثورة العربية بفلسطين فجمع الإخوان التبرعات لها ثم بعثوا .. بالسلاح الذى تسنى جمعه من مصر. واستمر تدفق اليهود على فلسطين تحت الانتداب البريطانى واندلعت المقاومة العربية.
ومن حين لآخر كان للإخوان مبعوث هناك... الشيخ عبد المعز عبد الستار.. سعيد رمضان... الشيخ السيد سابق... محمود الصباغ... الخ كان اليهود يقيمون مستعمراتهم فى مواقع استراتيجية حاكمة ويسلحونها وكان العرب يقاومون. وحدثت حركة كبيرة ومتسعة بين الإخوان للتطوع للقتال فى فلسطين حتى شملت القطر كله.
ولم يكن بوسع المركز العام أن يوفد كل من تطوع, فإن موراده لم تكن بالتى تسمح بذلك. ومع ذلك فقد تجاوز عدد الإخوان الذين دخلوا الأرض المقدسة للتقال ألفين من مصر من القوات الفدائية التى أذهلت العالم ببطولاتها وجسارتها وحرصها على الشهادة, وكان على رأسهم الأستاذ محمود عبده والشهيد محمد فرغلي."

وقد بين الأمر وجلاه الأستاذ عدنان سعد الدين في مذكرات وذكريات سوريا قائلا:

"أرسل الإمام وفدًا مشكلاً من أخيه الشيخ عبد الرحمن والأستاذ أسعد الحكيم والشيخ عبد المعز عبد الستار يرافقهم الزعيم التونسي عبد العزيز الثعالبي ، زار الوفد مدن فلسطين يحذر أهلها ، وينبه للذي يبيته الصهاينة لانتزاع فلسطين من شعبها ، ويستنهض الهمم كل يهبوا ويجاهدوا وينقذوا وطنهم.
التقى الوفد في حيفا بالشيخ نمر الخطيب خطيب مسجدها الكبير ، وكان في مقتبل شبابه ، فانعقدت أواصر الأخوة والمحبة بين الشيخ نمر وبين أعضاء الوفد ، ولاسيما الشيخ عبد المعز عبد الستار ، وما يزالان على عهدهما منذ 5 آب عام 1935 تاريخ ذهاب الوفد إلى فلسطين وحتى يومنا هذا؛
وما يزالان على العهد في الوفاء لدعوة الله ، ولرابطة الأخوة في ذات الله ، والشيخ عبد المعز هو البقية الباقية من أعضاء مكتب الإرشاد الذي كان يرأسه الشهيد حسن البنا ، ومثله الأستاذ فريد عبد الخالق أمد الله في عمرهما ، أما الشيخ نمر الخطيب فإنه يجاور في المدينة المنورة ، ويعطي دروسه لطلاب العلم كما كان حاله في حيفا وبيروت دون كلل أو ملل ، بالرغم من أنه بلغ المائة من عمره المبارك ، والشيخ عبد المعز عبد الستار يقيم في الدوحة عاصمة قطر ، وهو في التسعينيات من عمره المديد أمضاه في الجهاد في سبيل الله وفي الدعوة إلى الله ".

ويخبر عن تفاصيل هذا الدور الدكتور إسحاق موسى الحسيني قائلا:

"الإخوان في مصر أخذوا يرسلون الرسل إلى فلسطين يبسطون الدعوة بسطا وافيا في المساجد..

ويستكمل قائلا :

ونتج عن ذلك أن انتشرت الدعوة أولا على الألسنة ثم صار لها أنصار ومؤيدون . ثم جاء مندوب من قبل الإخوان (عبد المعز عبد الستار) واحتفل بافتتاح فرع في القدس في 5/5/1946 حضره ما يزيد عن ألفى شخص ..... وتكلم في هذا الاجتماع جمال الحسيني نائب رئيس اللجنة العربية العليا وقال إنه تمنى منذ تسع سنوات أن تنتشر دعوة الإخوان في فلسطين , ,أن أمنيته قد تحققت الآن وأعلن انضمامه إلى الإخوان وحلى صدره بشعارهم.
وبعد انتهاء الاحتفال جمع مبلغ 1871 ج فلسطينيا لبناء دار . وأخذ فرع القدس فيما بعد ينظم المحاضرات يلقيها فلسطينيون, وأحيانا زوار من إخوان مصر .
ثم أنشئت الفروع في سائر مدن فلسطين فأنشئ فرع في يافا وفرع في اللد وفرع في حيفا انضمت إليه جماعتا (أنصار الفضيلة) و(الاعتصام) وهما جمعيتان إسلاميتان . وكان ذلك بحضور مبعوث المركز العام في القاهرة (عبد المعز عبد الستار)، وأنشئ فرع في طولكرم, بحضور المبعوث أيضا ."

الشيخ عبد المعز ... و محنة 54

وفي هذه المحنة تعرض الشيخ للأذى الشديد شأنه في ذلك شأن باقي إخوانه الذين مرت عليهم هذه الشدة العظيمة فصبرهم الله تعالى و ثبتهم في وجه قوى الظلم و الطغيان؛

ويفصل ما تعرض له الشيخ عبد المعز المهندس الصروي فيقول:

" الشيخ يوسف القرضاوي فيحكي أيضاً في موضوع مطول عن الحياة في معتقل الهاكستب في مذكراته أبرزها العلقة الساخنة التي تلقاها الإخوان المعتقلون من الضابط فريد القاضي الذي أراد أن يعلِّم المعتقلين كيف يحترمون الضابط، فاستدعى أورطة (سرية أو عدة سرايا) من العساكر (مثل عساكر الأمن المركزي) ومعهم العصى الغليظة، وأذاقوا المعتقلين جميعاً علقة شديدة جداً..
وكان بالعنبر الآخر أثناء العلقة بعض كبار الإخوان مثل الشيخ عبد المعز عبد الستار، والأستاذ عبد الحكيم عابدين.. وكان الشيخ عبد المعز يصرخ فيهم وهم يضربونه قائلاً: "اضربوا يا أندال، اضربوا يا كلاب."

وشاء الله رغم كل ذلك أن ينجو الشيخ من الأحكام القاسية التي صدرت على أبناء الجماعة زورا و بهتانا ،وينقل الأستاذ إبراهيم زهمول تفاصيل هذه الأحكام قائلا :

" صدرت بحقهم في 5 ديسمبر 1954 أحكام محكمة الشعب (!) بإعدام كل من المرشد المرحوم الأستاذ :حسن الهضيبي (بدل إلى الأشغال الشاقة المؤبدة) والقاضي الشهيد عبد القادر عودة والشيخ محمد فرغلي واعظ الإسماعيلية وقائد فدائي فلسطين والقنال ويوسف طلعت فدائي فلسطين ، وإبراهيم الطيب (محام).
كما صدرت الأحكام بالأشغال الشاقة المؤبدة في حق الدكتور خميس حميدة (صيدلي ، نائب المرشد) الدكتور كمال خليفة أستاذ بكلية الهندسة ، الدكتور حسين كمال الدين أحمد إبراهيم أستاذ بكلية الهندسة ، منير دله مستشار بمجلس الدولة ، وصالح أبو رقيق مستشار بجامعة الدول العربية ، عبد العزيز عطية مدير منطقة الإسكندرية التعليمية ، محمد حامد أبو النصر محام ، والحكم بالسجن خمسة عشر عاما في حق كل من الشيخ حامد شربت واعظ ، وعمر التلمساني محام ، وسيد قطب كاتب ، وصدرت أحكام بالبراءة في حق كل من عبد الرحمن البنا ، عبد المعز عبد الستار أستاذ بالأزهر ، والبهي الخولي مدير الثقافة الإسلامية بوزارة الأوقاف الذي مضى في مدن مصر مروجا لعبد الناصر متحدثا إلى الإخوان عن مثالب المرشد ومعلنا نقض بيعته وخروجه عليه رحمه الله."

خاتمة

هذا هو الشيخ عبد المعز الذي سخر لسانه وجهده وحياته كلها من أجل رفع راية الإسلام و الوقوف في وجه زحف الطغيان ، إنها رحلة مباركة عشناها مع هذا الجبل الأشم الشيخ الفاضل الذي ما برح أسوار نصرة الدين فقضى عمره بين جنبات الدعوة والجهاد فجزاه الله خيرا على ما قدم للإسلام و أمته .

وفاتة

رحل عن دنيانا العالم الجليل يوم 13 ابريل 2011 الموافق 10 جمادى الاولى 1432

المراجع


ألبوم صور الشيخ عبد المعز عبد الستار

ألبوم صور الشيخ عبد المعز عبد الستار


إضغط علي الصورة لتظهر بحجمها الكامل

 

من-كتب-الشيخ-عبدالمعز-عبدالستار

عبد-المعز-عبد-الستار

عبدالمعز-عبدالستار-بالدوحة-عام-2005م

الشيخ-يوسف-القرضاوي-يقبل-رأس-الشيخ-عبدالمعز-عبدالستار

الشيخ-يوسف-القرضاوي-وعبدالمعز-عبدالستار

الشيخ-عبدالمعز-عبدالستار-متحدثا-في-مؤتمر-الدوحة

الشيخ-عبدالمعز-عبدالستار-في-مهرجان-الأقصى-بالدوحة-2009م

الشيخ-عبدالمعز-عبدالستار-في-مهرجان-الأقصى-بالدوحة-

الشيخ-عبدالمعز-عبدالستار-أواخر-حياته

الشيخ-عبد-المعز-عبد-الستار

الشيخ-عبدالمعز-عبدالستار

الشيخ-.عبدالمعز-عبدالستار-أواخر-حياته

الدكتور-عصام-البشير-يصافح-الشيخ-عبدالمعز-عبدالستار

التلمساني-وعبدالمعز-وعودة-وعبدالناصر-في-الصلاة

الأستاذ-التلمساني-والشيخ-عبد-المعز-عبد-الستار



إقرأ أيضاً


للمزيد عن حادثة المنشية ومحكمة الشعب

كتب متعلقة

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة

ترجمة لبعض المتهمون في القضية

.

تابع ترجمة لبعض المتهمون في القضية

أحداث في صور

وصلات فيديو

.

أقرأ-أيضًا.png
ملف الإخوان وجمال عبد الناصر